دون حراسة ولا حواجز ولا مراقبة لصيقة تمكن مناضلو ومناضلات جهة جندوبة و ضيوفهم من احياء ذكرى وفاة المناضل الحقوقي والاستاذ والكاتب عادل العرفاوي... الاحتفائية انتظمت بالتعاون بين الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالجهة الذي ترأسه الفقيد قبل ان ينتخب عضوا بالهيئة المديرة للرابطة ويكلّف بملف الاعلام الذي أشرف عليه بتفانٍ التظاهرة التي احتضنتها قاعة المركب الثقافي عمر السعيدي يوم الاحد 22 ماي 2011 حضرها جمع غفير من اصدقاء الفقيد وأفراد عائلته ومناضلي منطقة جندوبة ونقابيها ونقابياتها كما حضرها الاستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة والاستاذة سهام بن سدرين عن المجلس الاعلى للحريات اضافة إلى الأخ الهادي بن رمضان رئيس فرع الرابطة بجندوبة والاخ المولدي الجندوبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وادار فعالياتها باقتدار الأخ سليم التيساوي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل. ٭ مناقب الفقيد تظاهرة تكريم عادل العرفاوي انطلقت بتدشين معرض وثائقي عن مسيرته الحافلة التي راوح خلالها بين مواهب عدّة توزعت بين كتابة المقالات الفكرية والدراسات الانتربولوجية والمقالات الصحافية وتنظيم الفعاليات الثقافية والنضال من أجل مبادئ الحرية والكرامة، فقد كانت العنصر الفعّال والرئيسي في اقامة حفل الفنان الملتزم «الشيخ إمام عيسى» في جندوبة يوم 16 جانفي 1990 وحفل الفنان سعيد المغربي في 4 ديسمبر 1988 كما ساهم في تركيز مهرجان بلاريجيا وترأّسه لدورتين، وقد أكّد الاستاذ نورالدين الصولي الذي اشرف على هذا المعرض الوثائقي ان الفقيد عادل العرفاوي كان زهرة من زهور هذه الثورة، الثورة التي حملها في قلبه حتى رحيله ولم يشهد تفتحها ولكنه التأكيد سعيد بها حيث هو الاستاذ مختار الطريفي أكد في حديثه عن الفقيد ان عادل العرفاوي كان متعدّد الابعاد والمواهب فقد كان مربيّا صادقا ومناضلا فذًا وموثقًا حريضا واتصاليًا متميّزًا فضلا عن روحه المرحة وحسن إنصاته وتجميعه لكل الرؤى تحت راية الاتفاق وهو نفس ما ذهبت له سهام بن سدرين حين اعتبرت ان عادل العرفاوي كان بارعا في دفع الخلافات بعيدا كما كان انسانا حداثيا ومناضلا صلبا ساهم مع المجلس الاعلى للحريات في ضبط قائمة الجلادين سنة 2000 كما كان فاعلا في صياغة تقارير الرابطة أو المجلس عن واقع الحريات في بلادنا، تقارير وصلت كل المحافل الدولية كما كانت شهادته محورية في تثبيت التهمة حول الجلاد خالد بن سعيد الذي حوكم في محكمة نانسي بفرنسا ب 12 سنة سجن واقل ما يمكن هو ان تقدم له جندوبة احد الساحات وتجعلها باسمه تقول السيدة سهام بن سدرين، اما الاخ المولدي الجندوبي فقد اعتبر ان عادل العرفاوي ليس ميّا في هذ اللحظة الثورية التي راكم اثناءها النضالات بل هو سيّد الاحياء فهو وإن لم يتحمّل مسؤوليات نقابية إلا انه كان نقابيا بامتياز ساهم في انقاذ وثائق الاتحاد الجهوي إبّان أزمته كما ساعد كل النقابيين، وهذا ليس مستغربا إذ كان والده نقابيا وتحمل مسؤولية صلب أوّل مكتب تنفيذي جهوي للاتحاد إبان تأسيسه سنة 1952 . ٭ عطاء أبناء جندوبة جندوبة أرض معطاءة وتربة ولاّدة انجبت لهذا الوطن أبناء وبنات بررة منحوا الكثير لهذا الارض دون أن ينتظروا جزاءً ولا شكورًا وذلك في كل المجالات ولكن هذا العطاء وهذا الاخلاص لم يدرج ضمن ما تستحقه الجهة من تثمين لنضالات أهلها وتميّز رموزها وتسليط الضوء على مسيراتها الحافلة، وهو الامر الذي يعقد الجميع العزم على تجاوزه في ظلّ هذه الثورة المباركة من خلال اعادة الاعتبار لكل من أسهم في خدمة الجهة والوطن وذلك عبر اقامة التظاهرات والندوات العلمية وجمع وتوثيق منجزاتهم الفكرية وتسمية الشوارع والساحات باسماءهم وهذا قليل أمام ما يستحقونه من اجل السير في الطريق السليم لترميزهم وجعلهم رايات خفّاقة فوق سماء جندوبة وتحويلهم إلى أيقونات تلهم باقي ابناء وبنات هذه المنطقة وكل الوطن. ٭ فقرة شعريّة وتكريم عائلة الفقيد عادل العرفاوي التي حضر أفرادها من كل الاجيال كرّمها فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مع الاتحاد الجهوي للشغل وألقى السيد نجيب العرفاوي أخ الفقيد كلمة العائلة التي شكر قبل ان يفسح المجال لتكريم الاخ الهداي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة لأدائه النضالي وهو بدوره أهداها إلى الفقيد وكافة أعضاء فرع الرابطة الذين عقدوا العزم مع كل مناضلي جندوبة وكفاءاتها على تنظيم جائزة حقوقية سنوية تمنح باسم الفقيد مع جمع كل اعمالها وتحقيقها تحقيقا علميا وتناولها بالدرس خلال ندوات علمية ودراسية قبل ان يفسح المجال لقراءات شعرية افتتحها الاستاذ نورالدين الصولي بقراءة نصوص إبداعية أوّلها صرخة البوعزيزي ثم نصّ ثان مهدى إلى عادل العرفاوي وختم بنصّ آخر طويل بعنوان حنضلة ثم كانت نهاية هذه الاحتفائية مع قراءات شعرية للشاعر عادل المعيزي أجل ان يكون خاطرا في تكريم هذا المناضل الكبير عادل العرفاوي وذلك من خلال قراءة ثلاثة نصوص شعرية اولها بعنوان «البلاد البلاد» كان كتبه ابّان وفاة الفقيد والثاني بعنوان «طوبى لمن خانوا» والثالث بعنوان «رسالة الدكتاتور المخلوع» وهي نصوص لاقت استحسانا لدى المتلقين الين طالبوا بسماع المزيد منها.