عاجل/ غرق مركب "حرقة" في جربة: النيابة تتدخّل مع تواصل البحث عن مفقودين    هام/ "تغيّر مذاق المياه المعدنية": صدور نتائج التحاليل المخبرية    الرابطة المحترفة الأولى: برنامج مباريات الجولة الرابعة    وُصفت بالممتازة جدا: صابة الزيتون تقدّر ب130 ألف طن في هذه الولاية    حريق يأتي على هكتار ونصف من أشجار الصنوبر في غابة بباجة    تجنّبا للتصعيد.. أمريكا تدير ظهرها لزيلينسكي    احصائيات: 82 ألف مؤسسة صغرى تدعم النسيج الاقتصادي الوطني    قائمة الحكام التونسين الدوليين لسنة 2025    جربة : انتشال جثث 12 مهاجرا تونسيا منهم رضيع و3 أطفال وفقدان 10 آخرين بعد غرق مركب هجرة غير نظامية    سوق الشغل في ألمانيا: زيادة نسبة البطالة تتجاوز التقديرات    تونس تتسلم رئاسة اتحاد الغرف العربية من خلال الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية    مسابقة "اقرأ" : التونسية رغد الجمل تشارك في التصفيات النهائية للحصول على لقب "قارئ العالم العربي"    اليوم.. محاكمة الزمّال والمكلّفة بجمع تزكياته في 5 قضايا    محمد محجوب: حكم الدربي سرق الملعب التونسي .. والتحكيم في تونس دائما ما يخدم مصلحة الأربعة فرق الكبرى    عاجل/ 72 حالة تسمّم بعد تناول وجبات سريعة من مطعم بهذه الولاية    هذا ما قررته الدائرة الجنائية في حق مسؤول سامي باحدى الوزارات    أرقام مفزعة: 100 ألف شخص فرّوا من لبنان الى سوريا جرّاء القصف    إستعدادا للمونديال: المنتخب الوطني في تربص تحضيري بالحمامات    وزير الشؤون الخارجية يلتقي نظيره الكوري    مصر: سيدتان تدفنان دجالا في غرفة نومه لهذه الأسباب    توزيع أكثر من 58 ألف لتر من الحليب يوميا في هذه الولاية    عاجل/ أبرز ما جاء في كلمة نائب أمين عام حزب الله بعد اغتيال نصر الله    عيوننا عليهم ..سعد نجم في «البوندسليغا» والمثلوثي والجزيري «أبطال» مع الزمالك    14.5 مليار دينار دعم سنوي لمنشآت الدولة    البنك المركزي التونسي ونظيره المصري يوقعان مذكرة تفاهم تشمل مجالات تقنية واسعة    الحماية المدنية تسجيل 330 تدخل    جندوبة: اصابة 07 أشخاص في اصطدام بين سيارتين    قطاع الطاقة الشمسية: مستقبل واعد في مجابهة التحديات    ماراطون برلين الدولي : تتويج الإثيوبي مينجيشا بلقب النسخة ال50    دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين    بعد احتراق طفل في كوم تبن بفرنانة: النيابة العمومية تأذن بفتح تحقيق..#خبر_عاجل    اتحاد الفلاحة بنابل: 'الوضع المائي مازال كارثيًّا'    وفاة الممثل ونجم موسيقى الكانتري كريس كريستوفرسون    طقس الاثنين: الحرارة في استقرار    حذر نصر الله من اغتياله، من هو محمد علي الحسيني رفيق المقاومة مع "السيد"؟    دولة الاحتلال تستهدف قلب بيروت وتغتال قائد حماس بلبنان    وسائل إعلام عبرية: الجيش الإسرائيلي يستكمل استعداداته لغزو لبنان    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة قتلى إعصار "هيلين" إلى 111 شخصا    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان التشكيلي إسماعيل بن فرج    مع الشروق .. «حجارة من سجيل »    مع الشروق .. «حجارة من سجيل »    عبد الكريم ..طبعا مستاء ..وجدّا ….    الليلة: بعض السحب والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الثلاثاء القادم.. تونس تحتفى باليوم العالمي لكبار السن    الرابطة 1 : الفوز الثالث على التوالي للاولمبي الباجي والترجي الجرجيسي والاول للنجم الساحلي    احتراق طفل في كوم من التبن بجندوبة: الأسباب والتفاصيل    منذ منتصف الشهر: توافد الرضع المصابين بالبرونكيوليت على مستشفى باب سعدون    اعتداء مروع على لاعب كرة قدم مصري بقطع يده والأمن يلاحق الجناة    عزيز دوقاز يحرز لقب بطولة فوزهو الصينية للتنس    سيناريو حاتم بالحاج وبطولة عدد من النجوم: "سلة سلة" على الوطنية الأولى قريبا    الشاعر بوبكر العموري.. القضاء على الفساد وبناء الدولة رهين مشروع ثقافي    حسن نصر الله...مسيرة الجهاد والشهادة    بيّة الزردي : مانيش بطالة والظهور ككرونيكوز كان لمتطلبات مادية    قرمبالية: قافلة صحية متعددة الاختصاصات بالمدرسة الابتدائية ببلحسن    وزير الشؤون الدينية يدعو إلى التقيّد بتعاليم الإسلام في المحافظة على المياه وعدم الإسراف في استعمالها    نادرة التومي تتحصّل على جائزة أفضل أداء نسائي دور أول ضمن فعاليات الدورة 14 من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلطة الحالية لا تمتلك الترسانة التشريعية والالامنية اللازمة لمواجهة الجريمة الاقتصادية المتطورة (هادي سريب)
نشر في باب نات يوم 04 - 06 - 2017

- "إن السلطة الحالية رغم المزايا، التي تتمتع بها، لا تمتلك الترسانة التشريعية والأمنية اللازمة لمواجهة الجريمة الاقتصادية المتطورة، التي استقرت منذ زمن بعيد، والتي تمكنت من صنع واجهة محترمة لها" ذلك ما أكده هادي سريب، دوكتراه دولة في الاقتصاد التنموي، الذي أدلى في حديث له مع (وات) قراءته للإيقافات والاجراءات التي أقدمت عليها الحكومة في إطار مقاومة الفساد.
