واصل التلاميذ حركتهم الاحتجاجية المساندة لأهالي سيدي بوزيد والمطالبة بالتنمية العادلة وتوفير الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب التونسي والمنددة بالفساد والاستبداد وسيطرة قلة نافذة على مقدرات البلاد الاقتصادية. ففي ولاية سيدي بوزيد تجددت مواجهات التلاميذ مع قوات الأمن التي أحكمت سيطرتها على مختلف مدن الولاية. وقد أغلقت جميع المؤسسات التربوية. وفي صفاقس أضرب تلاميذ معهد الهادي شاكر من جديد، كما أضرب لليوم الثاني على التوالي تلاميذ معهد 15 نوفمبر و معهد المنجي سليم. وفي مدينة جبنيانة جدت مواجهات عنيفة بين الأمن والتلاميذ على إثر خروج تلاميذ معهد 18 جانفي وأبو إسحاق الجبنياني إلى الشارع في مسيرة حاشدة، وقد استعملت قوات البوليس الغاز المسيل للدموع و اعتقلت عددا غير محدد من التلاميذ كما سجلت عديد الإصابات و الإغماءات التي نقلت إلى مستشفى المدينة. وفي مدينة الشابة أضرب تلاميذ معهد ابن رشد عن الدراسة وحاولوا الخروج في مسيرة خارج المعهد إلا أن قوات البوليس تصدت لهم ومنعتهم من الخروج وتفيد بعض الأنباء عن إيقاف عدد منهم، كما تم إجبار بعضهم على إمضاء تعهدات والتزامات بعدم المشاركة في المظاهرات أو تنظيمها. و في مدينة أريانة اعتصم تلامذة معهد الفارابي بحي الغزالة أمام المعهد تضامنا مع زميلهم أيوب الحامي الذي احرق نفسه يوم الأربعاء احتجاجا على طرده لمدة خمسة عشر يوما على خلفية وقفة احتجاجية مساندة لتحركات أهالي سيدي بوزيد. كما شهدت عدد من المعاهد الفنية في تونس العاصمة موجة من الاحتجاجات وتدخلت أجهزة الأمن لتفريقها مستعملة الهراوات و القنابل المسيلة للدموع. وفرقت السلطات الأمنية جموعا تلمذية في عدد من معاهد ومدارس باجة وجندوبة حاولت الخروج في مسيرات سلمية مساندة لأهالي سيدي بوزيد تعبيرا عن تردي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية في جهاتهم . كما علمنا بأن إدارات تلك المؤسسات هددت بعض التلاميذ بالعرض على مجالس الأقسام والطرد النهائي من الدراسة والمبيتات للبعض منهم إن شاركوا في الاحتجاجات. و في مدينة بن قردان اقتحم أحد أعوان الأمن المعهد الثانوي ابن الهيثم لملاحقة أحد التلاميذ مما سبب توترا بين التلاميذ الذين أضربوا عن الدراسة و نظموا مسيرة داخل المعهد.