بطرس غالي الوزير الاسبق للخارجية المصرية والذي اصبح فيما بعد الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة، لم نسمع من انه تفوّه بكلمة واحدة لفائدة العرب او احتج على كثرة «الفيتوات» لفائدة اسرائيل، او خدم قضية الشرق الاوسط او ساهم في حل جزء منها ولم يخدم في شيء كلاما او فِعلا مشكلة فلسطين، لكن، وعندما غادر المنظمة بعد ان انتهت ولايته، اصبح اكبر متحمس للقضايا العربية واكثر «فلسطينية» من الفلسطينيين أنفسهم! وهذا امحمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي لم يحرك ساكنا وهو يشاهد كارثة احتلال بلاد الرافدين وشنق رئيسها الشرعي البطل صدام حسين ويسمع عن قتل مليون ونصف من الابرياء وتشريد خمسة ملايين من سكان العراق المجيد واغتصاب النساء والرجال وتعذيب المساجين ونهب الثروات كل ذلك بتعلة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل... لكن وعندما علم البرادعي بقرب احالته على التقاعد... نطق وياليته لم يفعل... نطق دون خجل ليصرح قائلا: «ان سبب احتلال العراق هو عدم امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ولا السلاح النووي!» هراء! وهذا الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي كان من اكبر مشجعي الكيان الصهيوني على ارتكاب الجرائم في حق الفلسطينيين عندما كان على رأس الادارة الامريكية، ها هو الآن يدين الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة والدمار الكبير الذي خلفه العدوان الوحشي الصهيوني على اهاليه قائلا ودون خجل: «انني احبس دموعي عند رؤية الدمار الذي تعرض له شعبكم...» وكلنا نعرف انه يتحدث عن دموع التماسيح ولكنه لم يغفل في المقابل وحتى لا تلحقه لعنات اليهود وعقابهم في القول: «ان الامر السيء هو رؤية الصواريخ تسقط على سد يروت (جنوب اسرائيل) والتي يجب ان تتوقف» وهل تتصورون معي لو ان كارتر مازال في موقعه كرئيس للولايات المتحدةالامريكية هل كان يتجرأ على انتقاد ما جاء في خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو ليصرح قائلا: «ان ناتنياهو وضع في خطابه عراقيل لم يطرحها اسلافه...!» ولكن خوفا مرة اخرى من ملاحقة الصهاينة له قال انه سيحاول خلال زيارته الى قطاع غزة نقل رسالة الى ممثلين عن حركة «حماس» من والدي الجندي الاسرائيلي الاسير في القطاع جلعاد شاليط، واني أجزم بأنه اقسم بكل يمين انه وعدهما (والدا جلعاد) انه سيفعل كل ما في وسعه لإطلاق سراح الاسير المدلل ابنهما شاليط بل انني مقتنع تمام الاقتناع أنه الهدف الاول والوحيد من زيارته لقطاع غزة... هذا هو كارتر احد رؤساء الولاياتالمتحدة.. والايام بيننا. وها هو الكاتب الامريكي «باتريك تايلر» يذكر في كتابه ان الوضع في الشرق الاوسط يتأزم بسبب انحياز رؤساء امريكا الزائد الى اسرائيل! بل انه وصف بعض المستشارين بالجهلة والعنيدين ومن بين هؤلاء على سبيل المثال «دونالد رامسفيلد» و «ديك تشيني» اثناء ولاية «جورج دبليو بوش» هراء ! أتتفقون معي على ان هذا الكاتب «الشجاع» ذكر ذلك في كتابه. هذا الكلام سببه ان المستشارين الذين ذكرهم بالاسم غادروا السلطة ولم يعد لهم نفوذ والا لكان مصيره مصادرة كتابه واحالته على العدالة ليقبع في السجن جراء «صراحته» وكذبه وافترائه واني اعدكم ان «باراك اوباما» وبعد ان تنتهي ولايته الاولى وربما الثانية سيرتدي العباءة الفلسطينية ويقود مظاهرة ضخمة يدعو فيها الصهاينة الى مغادرة فلسطين وتركها لأصحابها!