سؤال : هل يمكن إعتبار الإيقافات والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة، "حربا" على الفساد؟
جواب : شرعت الحكومة في عملية لا نعلم إلى أين يمكن أن تفضي. أبعد من الوميض الذي أحدثته هذه العملية وسر إعدادها، الذي يوحي بأنها "حرب" فإن ما يتعلق بالبقية هناك غموض.
هل تم إيقاف رجل الأعمال على أساس إقدامه على جريمة أو مخالفة أم على أساس التامر على أمن الدولة. لان هناك فرق بين التهمتين ويمكن أن يكون هناك ترابط بينهما، لكن يجب انتظار القضاء (حاليا قضاء عسكري) ليقول كلمته. وعلى نفس الوقع تمت عدة إيقافات كانت التهم المتعلقة بالجريمة الاقتصادية جلية ... والتي تتم حوصلتها بشكل غير صحيح تحت تسمية "الفساد" لأنه في المجال التشريعي والقضائي تصنف الجرائم حسب خطورتها. يجب تفادي الدمغجة السائدة المتمثلة في القول بأن "كل الفساد متساو الصغير منه والكبير".
سؤال : إذا كيف يمكن للحكومة أن تكافح الفساد؟
جواب : ليس لدي توصيات أو نصائح لتقديمها للحكومة الحالية ولكن مثل الجميع ليس لي إلا أن أحيي التزامها بمحاربة الفساد.
أكيد أن هذه الهجمة كانت موفقة لكن لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه... وسيكون هناك عديد المفاجات والتغيرات الطارئة. يجب الأخذ في الإعتبار أنه عندما توجه الحكومة ضرباتها ضد الفساد عليها ان تتوقع ردود معاكسة.
إن الإعتقاد أن الأطراف الممسكة بشبكات جريمة متعددة ستبقى مكتوفة الأيدي هو بمثابة نفي حجم انقسام الدولة والمجتمع المدني في حد ذاته. وتبعا لذلك يمكن القول أن حظوظ الدولة ستكون ضعيفة للفوز في حربها ضد الفساد بما تتوفر عليه من أطر مؤسساتية.
لا أشكك في "عزيمة ورغبة الحكومة" ولكنها ستجد نفسها مضطرة إلى أن تتعامل مع ضعف إمكانياتها، إذ لا يخفى على أحد أن مرافق الدولة سواء تعلق الأمر بالمرفق العدلي أو الأمني أو الإداري (سلك الديوانة) ينخرها الفساد.
سؤال : أمام هذا الوضع، على من سيعول رئيس الحومة ووزراءه ومن سيجرؤ على التغيير ومن سيجرؤ على تطبيق العدالة بطريقة مثالية؟
جواب : علمتنا التجارب الدولية في المجال أنه أمام إستشراء الفساد وانتشاره إلى حد مسها ... لتمس السياسة وفاعليها، يتعين إرساء آليات استثنائية.
عند الشروع في محاربة الفساد تحرص الحكومات على التسلح بقوانين خاصة من ذلك تكوين سلك قضائي وسلك امني مهمتهم الأولى والأساسية محاربة الفساد.
يتذكر الجميع تجربة "الأيادي النظيفة" في إيطاليا وما رافقها من عمليات قوية لردع الفساد في هذا البلد، غير أن في تونس والى حد الآن تم تركيز نواة للشرطة القضائية مختصة وبعض القضاة غير المتمرسين والمتكونين في محاربة الفساد.
سؤال : ماهي التداعيات لحرب حقيقية على الفساد على المستوى الاقتصادي؟
جواب : من أجل قيادة حرب على الفساد المتعدد الأوجه يستوجب تجميع كل أسباب النجاح والنجاعة انطلاقا من تحمل المخاطر وكسب الرأي العام وجعله في صف الحكومة مهم ولكنه غير كاف. عندما ضربت الحكومة الحالية بقوة وبسرعة أحدثت الرجة النفسية في محيط المفسدين ولكن هذا أيضا غير كاف. فبالرغم من ذلك فان السلطة الحالية لا تمتلك ترسانة قضائية وأمنية للهجوم على رأس الجريمة الاقتصادية المتمركزة في البلاد منذ عدة سنوات، والتي تحصنت بعدة واجهات.
ومثلما لاحظتم يتعلق الآمر بالتهريب ليصل إلى مستوى تهريب الأسلحة والمسالة إذن لم تعد تنحصر في غسل الأموال أو سرقة الأموال وتحويل وجهتها أو تهرب ضريبي أو استغلال نفوذ أو حتى المتاجرة بالعملة الصعبة.
وفي خلاصة القول يمكن التأكيد على أن الخطوات التي قطعتها الحكومة في محاربة الفساد ايجابية ولكن من دون تفاؤل مفرط أو أوهام زائفة.
لننتظر مال المحاكمات في الإيقافات الأخيرة ونتائجها القضائية للتاكد فعليا من المنعرج، الذي تم اتخاذه في محاربة الفساد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.