أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان اليوم الأحد قبول استقالة نائبه الثاني عوض البرعصي التي تقدم بها مساء أمس في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بنغازي (شرق)، فيما تراجعت وزيرة الشؤون الاجتماعية كاملة المزيني عن استقالتها. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن زيدان "استغرابه إنه لم يبلغ باستقالة نائبه قبل إعلانها عبر وسائل الإعلام"، لافتاً إلى انه قبلها، متمنياً له (للبرعصي) "مستقبلا طيبا". وفي مؤتمر صحفي مساء أمس في بنغازي أعلن البرعصي عن حزب العدالة والبناء التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" التقدم باستقالته احتجاجا على ما قال إنه "محدودية الصلاحيات المعطاة له من قبل رئاسة الوزراء، وعدم قدرته لتحسين الوضع الأمني بمدينة بنغازي"، متهماً الحكومة بالعجز عن ضبط الأمن. من جهة أخرى تراجعت وزيرة الشؤون الاجتماعية الليبية كاملة المزيني عن استقالتها، التي كانت قد أعلنتها مؤخراً من مدينة بنغازي احتجاجا على تردي الوضع الأمني. وفي بيان صحفي للوزيرة أوضحت أن عودتها جاءت نزولاً لرغبة شرائح عديدة بالمجتمع الليبي طالبت عودتها، منوهة إلى أنها أمام مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، وأنها تقف مع الحكومة الانتقالية برئاسة علي زيدان. وتشهد مدينة بنغازي منذ بداية الشهر الحالي اختراقات أمنية واغتيالات استهدفت ضباطا محسوبين على النظام السابق، كما تشهد تصاعداً في أعمال العنف والاغتيالات التي تستهدف ضباطاً في الجيش والشرطة وقضاة ونشطاء سياسيين وحقوقيين حيث وصل عدد عمليات الاغتيال منذ بداية شهر رمضان الحالي إلى 17 عملية. وبصفة عامة، لا تزال الحكومة الليبية تحاول السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد بسبب انتشار السلاح وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.