سفارة تونس بلبنان :'' سررنا جدّا لوصول 325 تونسي وتونسية وعائلاتهم بخير وسلامة إلى أرض الوطن العزيز''    عاجل : اتحاد الشغل يدعو الى المشاركة في مسيرة    الرد الصهيوني والحرب الشاملة    ممثل عن العياشي زمال: سنعمل على تطوير الصلح الجزائي ولا خطوط حمراء في علاقة بالمؤسسات العمومية    فوزي البنزرتي: انضمام رودريغاز للمنتخب يخض لهذه الشروط    كأس العالم للبازبول 5: المنتخب الوطني يحط الرحال في هونغ كونغ    النادي الإفريقي: أسطورة ال104 أعوام الوفاء    الحرس الوطني: إحباط عمليات تهريب بقيمة 256 ألف دينار    كاتبة الدولة المكلفة بالشركات الاهلية تؤكد ان ارتفاع نسق احداث الشركات الاهلية يعد مؤشرا من مؤشرات النجاح فى هذا الملف.    رئاسية 2024: غدا...الصمت الانتخابي    العاصمة: القبض على شخصين يروّجان المخدرات بمحيط أحد المعاهد الثانوية    تصفيات كأس افريقيا للأمم 2025: 27 لاعبا في قائمة فوزي البنزرتي للمواجهة المزدوجة امام منتخب جزر القمر    عاجل/ حادثة غرق مركب حرقة بجربة..هذه آخر المستجدات..    الهيئة التسييرية للنجم الساحلي: لا نية لنا حاليا في فك الارتباط مع المدرب حمادي الدو    بن قردان حادث مرور يسفر عن قتيل    تفاصيل القبض على شخصين من أجل ترويج المخدرات بمحيط معهد ثانوي..    صدرت في الرائد الرسمي : قرارات تهم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024    الاحتياطي من العملة الصعبة يتراجع إلى ما يعادل 114 يوم توريد    توزيع المخزون التعديلي لمادة البطاطا .. مع تعزيز الرقابة الاقتصادية    مؤسسة التمويل الدولية توفر دعما قياسيا لمشاريع التنمية في العالم    انتهاء أشغال المسبح البلدي بالبلفيدير    عاجل : سرقة 7.6 مليون دينار من زيت الزيتون    يهم الترجي الرياضي: الإعلان عن فترة إنتقالات استثنائية للأندية المشاركة بكأس العالم للأندية    كاس العالم للاندية لكرة اليد: فيزبريم المجري يتوج باللقب    عاجل/ خامنئي: العصابة الصهيونية لن نتنصر..وجهاد رجال فلسطين وحزب الله اعاد الكيان 70 سنة الى الوراء..    عاجل/ وفاة 87 راكبا و78 أخرين في عداد المفقودين جراء غرق عبارة في هذه بحيرة بهذه الدولة..    الانتخابات الرئاسية التونسية: انطلاق عملية الاقتراع بمكتب التصويت بكينشاسا    تقرير إقليمي يؤكد صلابة النظام المالي الوطني    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار منتظرة بهذه الولايات..    عاجل: تسجيل إصابة ب''الشيغيلا'' في سيدي بوزيد    خطير/ اصابة طفلة الثلاث سنوات بجرثومة "شيغيلا" في هذه الولاية..    مفزع/ خلال يوم واحد: استشهاد 28 مسعفا في لبنان..    في 24 ساعة فقط : تسجيل 439 إصابة في حوادث مرور    تونس: حجز أكثر من 18 ألف قرص دواء مخدّر    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى بيروت    طقس الجمعة: أمطار منتظرة بهده المناطق وانخفاض في درجات الحرارة    الأولى منذ 5 سنوات.. علي خامنئي يؤم صلاة الجمعة    رئيس الحكومة يشارك في قمة الفرنكوفونية بباريس    مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"    أضخم قصف على ضاحية بيروت وحديث إسرائيلي عن استهداف هاشم صفي الدين    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    علمتني الحياة..صابرين بن علي.. الحب كاف لنجاح أي علاقة إنسانية    ريحة البلاد ..فريال الرحوي .. عشت أياما جميلة في الخليج لكن تونس وطني الذي لا أنساه    في مصر .. مشاركة تونسية في «دورة الشاعر محمود بيرم التونسي» ... معرض فنون تشكيلية، مسامرة شعرية ومداخلات فكرية !    خطبة جمعة..مكانة المسنين في الإسلام    وزارة الصحة: تونس لم تسجل اية حالة محلية حاملة للمالاريا منذ 79 وكل الحالات المسجلة هي بالاساس قادمة من الخارج    عاجل/ بسبب مياه ماجل: إصابة طفل بجرثومة "الشيغيلا" في هذه الجهة    وائل شوشان يشارك في فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أعمال الطاقة والمناخ بالقاهرة    الفيلم التونسي ''برج الرومي'' في مهرجان الجونة السينمائي    كاتب الدولة للموارد المائية : المنشات المائية وتحديد الاولويات ساعد تونس على مجابهة ومقاومة تتالي سنوات الجفاف    سبل تطوير أداء ديوان الطيران المدني محور جلسة عمل بوزارة النقل    مفتي الجمهورية: يوم الجمعة (4 أكتوبر الجاري) مفتتح شهر ربيع الثاني 1446 ه    محمود الجمني رئيسا للجنة تحكيم مهرجان نواكشوط السينمائي في نسخته الثانية    عروض سينمائية ومعارض فنية وورشات في الدورة الخامسة من مهرجان سينما للفنون    درّة زروق تكشف كواليس تجربتها الأولى في ''الإخراج''    رئاسية 2024 : تونس .. التاريخ والحضارة    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    بينهم لطفي بوشناق: مهرجان الموسيقى العربية يكرم رمزا أثروا الساحة الفنية في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف سيتعامل اتحاد الشغل مع شروط صندوق التقد الدولي ؟
نشر في باب نات يوم 24 - 03 - 2022


بقلم الاستاذ بولبابه سالم*
تتقاطر الوفود الفنية لصندوق النقد الدولي على تونس منذ اشهر ردا على طلب بلادنا قرضا بقيمة 4 مليار دولار و الذي اعتبرته وزيرة المالية الامل الاخير لانقاذ الميزانية في ظل الازمة المالية الخانقة . و يبدو وفق تصريحات كبار المسؤولين في المؤسسة المالية الاكبر في العالم ان الحكومة التونسية بدات تستجيب لشروط الصندوق و هناك مؤشرات على قرب انطلاق مفاوضات اللجان الفنية المشتركة في الايام القليلة القادمة .
