بالنظر إلى أهميّته وتاريخه ونضالية رجاله يحوز المركب الصناعي (علي مهني) لصناعة الأجر بزرمدين على إهتمام واسع من كل الأطراف بمن فيها السياسية والاجتماعية وحتى الثقافية فضلا وبطبيعة الحال عن الاتحاد العام التونسي للشغل الممثّل كأبهى وأنصع وأجدر ما يكون بهذه المؤسسة ذات الجذور التاريخية التي لا يرقى لها ولا لباعثيها الجدل. ومن ثمّ لا غرابة في أن يحوز مؤتمر النقابة الأساسية على هذا الإهتمام الواسع الذي بلغتنا أصداؤه ممّا حملنا على مواكبته حتّى في صورة عدم توجيه الدعوة فما بالك والأخ كمال دندانة عضو الجامعة وسليل هذه المؤسسة يلحّ في الطلب وهو ما كان فعلا. أوجز... فَأوْعَى ذاك ما يمكن قوله في التقرير الأدبي الجاحظي الصياغة حيث كانت بلاغته في إيجازه.. أتى بدقّة على وقائع النيابة المنتهية بعد كيل طافح من التحايا إلى أطراف عدّة ساهمت في تميز هذه المؤسسة في السنوات الأخيرة على الأقل ومن بينها الأخ الأمين العام عبد السلام جراد، والأخ حسن شبيل الكاتب العام لجامعة البناء والأخشاب والأخ سعيد يوسف الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالمنستير. هؤلاء ومنذ زمان بعيد كانت عيونهم على هذه المؤسسة التي يعتبر العمل النقابي صلبها «مجمّع» معان منها النضالية والصبر والتضحية.. هذه التحايا لم تغفل السيدين علي مهني (الابن) السكريتير العام للمؤسسة وفتحي السّوسي المدير الإداري اللذين يعتبر احترامهما للهيكل النقابي مؤشرا من مؤشرات النجاح المعلن للمؤسسة... التي بفضل قوّتها العمّالية تحدت الأزمات بل وحلقت جدّ بعيدا عنها... التقرير تحدّث عن المكاسب المحقّقة وطنيا بمساهمة فاعلة جدّا من إطارات هذه المؤسسة على غرار الزيادة في الأجور على إمتداد ثلاث سنوات ومراجعة المنح الخاصة بالقطاع إلى جانب إثراء الندوات التي أعدّها قسم القطاع الخاص وقسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي.. هذا وطنيا.. أمّا على مستوى المؤسسة فقد تحقّقت جملة من المكاسب منها ترسيم 81 عاملا متعاقدا، زيادة في الأجر ل 91 عاملا وتصنيفهم.. كلّ ذلك على مدار أكثر من 20 جلسة عمل داخل المؤسسة. كلام مسؤول... الأخ المنجي الشرفي عضو المكتب التنفيذي الجهوي والذي ترأس المؤتمر أحال الكلمة إلى عدد من المتدخلين تراوحت مساهماتهم بين الأماني والشكر وبأساليب عمّالية متحضّرة وطريفة أحيانا ناهيك أنّ أحدهم ضمّن «لائحة» مطالبه في قصيدة بليغة حازت إعجاب الحضور إلى حدّ ترديدهم «عاود... عاود...» ومن بين هذه المشاغل ترسيم من لم يرسموا بعد وفق مقاييس عادلة، كما تساءل آخر بل طالب بتوضيح مسألة من التقاعد التي كثر اللّغط حولها.. أمّا الأخ فرح الشريف فنادى بضرورة ومزيد المراعاة لظروف المصابين في حوادث الشغل... مفاجأة وإضافة... على عجَلٍ عاد الأخ سعيد يوسف من صفاقس حيث رافق الأخ الأمين العام في نشاط هناك ليدرك المؤتمر في أوجه بل ويساهم فيه بتدخل صفّق له الجميع خاصة وأنّه تجاوز المناسبة ليتحدث عن زرمدين التاريخ والنضال وخاصّة أيّام المحن والشدائد التي عرفها الإتحاد في ربوع الساحل وعلى امتداد الخارطة... وليعرّج على مسألة أخرى رآها الجميع هامة ألا وهي حضور الإدارة في فعاليات مؤتمر نقابي، وهي مسألة تثير عادة جدلا وتأويلا معيّنا،،، وهو ما لا سبيل إليه في واقع حال مؤتمر مركب زرمدين حيث قال «لا حرج في حضور المسؤول عن المؤسسة لأنّ الطرف النقابي يعمل في النّور ولاشيء عندنا للمواراة والتخبئة.. فطالما لا تكهرب في الأجواء ولا تصدع في العلاقات، ولا خبث في النوايا، ما المانع في أن يحضر المسؤول ليكون على بيّنة من مشاغل العمّال وهمومهم وطموحاتهم وأمانيهم وآمالهم في مستقبل أفضل لهم وللمؤسسة في آن» وأضاف الأخ سعيد «إنّ هذه المؤسسة جديرة بالحضور بيننا والمساهمة معنا في تحسين وضع العمّال قدر المتاح والممكن والمعقول، ففي الوقت الذي نعاني فيه من ظاهرة طرد بعض المؤسسات لعمّالها.. لا بأس أن نصبر قليلا على مؤسسة ترسم عمّالها على مراحل متقاربة» وختم تدخله بتحيّة هذه المؤسسة على مساهمتها الفعّالة والتي ستتواصل حسب الوعود في بناء دار الاتحاد العام كما ساهمت سابقا في بناء دار الإتحاد الجهوي والإتحادات المحلية في جمّال وزرمدين. ملاحظات وهوامش تتعلّق أولاها بعدد العمّال الذي يناهز 400 عاملا في مصنع الآجر وحده من مختلف أنحاء الجمهورية (القيروان، فصة، المهدية، نابل، الكاف، سيدي بوزيد وطبعا زرمدين والقرى المجاورة). أمّا الثانية فتتعلّق بالوعد بل بالإلتزام الذي قطعه السيد علي مهني (الابن) على نفسه بترسيم 80 ممّن بقوا بدون ترسيم خلال الفترة القادمة (أشهر قليلة وقد تكون هدية عيد الفطر القادم حسب ما أكده لنا أحدهم). عبّاس كاتب عام بعد عمليات التصويت والفرز التي تواصلت إلى ساعة متأخّرة من مساء السبت الماضي أفرز الصندوق فوز الاخوة عبد الحميد عبّاس (كاتبا عاما)، والاخوة توفيق نارة، عمر الهديجي، حمادي بوزيد، ناجح الثابت، حامد مسعود وجمال بن سالم (أعضاء).