عاجل : تأجيل النظر في قضية شيماء عيسى    ارتفاع حركة عبور المجال الجوّي التونسي بنسبة 18،1 بالمائة    ما سبب اضطرابات المياه في المنطقة السقوية العريش بمعتمدية القصرين ؟    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية تكرم الرياضيين التونسيين المتأهلين لدورة الألعاب الأولمبية بباريس    سوسة: حجز كميات من الذهب والملابس الجاهزة المهربة بقيمة 941 ألف دينار    الرابحي يوصي بالابتعاد عن استهلاك الدلاع في شكل قطع    بعد رفع الملف لرئاسة الجمهورية.. إيقاف التحركات الاحتجاجية لعمال شركة السكر بباجة    تونس خصصت 9ر3 ملايين دينار لصنع الاوراق والقطع النقدية خلال سنة 2023    صادم/ عامل يروّج المخدرات في مغازة بقمرت!!    تلوث الهواء يتسبّب في 7% من الوفيات في الهند    6 طرق تجنّبك التفكير المتواصل في الأشياء السلبية    طبيبة تونسية : عروس تفقد البصر ليلة زفافها بسبب عدسة لاصقة    المنذر الزنايدي يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية    النادي الإفريقي.. تأجيل موعد الجلسة العامة التقييمية    وزير الشؤون الاجتماعية.. مجابهة تحديات مستقبل العمل تتطلب مزيد دفع الحوار الاجتماعي المتوازن والمسؤول    عاجل/ انقلاب شاحنة وتعطّل جزئي لحركة المرور على مستوى محوّل برج السدرية..    حادث مرور قاتل في المنستير..وهذه حصيلة الضحايا..    صفاقس المحرس : إنقلاب سيارة خفيفة فجر اليوم    صفاقس تظاهرة خلال شهري جويلية وأوت 2024 بفضاء شاطئ القراقنة    دخول مياه البحر إلى محطة التحلية بصفاقس    السيطرة على حريق مستودعات بيع قطاع غيار السيارات المستعملة بمنطقة " اليهودية "    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 4 جويلية 2024    وزارة التشغيل تبرم اتفاقيات لتمويل الشركات الأهلية مع 6 بنوك    فتح بحث في حوادث انقطاع الماء الصالح للشرب    استشهاد 12 فلسطينيا في الاعتداءات المتواصلة للاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية..#خبر_عاجل    9 أشهر من البحث/ لغزه حير إسرائيل.. 3 أشخاص فقط يعرفون مكان "السنوار"..    المهدية: ارتفاع جميع مؤشرات القطاع السياحي    الحماية المدنية: 7حالة وفاة و371إصابة خلال 24ساعة.    بولت توسع خدماتها في تونس لتشمل صفاقس ونابل/الحمامات    معرض الصحف التونسية لليوم الخميس 4 جويلية 2024    كوبا امريكا : لا تزال الشكوك تحوم حول مشاركة ميسي أمام الإكواتور    دراسة.. منتجات الصيرفة الإسلامية تعزز صلابة القطاع المالي    حمى غرب النيل تضرب الكيان المحتل    البرازيل.. فيضانات غير مسبوقة تودي بحياة اكثر من 180 شخصا    زلزال قويّ يضرب هذه المنطقة    طعام ملوّث يدفع بطائرة إلى هبوط اضطراري.. ما القصة؟    إتصالات تونس تكرم التلميذ رامز مساك إثر حصوله على أفضل معدل في البكالوريا 2024    المرصد التونسي للطقس والمناخ يُفسّر أسباب هذه الأجواء المنعشة    طقس اليوم.. قليل السحب والحرارة بين 26 و40 درجة    الرئيس المصري يعين رئيسا جديدا لأركان الجيش    الشاشة في الميزان ..هل حقا «الجمهور عايز كده»؟    حكايات تونسية..الموروث الشعبي المنسي.. دمّه يقطر بين الوديان (2/2)    الدورة 58 من مهرجان الحمامات الدولي .. 11 عرضا تونسيا ...و عودة المسرح بقوّة    تصفيات "الكان".. "كاف" يعلن عن تصنيف المنتخبات قبل القرعة بيوم    كوبا امريكا : كوستاريكا تفوز على باراغواي لكنها تودع المسابقة    منير بن صالحة: " اتقوا الله في بناتكم"    10 أشياء.. إياك أن تبوح بها للآخرين!    اتفاقية شراكة بين مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة وجمعية "مرام" لإحداث قسم للأمراض السرطانية للأطفال    وزير الرياضة: نعمل على رقمنة ألعاب الحظ والرهانات إستئناسا بالتجربة الايطالية    إنتقالات: النادي الصفاقسي في مفاوضات مع ثنائي الترجي الرياضي    تفاصيل سهرات مهرجان قرطاج الدولي    النادي الافريقي: هيكل دخيل رئيسا للهيئة التسييرية الى نهاية موسم 2024-2025    بعد ما حصل معه في مهرجان قرطاج: راغب علامة يردّ    نجوى كرم تكشف اسم زوجها الخليجي    أولا وأخيرا «حلّسْ واركب»    تحديد موعد رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة 1446    موعد رصد هلال السنة الهجرية الجديدة    دكتورة تونسية تُصحّح الأفكار الخاطئة عن ''الدلّاع''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



1 ماي في تونس.. الرياح القادمة من هايماركت!
