- رغم التقدّم الكبير في موسم جني التمور الذي شارف على الانتهاء حيث فاقت نسبة جني الصابة بأغلب واحات الجهة 90 بالمائة حسب تقديرات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية إلّا أن أسواق بيع التمور بالجهة لا تزال تحافظ على حركيّتها واكتظاظها بالباعة والتجار فضلا عن توجه عدد من شباب الجهة لتركيز بعض الخيام والاكشاك المخصصة لبيع دقلة النور بالكثير من الاماكن على طول الطريق الرابطة بين مدينتي دوزوقبلي استعدادا للحركية السياحية المنتظرة بالجهة تزامنا مع عطلة الشتاء واستقطاب هذه الربوع للآلاف من الزوار من داخل تونس وخارجها لمواكبة فعاليات المهرجان الدولي للصحراء في دوز. وأكّد عدد من الفلاحين المنتصبين بسوق التمور بمدينة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية لمراسل وات انهم فظلوا هذه السنة عرض اغلب منتوجهم من دقلة النور في السوق المحلّية وعدم نقلها لأصحاب محلات تجميع التمور بالجهة نظرا للاختلاف الكبير في الأسعار علاوة على إمكانية تصنيف منتوجهم حسب رغبة التجار الذين يقصدون السوق أو المواطنين والسياح الذين يتوقّفون بها أثناء جولتهم في الجهة. وأشار إلى أن الأسعار تتراوح بين 3500 مي و4500 مي للكلغ الواحد بالنسبة لأغلب السلع المعروضة من نوع شمروخ وتتجاوز 5000 مي وصولا الى 6500 مي بالنسبة لدقلة النور التي يتم عرضها في شكل حزم صغيرة يعبر عنها الفلاحة بالعناقيد أو الرّباط في حين أن السّعر المحدّد لقبول دقلة النور عند أغلب المجمعين في الجهة لا يتجاوز 3500 مي للكلغ الواحد بالنسبة للشمروخ. وعبّر عدد من المنتصبين بهذه السوق عن أملهم في أن تحافظ أسعار التمور على المستوى الذي بلغته خلال السنتين الاخيرتين والتي ساهمت في تحسين مدخول الفلاحين وخاصة صغار الفلاحين الامر الذي حفزهم على مزيد العناية بمستغلاتهم الفلاحية عبر خدمة الارض والحرص على حماية الصابة من العوامل المناخية عبر تغليف العراجين بالناموسية والبلاستيك مع القدرة على الاستجابة للمصاريف المرتفعة التي تتطلبها النخلة في كل موسم وتضاعف تكلفة اليد العاملة من سنة إلى أخرى. ومن ناحيتهم أكّد عدد من التجار الذين يقصدون الأسواق المحليّة للتمور في ولاية قبلي أنهم يتنقلون بين أسواق جمنة والقلعة ودوز لاقتناء دقلة النور وأنواع مختلفة من التّمور "المطلق" التي عادة ما تعرض بالسوق الداخلية في عدد من ولايات الشمال أو ولايات أقصى الجنوب التي لا تنتج دقلة النور على غرار مدنينوتطاوين، مشيرين إلى أن الأسعار تختلف بحسب قاعدة العرض والطلب وبحسب جودة السلع المعروضة من الفلاح مباشرة هذا الى جانب توفر بعض الانواع من دقلة النور التي لا يمكن العثور عليها الا بالاسواق على غرار ما يعبر عنه بالشبابة وهي حبات التمر من دقلة النور التي لم يكتمل نضجها بصفة تامة وتكون عادة حلوة المذاق وتحافظ على نظارتها لمدة ليست بالطويلة إذا ما لم تحفظ في المبردات وهي من الانواع المحبذة ببعض الولايات على غرار ولاية تطاوين او لدى المستهلكين ببعض الاقطار المجاورة على غرار( ليبيا)، وبدورهم أكّد عدد من المواطنين الذين توقفوا بسوق جمنة للتمور اثناء جولتهم بولاية قبلي على غرار العم محسن، أصيل ولاية سوسة أن وجوده بهذه الربوع أثناء موسم جني التمور يمثل فرصة لاقتناء اجود انواع دقلة النور وباسعار مقبولة من المنتج الى المستهلك مباشرة مبينا انه يحرص سنويا على الاشتراك في إحدى الرحلات السياحية التي تقصد ربوع الجنوب التونسي في هذه الفترة من السنة بالذات تزامنا مع ما تشهده ولايات الجنوب وخاصة توزروقبلي من حركية ثقافية فضلا عن كونه يتمكن خلالها من التزود بحاجته من التمور التي يحتفظ بها لشهر رمضان و يهدي البعض منها لأقاربه وأصدقائه. أمّا الشباب الذين يقومون خلال هذه الفترة من السنة بتركيز خيام واكشاك لبيع التمور على طول الطريق السياحية الرابطة بين مدينتي قبليودوز على غرار الشاب عنتر من جمنة فقد أكّد أغلبهم لمراسل (وات) أنّهم تعوّدوا سنويّا على تركيز أكشاكهم قبيل عطلة الشتاء وملئها باجود انوع دقلة النور مع الحرص على عرضها بطرق جمالية تشدّ المسافرين على هذه الطريق من سوّاح أجانب او تونسيين، مضيفين أنّ الحركيّة التي تشهدها الجهة في هذه الفترة خاصة انتظام المهرجان الدولي للصحراء والاحتفلات براس السنة الميلادية تساهم في بيع كميات كبيرة من دقلة النور للوافدين على هذه الجهة الامر الذي يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية وتوفير مدخول لعدد من الشباب الذين بات بعضهم معروفا من قبل عدد من العائلات التي تعود له في كل سنة للتزود بحاجتها من التمور عالية الجودة.