دعت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، المجتمع الدولي، لاسيما، الجهات المانحة، إلى دعم جهود الدول النامية للتكيّف مع التغيّرات المناخية من خلال تمويل أكبر للاستثمارات في المجال البيئي والبنية التحتية المستدامة والطاقات المتجددة. وأكّدت رئيسة الحكومة، لدى تقديمها كلمة تونس في اليوم الثاني من مشاركتها بأشغال قمّة رؤساء الدول والحكومات للدورة 27 من مؤتمر الأطراف في إتفاقية الأممالمتحدة لتغيّر المناخ "كوب 27"، المنعقدة بشرم الشيخ بمصر، على ضرورة مزيد العمل على ترسيخ الوعي الدولي بالرهانات، التّي تطرحها إشكالية التغيّرات المناخية، وبلورة مقاربة تشاركية ناجعة من أجل التحرك المتضامن والمرور من مرحلة التشخيص والتعهد إلى مرحلة الفعل والتنفيذ. ... وأبرزت بودن، بالمناسبة، جهود تونس لتعزيز أُسس الاقتصاد المُستدام والدائري والأخضر والانتقال نحو الطّاقات المتجدّدة والنظيفة. وأكّدت الأهمية، التّي تُوليها تونس لقضايا المناخ وحرصها الدائم على الانخراط الفاعل في المساعي الدولية الرامية إلى تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري نظرا لانعكاساتها الوخيمة وتبعاتها السلبية على واقع ومستقبل الإنسانية. واستعرضت، لدى مشاركتها في المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول "الاستثمار في مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر"، أبرز ملامح السياسة الطاقية في تونس، التّي ركّزت على الترفيع من مساهمة الطّاقات المتجدّدة في إنتاج الكهرباء ومضاعفة الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا المجال من خلال اعتماد إطار قانوني مُحفّز للقطاع الخاص. وقدّمت عرضا بخصوص الاستراتيجية الوطنية للطاقة في أفق 2035 "القائمة على مقاربة مندمجة ترسخ منوالا تنمويا جديدا من خلال المراهنة على الطاقات البديلة والهيدروجين الاخضر وهو ما تجسّده المشاريع الاستراتيجية الكبرى المندمجة، التي تعمل عليها تونس وفي مقدّمتها مشروع النقل الهيدروليكي للفسفاط واستكمال مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا، الذي من شأنه مزيد تعزيز التكامل بين الضفّتيْن الجنوبية والشمالية للمتوسط". وعقدت رئيسة الحكومة، بمناسبة أشغال القمّة سلسلة من اللقاءات الثنائية مع كل من الرئيس الكيني ورئيس المجلس الرئاسي الليبي ورؤساء حكومات فلسطين والأردن والبرتغال ووزير الخارجية الإماراتي، بالإضافة إلى عقد جلسة عمل مع رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وتمحورت هذه اللقاءات حول واقع وآفاق التعاون مع البلدان والهيئات المعنية وضرورة إحكام التنسيق والإعداد الجيّد للاستحقاقات القادمة. وفي ختام مشاركتها، أدت رئيسة الحكومة زيارة إلى مكتب تونس بالفضاء المخصص للدول، في إطار قمّة "كوب 27" حيث التقت أعضاء اللجنة الوطنية التنسيقية للتغيّرات المناخية وفريق المفاوضين الشبّان كانت مناسبة لشكرهم وحثهم وتشجيعهم على مزيد الانخراط في المفاوضات في مختلف المجالات ذات الصلة بالحد من ٱثار وتداعيات التغيّرات المناخية. وتنتظم قمّة الأممالمتحدة للمناخ من 6 إلى 18 نوفمبر 2022 بشرم الشيخ بمصر بهدف الاتفاق على تنفيذ الالتزامات الرامية إلى الحد من احترار المناخ ب1،5 درجة تمّ تحديدها في اتفاق باريس لسنة 2015. وانطلقت أشغال القمّة امس، الإثنين، بحضور عدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوفود من العالم أجمع. يذكر ان رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، حلت أمس الاثنين بمصر، وكان في استقبالها بقاعة المؤتمرات بشرم الشيخ، كل من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريش. وترأست بودن وفدا رفيع المستوى يضمّ وزراء الاقتصاد والتخطيط، سمير سعيّد، والصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نويرة القنجي، والبيئة، ليلى الشيخاوي. تابعونا على ڤوڤل للأخبار