نشر في حقائق أون لاين يوم 01 - 05 - 2013

ترتفع القبضات في السماء. تصرخ الأفواه تصرخ عالياً. تشتعل العيون بنار الغضب. تستطيع أن تتبين من خلال الأظافر والملابس الملوّثة أنهم في الأغلب عمال مناجم. تستطيع أن تعرف من خلال صراخهم أنهم كانوا في مظاهرة للمطالبة بحقوقهم.. ولكنك لن تدرك أبداً أنك في تونس ما قبل الثورة.
ففي العام 2008 عندما كان نظام بن علي يمارس طغيانه، انتفضت منطقة الحوض المنجمي في الرديف في ولاية قفصة التي تقع في الجنوب الغربي التونسي، للمطالبة بالتوزيع العادل للثروات وتخفيض البطالة وضمان حقوق العمال. فما كان من بوليس بن علي إلا قمع هذه الانتفاضة. خلّف ذلك سقوط ثلاثة شهداء وإصابة مئات الشباب، فضلا عن المحاكمات والاعتقالات. تذكّر هذه الحادثة بقضية "هايماركت" عام 1886 في الولايات المتحدة التي كانت أحد الأسباب الرئيسية ليصبح الأول من أيار يوماً عالمياً للحركة العمالية.
تستعد تونس كغيرها للاحتفال بهذا اليوم. تونس التي تملك تاريخاً مشرفاً في الحراك النقابي، منذ تأسيس المناضل محمد علي الحامي "جامعة عموم العملة التونسية" سنة 1924، حتى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 على يد الزعيم السياسي النقابي فرحات حشاد، وهو الاتحاد الذي ساهم بشكل كبير في النضال الاجتماعي والسياسي، كما أنه دافع عن الطبقة الكادحة منذ الاستعمار الفرنسي حتى اندلاع ثورة جانفي 2011. قبل يوم من هروب بن علي، يوم 13 جانفي 2011، نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل مسيرة في مدينة صفاقس خرج فيها مئات الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام.
ومن الملاحظ في تونس حالياً انتشار كبير لظاهرة الإضرابات والاعتصامات في صفوف العمال، للمطالبة بتسوية أوضاعهم. وبسبب تأخر الحكومة في الاستجابة أضحى مشهد التجمعات العمالية في الإضرابات أمراً عاديا بالنسبة للمواطن التونسي.
تمثل الطبقة الكادحة الأغلبية داخل المجتمع التونسي، ومن هنا تستمد المنظمات النقابية قوتها الشعبية للضغط على الحكومة دفاعاً عن حقوق العمال. فالعلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحكومة الترويكا التي تقودها حركة النهضة الإسلامية في توتر كبير، لا سيما بعد الاعتداء على مقرّ الاتحاد في ساحة محمد علي في تونس العاصمة نهاية العام الماضي، من قبل "روابط حماية الثورة" التي يعتقد كثيرون أنها من أتباع حركة النهضة.
يشارك اليوم العديد من المواطنين التونسيين في إحياء عيد العمال العالمي. ولكن في بلد يشكّل الشباب فيه شريحة واسعة، يصير الأول من أيار مناسبة للتذكير بالمشاكل التي تعاني منها البلاد بعد الثورة، وخاصةً البطالة. يقول أحد الشباب التونسيين: "هذا ليس يوم العمال.. هذا يوم العاطلين عن العمل". لقد تفاقمت البطالة لدى حاملي الشهادات العليا، لتصل نسبتها إلى نحو 16 في المئة. وقد أسس بعض الشباب "اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل"، للدفاع عن حقوق هذه الفئة، وسيكون مشاركا في مسيرة عيد العمال اليوم، بالإضافة لأطياف شبابية أخرى.
سيحتفل العالم بعيد العمال وستحتفل به تونس على طريقتها. فالمناسبة تأتي في أجواء سياسية مشحونة في تونس. فبعد قيام المجلس التأسيسي بتقديم مسودة لمشروع الدستور الجديد، هاجمت أطراف كثيرة، من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل، هذا الدستور المقترح، واعتبروا أنه يحد من الحريات والحقوق، وخصوصا الحق النقابي، من خلال الفصل 33 الذي قيّد حق الإضراب.
__________________________________________________
**رامي بن عمر صحفي تونسي مراسل جريدة السفير اللبنانية في تونس
المقال نشر في السفير اللبنانية بتاريخ 30 افريل 2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.