انعقد يوم 18 مارس الماضي بإحدى النزل بالحمامات المؤتمر العادي الثامن للنقابة العامة لعملة التعليم العالي تحت اشراف الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي برئاسة الاخ المنصف اليعقوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الشباب والمرأة العاملة والجمعيات. وأبرز الاخ علي بن رمضان لدى افتتاحه أشغال المؤتمر أهمية الدور الذي يقوم به عملة التعليم العالي داخل الاتحاد وفي المؤسسات الجامعية وهو دور ريادي ومهم في تأطير ابناء الشعب التونسي من الطلبة. وأشار الاخ الامين العام المساعد الى أهمية قرب النقابات الى مشاغل منخرطيها ودفاعها عن قضاياهم مؤكدا أن المنظمة الشغيلة عازمة على مزيد تطوير أدائها وتعزيز الانتساب وتواجد المرأة داخل النقابات. وتحدث الاخ علي بن رمضان عن الملفات النقابية القادمة التي تنتظر الاتحاد من ضمنها اصلاح صناديق الضمان الاجتماعي وأنظمة التقاعد كذلك تقييم النظام الجديد للتأمين على المرض والاعداد للمفاوضات الاجتماعية القادمة. وتحدث الاخ الامين العام المساعد عن جملة التحديات المنوطة بعهدة النقابيين والتي تستدعي مزيدا من الوحدة والنضال وتكثيف العمل النقابي الاساسي والقاعدي والاتصال المباشر بالنقابات. وأبرز الاخ علي بن رمضان أهمية تعزيز مكانة المرأة العاملة داخل مواقع القرار وهي مسألة ضرورية من اجل الوصول الى العدد المطلوب من تواجد المرأة داخل الهياكل في منظمة كانت تدافع دوما عن قضايا المرأة وتواجدها داخل مواقع القرار. تنافس بين قائمتين تميز المؤتمر بوجود 24 مترشحا مع بروز قائمتين متنافستين واضحتي المعالم وقد كان النقاش يدور داخل دائرة التنافس التي أشرنا اليها. وحدّد عدد المنخرطين ب 4928 وبلغ عدد النيابات 70 نيابة. وشهد المؤتمر نقاشا واسعا حول قضايا عملة التعليم العالي وبرز بالخصوص حديث عن الدفاع عن الحق النقابي في ظل اعتداءات متواصلة على كرامة العملة وإحالة مجانية في بعض الاحيان على مجالس التأديب وتمت المطالبة هنا بصون كرامة المسؤول النقابي والعامل بقطاع عملة التعليم العالي. ومن القضايا المطروحة مناولة الأنشطة التي تفشت حسب شهادات العديد من الاخوة ووصلت الى مواقع شغل قارة وتمت المطالبة بمقاومة هذه الظاهرة التي تضرب في العمق العمل النقابي. وكان ملف العمال المتعاقدين في صلب اهتمامات النواب الذين أشاروا الى استفحال هذه الظاهرة حتى أن أحد المتدخلين أشار ان بقاء عدة عملة كمتعاقدين لمدة سنوات جعلهم يتعرضون الى مرض السكري نتيجة ما يعانونه من ضغوطات نفسية ومهنية. وتمت المطالبة بتمكين عملة التعليم العالي بمنحتي الخطر والعدوى والمسؤولية، كما أكد المتدخلون على ضرورة تمكين أبناء عملة التعليم العالي من أولوية التشغيل داخل المؤسسات الجامعية اعترافا بمجهودهم. ومن المسائل المطروحة الاختبارات المهنية وتمكين ابناء القطاع من خلاص الساعات الاضافية على غرار القطاعات الاخرى وتعميم منحة الحليب. وتمت الدعوة الى تكثيف الدورات التكوينية لفائدة النقابات الاساسية وتطوير أداء النقابة العامة. وبرز اثناء المؤتمر توجه نقابي موحد دعا الى تغيير الوجه النقابي للقطاع وقد اثر هذا التيار على نتائج المؤتمر. وكان الاخ المنصف اليعقوبي حريصا طوال المؤتمر على احترام النقابيين لبعضهم البعض وصون الممارسة الديمقراطية ومكّن كافة المتدخلين من مجال واسع للتدخل وكانت ردود واضحة حيث أكد التطور الكبير الذي شهده العمل النقابي داخل الاتحاد منذ عملية التصحيح النقابي وتكريس الديمقراطية الفعلية داخل المؤتمرات وازالة كل العوائق التي سادت في سنوات خلت مشددا على ان القيادة النقابية عازمة على مواصلة هذا المسار المعتمد على الشفافية وحرية التعبير والعدالة بين القطاعات والجهات. وتحدث الاخ الامين العام المساعد عن التطور الذي شهده قطاع عملة التعليم العالي محييا كافة ابناء القطاع لما قدموه لفائدة المنظمة الشغيلة من نضالات. كما حيّى كافة العاملين به لما يبدونه من حرص على رعاية الطلبة والاحاطة بهم. وأبرز الاخ المنصف اليعقوبي أهمية تعزيز مكانة الشباب العامل والمرأة العاملة داخل الاتحاد باعتبارهما دعامة لمستقبل وديمومة المنظمة، كما تحدث عن أهم الملفات النقابية القادمة مؤكدا ضرورة تجند كافة النقابيين من اجل خوض معركة اصلاح أنظمة التقاعد وهو ملف سيكون أكثر صعوبة ودقة من ملف التأمين على المرض، كما بيّن ان الاتحاد سيكون سندا منيعا ضد المناولة وضرب الحق النقابي وسيواصل مساندة قضايا الحريات وتعزيز الممارسة الديمقراطية في البلاد وتطوير حرية التعبير والاعلام.