بثت قناة تونس 7 ليلة الثلاثاء الماضي (10 أوت) حلقة جديدة من »حوار مع أعضاء الحكومة« وتعلقت الحلقة بوزارة الثقافة، ونقابة كتّاب تونس التي تابعت الحصّة بدقة متناهية تعبّر عمّا يلي: 1 تنديدها بعمليّة الاقصاء التي تتعرّض لها من قبل وزارة الثقافة ذلك أنّها لم تدع الى هذه المجاورة كمّا لم تدع لعرض برامجها على السيّد وزير الثقافة رغم تقديمها لطلب في الغرض منذ أكثر من شهر. 2 استنكارها للحيز الزّمني الهزيل الذي حظي به الكتّاب في هذه المحاورة (تدخلان فقط للسيدة جميلة الماجري رئيسة اتحاد الكتّاب والنوري عبيد رئيس اتحاد النّاشرين)، ذلك أنّه لا يمكن حصر مشاكل الكتّاب في سؤال يتيم يتعلّق ب »التفرّغ« الذي ولئن كان مطلبا وجيها فانه لا يختزل واقع الحياة الادبيّة ابداعًا ونشرا وحالة اجتماعية للكتّاب رغم أنّ نفس الحصّة شهدت مثلا ثلاث مداخلات عن السينما لثلاثة أطراف مختلفة فاق فيها عدد الاسئلة »الستّة« فالمفروض أن يكون هناك توزيع عادل للمساحة الزّمنية وللأسئلة المطروحة بين كلّ قطاعات الحقل الثقافي، ولعلّ المثير للانتباه في هذه الحلقة »الثقافية« هو نفي السيّد الوزير لتسلط الإدارة واصغائها لكل الجمعيات والهياكل الثقافية (طبعا فيما يتعلق بالمسرح والسينما!!!) ومع ذلك تمّ اقصاء أغلب النقابات الفنيّة من هذه الجلسة ومنها نقابة كتّاب تونس. ولعلّ المسألة الكوميدية المثيرة للانتباه أنّ تدخّل السيّدة رئيسة إتحاد الكتّاب كان في حدود دقيقتيْن ونصف لم تستطع خلالها إلا طرح سؤال واحد واستهلكت بقيّة الوقت في تلميع صورة الإتحاد الباهتة بل والمزايدة لدينا 600 منخرط وأتحدّاها أن تنشر قائمة اسميّة مفصّلة لمنخرطيها لأنّ القائمة الموجودة على موقع الانترنيت للاتحاد لا تزيد عن 380 منخرط الكثير منهم مات منذ سنوات!!! إذن ولكأنّ هذا اللقاء بالسيد الوزير لقاء »منظم« و»مرتّب« لنقول انّ حالة الكتاب والكتّاب جيّدة ونعود الى منازلنا فرحين مسرورين... ولو أمكن لنقابة كتّاب تونس حضور هذا اللّقاء لطرقت أسئلة أكثر حرْقة وأكثر اتصالا بالحياة الابداعية والاجتماعية للكتاب، وحتّى تعادل الكفّة مع الاخوة السينمائيين سيضيف خمسة مطالب رئيسية للكتّاب نعتقد أنّها تمثل مطالب الكتّاب هي: 1 بطاقة كاتب وسنّ قانون أساسي لهذه المهنة (رغم القوس الذي فتحته السيدة رئيس الإتحاد حول هذه النقطة وادعائها أنّ الكتابة لا يمكن أن تكون مهنية وتحدثت عن تجارب عالميّة في هذا الصدد!! نجيبها أن تونس السبّاقة في عدّة ميادين ليس بالعزيز عليها ان تجعل ألف كاتب يعيشون من أقلامهم!!!). 2 التغطية الاجتماعية للكتّاب وتوفير العلاج المجاني لهم. 3 تشغيل الكتّاب العاطلين عن العمل ويجب التأكيد أنّ هنالك كتّاب عاطلين عن العمل ولدى نقابة كتّاب تونس قائمة تفصيلية فيهم بشهاداتهم الدراسية والابداعية ومستعدّون لنشرها إن اقتضى الامر... 4 إنشاء مركز وطنيّ للكتّاب تضبط مهامه ويحمي الكتّاب من جشع الناشرين والمتعاملين مع الكتّاب. 5 إصدار جريدة أدبية أسبوعية تليق بكتّاب تونس مثلما كان الحال في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي يؤثثها الكتاب وتطرح القضايا الأدبية الحقيقية في بلادنا... وتكتفي نقابة كتّاب تونس بهذا العدد البسيط من المطالب الآن ولديها مطالب أخْرى يمكن أن تعرضها على الوزارة متى دعيتْ الى ذلك.. وترى نقابة كتّاب تونس أنّ الحلقة المذكورة من البرنامج المذكور إنّما أكدت واقع التهميش الذي يعيشه الكتّاب لكن الغريب ان يصدر هذا التهميش عن الوزير المسؤول عن حماية الكتّاب والاصغاء إليهم والانتباه الى مشاغلهم الحقيقيّة والسّعي لايجاد حلول واقعيّة لها لما فيه خير البلاد وخير الثقافة التونسيّة. وتعتبر نقابة كتّاب تونس أنّ تغييبها عن هذه الحصّة هو تغييب للاتحاد العام التونسي للشغل أعرق منظّمة في البلاد وأكبر من ساهم في تطويرها بالفكر والسّاعد وتعلن استعدادها للدّفاع عن حقّها في طرح برامجها والتّعريف بها والعمل على تحقيقها بكلّ الوسائل الحضارية النّضالية التي يقرّها القانون. نقابة كتّاب تونس الكاتب العام