تزامنا مع شهر النظافة الذي أطلقته وزارة البيئة في 14 أوت 2022، نظّمت جمعية تواصل الأجيال بصفاقس، مساء يوم الأحد، تظاهرة بيئية متعددة الأبعاد والأنشطة في جزيرة قرقنة، سعت الجمعية من خلالها إلى "المساهمة في جهود التصدي لآثار التغيرات المناخية والأنشطة الملوثة والصيد العشوائي" وذلك بمشاركة ممثلين عن المجتمع المحلي وعدد من الجمعيات والهياكل البيئية والسياحية. وقد شملت هذه التظاهرة بالخصوص، جمع النفايات وتنظيف السواحل والعمل التحسيسي، عبر الاتصال المباشر بمكونات المجتمع المحلي ومناصرة أهداف مشروع "العدالة المناخية في قرقنة" الذي تندرج في إطاره هذه التظاهرة وتنجزه الجمعية، بدعم من منظمة الصندوق العالمي للطبيعة. ... ويرمي هذا المشروع الذي كان أطلق في جانفي 2022 ويمتد تنفيذه على سنتين، إلى إشراك المجتمع المحلي ولا سيما الفلاحون والبحارة (رجالا ونساء) والشباب والفئات الاجتماعية الهشة وكذلك منظمات المجتمع المدني، في جهود التصدي لآثار التغيرات المناخية التي تهدد جزيرة قرقنة، من خلال تجذير الوعي بالتحديات والضغط باتجاه دفع أصحاب القرار لاقتراح حلول ومقاربات تنموية قائمة على احترام الطبيعة. وشهدت منطقة القنطرة (في مستوى بلدة أولاد يانق)، أولى الأنشطة المندرجة ضمن التظاهرة وقد تم اختيارها، بحسب رئيسة جمعية تواصل الأجيال، سنا تقتق كسكاس، "باعتبارها من أكثر المناطق تضررا من ظاهرة اكتساح البحر لليابسة (الانجراف البحري) في قرقنة، كنتيجة من نتائج ظاهرة التغيرات المناخية، فضلا عن وجود عدد هام من المصطافين والبحارة في هذه المنطقة وهو ما يتسبب في تكدس كميات هامة من النفايات". وشدّدت رئيسة الجمعية على ضرورة أن تتدخل الدولة في هذه المنطقة التي صارت منطقة هشة وذلك بالقيام بأشغال حماية تمنع تواصل تقدم البحر على اليابسة، كما قامت بذلك في عدد من المناطق الأخرى بالجزيرة، فضلا عن "ضرورة تركيز حاويات للفضلات فيها والانطلاق في تجربة الفرز الانتقائي للفضلات بها". وقد تميزت عملية جمع الفضلات في منطقة القنطرة، بمشاركة أكثر من 50 شخصا وعدد من المؤسسات ولا سيما مؤسسة ملاحات قرقنة وشركة لرسكلة البلاستيك التي ستتولى رفع كميات البلاستيك التي يقع تجميعها وهو ما يعد، وفق سنا كسكاس، "مكسبا هاما بالنظر إلى أهمية خيار الرسكلة في منظومة معالجة النفايات واستدامة الحلول المتوخاة التي يتيحها". وقد تلت عملية التنظيف في منطقة "القنطرة" عملية اتصال مباشر بالمواطنين والبحارة وتحسيسهم بأهمية المحافظة على المحيط وتوخي الحلول والأساليب النظيفة والقائمة على احترام الطبيعة في أنشطتهم ولا سيما أساليب الصيد التقليدي بدل الصيد العشوائي والأنشطة الاقتصادية غير الملوثة. كما تم تنظيم معرض للمنتوجات المحلية والتراث اللامادي للمرأة القرقنية. واختتمت التظاهرة بتنظيم مائدة مستديرة مع المشاركين، حول التغيرات المناخية والطرق والأساليب التنموية والاقتصادية التي تحترم خصوصيات الجزيرة ومقوماتها الطبيعية وتضمن استدامتها. تابعونا على ڤوڤل للأخبار