...
تدهور وضع المالية العمومية جعل حكومة السيد نجلاء بودن امام خيارات صعبة و قاسية ققد كانت الحكومات السابقة ترحل الازمة الى الحكومات التي تخلفها لكن شروط صندوق النقد الدولي هذه المرة موجعة و صعبة الهضم اجتماعيا و سياسيا بعد تدهور الترقيم السياسي لتونس و الذي كان اخره تصنيف وكالة فيتش الذي صنف تونس ذات مخاطر عالية و غير قادرة على تسديد ديونها مما يحعل التوجه الى صندوق التقد الدولي شرا لابد منه .
لكن صندوق النقد الدولي ليس مؤسسة خيرية بل فرض شروط تقشف مثل رفع الدعم عن المواد الأساسية وهو ما انطلق تدريجيا و ايضا تجميد الاجور مدة خمس سنوات و تقليص الاتتدابات في الوظيفة العمومية و تخفيض كتلة الاجور و التفويت في المؤسسات العمومية التي تثقل كاهل الدولة بسبب سوء التصرف و المديونية او الافلاس.
في هذا الخصوص بدت مواقف القيادات النقابية تتراوح بين الرفض و تفهم بعض المطالب مع الاستعداد لتقاسم الاعباء ضمن حوار تشاركي كما دعا الى ذلك الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ، و قد كاتت المركزية التقابية منشغلة قبل ذلك بمؤتمرها الذي مدد للقيادة الحالية . و هناك قيادات نقابية اعلنت صراحة رفضها للخيارات الليبرالية المتوحشة التي يريد فرضها صندوق التقد الدولي و تتبناها الحكومة، ياتي ذلك مع دعوة الطبوبي للتفاوض حول الزيادات في الاجور مع تدهور المقدرة الشرائية للاجراء بسبب ارتفاع الأسعار. لكن هل هذه التصريحات موجهة للاستهلاك الاعلامي و ارضاء القواعد العمالية ام هي مواقف مبدئية لوضع خطوط حمراء امام حكومة الرئيس ؟
الحقيقة بدت مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل مهادنة للحكومة رغم رفض الرئيس قيس سعيد لكل مبادرات الحوار التي طالبت بها المنظمة الشغيلة كما رفض تصريحات الطبوبي حول الخيار الثالث و دعا سابقا من طالب من القيادات النقابية بخارطة طريق الى البحث عنها في كتب الجغرافيا... ياتي ذلك رغم دعم الاتحاد للانقلاب الدستوري الذي حصل يوم 25 جويلية .
لعل الموقف الاكثر حرجا للاتحاد اليوم هو ملف بيع المؤسسات العمومية فلا احد في ظل الازمة الحالية سيتاقش الزيادات في الاجور او تفعيل الاتفاقيات السابقة التي تتسبب الآن في اضرابات قطاعية ، و يبدو الرئيس قيس سعيد في موقف قوي امام القيادة النقابية لان الجميع يعلم الصعوبات التي تشهدها المؤسسات العمومية بسبب سيطرة التقابات . و لعل صندوق التقد الدولي يجد نفسه امام فرصة سانحة لفرض شروطه لان كل السلطات بيد رئيس الدولة الذي لازال رغم كل الانتقادات يحظى بدعم شعبي محترم وهو ما صرح به مثلا فريد بلحاج تائب رئيس البنك الدولي الذي دعا الى استغلال شعبية قيس سعيد في تمرير الإصلاحات المطلوبة .
من ناحية أخرى اعتقد ان الشراكة بين القطاعين العام و الخاص هو الحل للمؤسسات العمومية المفلسة لان الدولة لم تعد قادرة على تحمل نفقاتعا و سداد ديونها التي تراكمت بسبب الفساد و سوء الادارة ، وهو خيار يظل ممكنا ضمن شروط محددة تحفظ حقوق الدولة و هتاك تجارب في دول اخرى يمكن الاستفادة منها .
من جهة ثانية فإن مواقف المركزية النقابية من شروط صندوق التقد الدولي و خيارات الحكومة سيشكل اختبارا صعبا لمدى انحيازها للحقوق الاجتماعية رغم اكراهات الواقع و حسابات السياسة خاصة ان الصندوق يشترط قبول المنظمة الشغيلة بها ضمانة للاستقرار ،، تلك الاكراهات نفسها هي التي تدفع الرئيس قيس سعيد و حكومته للتفاوض حول تلك الشروط رغم شعاراته في الانحياز للفقراء و المستضعفين .
* كاتب و محلل سياسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.