تحت إشراف المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس، انعقد يوم الأحد 5 ديسمبر بدار الاتحاد بتونس العاصمة المؤتمر التأسيسي لنقابة متفقدي الشغل و ذلك بحضور النقابة العامة للشؤون الاجتماعية . المؤتمر يعتبر فريدًا من نوعه خاصة وقد رافقت عملية التأسيس حملة من طرف عدة جهات تشكّك في قانونيته وشرعيته و تعتبر أن المتفقّدين »بانتمائهم إلى الاتحاد العام التونسي للشغل قد نزع عن نفسه الحيادية« و هو الأمر الذي تمّ دحضه باعتبار أن حقّ التنظّم النقابي يكفله الدستور التونسي والمعاهدات الدولية التي أمضت عليها بلادنا وأنّ حياد المتفقّدين مضمون . وهذه البادرة ليست الأولى، بل سبقتها محاولتان لتأسيس نقابة منذ سنة 1981 إلا أنهما لم تكتملا وسرعان ما وجدتا طريقا إلى الفشل، لكن هذه المبادرة الحالية وجدت طريقا إلى التحقق باعتبار تميّزها بالتحضير الرصين والانغراس في القاعدة و التفاف المتفقّدين حول الاتحاد العام التونسي للشغل لقناعتهم بأنه الوحيد القادر على الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية . افتتح أشغال المؤتمر الكاتب العام للاتحاد الجهوي الأخ نورالدين الطبوبي الذي نوّه بالحضور الكبير للمتفقّدين النواب في مؤتمرهم التأسيسي الذي يواكب إحياء ذكرى عزيزة على قلوبنا وهي ذكرى اغتيال الزعيم الرمز فرحات حشاد. وبيّن الأخ الطبوبي أن متفقّدي الشغل يجب أن تكون له نقابة قوية تدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية وعن مصالحهم وتدعم مكاسبهم وتدافع عن متفقّد شغل تتوفّر فيه قيم النزاهة والشفافية و يدعّم الحوار الاجتماعي وأوضح أن سلك المتفقّدين من حقّه ممارسة العمل النقابي أن ما نسمعه من تشكيك في شرعية وقانونية تنقّب المتفقّدين هو مجانب للواقع وللقانون وأن النقابة الجديدة مدعّمة بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد ومدعّمة من جميع هياكله المركزية والوسطى. الأخ الكاتب العام أشار في مداخلته إلى التحديات الراهنة المطروحة على الطبقة الشغيلة وخاصة انخرام التوازنات في الصناديق الاجتماعية والأسباب التي أدّت إلى ذلك وما هو مطروح على الاتحاد العام التونسي للشغل لرفع التحدّي و إعادة هذه المكاسب الاجتماعية إلى السكة السليمة . مطالب بالجملة المتفقّدون في أشغالهم طرحوا عديد المطالب المادية والمعنوية العالقة التي عرقلت مهامهم وأدوارهم الاجتماعية المنُوطة بعهدتهم، وقد قدّمت الأخت سلوى الرابحي لهذه المطالب بأسلوبها الشعري المعروف عندما قالت: يا منصف الناس قل من ذا سينصفكم تحمي الجميع و كلّ الجمع يبعدكم العدل بين خصوم كان مطلبكم فاطلب لنفسك عدلا سوف يسعدكم أنت المراقب لا صلح و لاحكم من يطلب الصلح فليرحم مصالحنا ابدأ بنفسك قبل الناس وكن حكما ارأف بنفسك كن عضو نقابتنا ❊ المكتب الجديد... ورهانات مطروحة تعدّدت مداخلات المؤتمرون والمؤتمرات التي تمّ تضمينها في لائحتهم المهنية فأشاروا إلى استيائهم من الضغوطات التي مورست عليهم من قِبَلِ عديد الجهات التي أرادت قبر المشروع وحرمان المتفقّدين من نقابة تدافع عن مصالحهم وأكّدوا استقلاليتهم وحيادهم ورفضهم للأمر 25 أكتوبر الذي تضمّن إضافة مهامّ تتناقض والاتفاقية عدد81 المصادق عليها من قبل البلاد التونسية والذي يخالف أيضا الفصل 174 من مجلة الشغل والفصول التي تليه داعين إلى احترام هذه النصوص . كما طالبوا بسنّ نظام أساسي خاص يتماشى مع خصوصية سلكهم ويلبّي تطلّعات الإطارات ويحسّن من أوضاعهم المادية والمعنوية . المكتب الجديد الذي صعد بعد تزكية المؤتمرين له، تكوّن من الأخوات والإخوة: فتحي بن رمضان (كاتبا عاما)، بلقاسم الهمامي (كاتبا عاما مساعدا)، شكري بن بشير (مسؤولا عن الانخراطات)، سلوى الرابحي(مسؤولة عن الإعلام)، ابراهيم سعيد(مسؤولا عن التشريع)، عواطف قريش (مسؤولة عن التكوين النقابي)، فتحي فريجة (مسؤولا عن الصحة والسلامة المهنية). وكانت التشكيلة التي كسبت تزكية المؤتمرين على النحو التالي: فتحي بن رمضان (كاتبا عاما)، بلقاسم الهمامي، شكري بن بشير، سلوى الرابحي، ابراهيم سعيدة عواطف قريش و فتحي فريجة (أعضاء).