كان للحضور المتميز للدكتور المنجي الشملي ومداخلته «خواطر شوارد عن الاستاذ المفكر محجوب بن ميلاد» الأثر العميق في نفوس الحضور أثلج أفئدة كل من عرفوا الراحل وتابعوا محاضراته وحاوروه وحادثوه مباشرة. هذه المداخلة التي فكّر فيها بالمراحل التي مر بها رائد الفلسفة التونسية والمسؤوليات التي تقلدها ابتداء من تضلعه بالكتابة العامة لجمعية الرابطة الادبية فمذيعا بمذياعي تونس وباريس وتدريسه الفلسفة بدار المعلمين وأصول الدين بكلية الشريعة وبعلم نفس الطفل والتفكير الاسلامي في نطاق تعصير التعليم وتضلعه بإدارة ترشيح المعلمين وكان هو التونسي الاول الذي يضطع بهذه المهمة الى ان التحق بكلية الآداب لتدريس الفلسفة باللغة العربية في نهاية الستينيات. ثم ذكّر بكتاباته واصداراته ابتداء بكتاب الفكر الاسلامي بين الامس واليوم او شؤون دارنا العقلية (ولقد كان حادا مع شيوخ الزيتونة) الى تحريك السواكن في شؤون التربية واخر في سبيل السنة الاسلامية وكتاب البعث والحبيب بورقيبة في سبيل الحرية التونسية علما انه كان مفكرا سياسيا كبيرا الشيء الذي جعل السياسيين يحايدونه والظن ان بورقيبة كان لا يرتاح له وقد يكون ذلك سبب ابعاده واقصائه. ولقد تحدث عن علاقته الشخصية الطيبة جدا به وملاقاتهما ببعضهما ومحادثاتهما وعبر عن أسفه الشديد لعدم نيل حظه بتسمية تخلده على باب قاعة تعليم سواء كان ذلك بدار المعلمين او بالجامعة او بشارع بولايته، ورأى انه من الغرابة قوله: الغريب الغريب في عدم اعتناء المسؤولين بمؤلفاته خاصة منها تحريك السواكن وادراجها ضمن برنامج التعليم الجامعي كأهتمامهم البالغ بغيره مثلا كتاب السدّ للأستاذ محمود المسعدي وهنا تساءل عن حذف المقدمة التي قدم بها فيلسوفنا كتاب السدّ في طبعته الاولى واختفت في الطبعات التي تلتها. في المداخلة العلمية الاولى «هل الهوية عنيفة ضرورة؟» بين الدكتور منير السعيداني مفهوم الهوية في علم الاجتماع وبمفهوم العنف، وبين انه لا يمكن للذات ان تستقيم الا بإقصاء الاخر الشيء الذي يولّد العنف، والعنف هو ضرورة وبداية لهوية اخرى كما يقوم العنف اساسا على النقض الاجتماعي والعنف نوع من التعريف بالاخر وبين احتكار السلطة للعنف. في المداخلة العلمية الثانية «الهوية عندبول ريكور» عرف الاستاذ المبرز زهير الخويلدي مفهوم الهوية بمفهومها الاشكالي وبين ازمة الهوية وخطابها الاقصائي ورفض حق الاختلاف «فردوسية الأنا وشيطانية الآخر» واضافة الى التعريف بالهوية كهوية عينية وهوية ذانية عرّف بالهوية السردية لبول ريكور وصولا الى العلاقة التفاهمية مع العرق والملّة التي ينتمي اليها الفرد دون اقصاء للآخر او الشعور بالتفوق على الآخر.