إلى محمود حبًّا وأملاً تشاكس وحدها عيني وترسمني بأوجاعي تزاور غيمة ً حطّت على محراب أوراقي وتطرب حينما أبكي فألقي بين عينيها معاناتي تطهرني تؤمّن في صلواتي أودعها تهاجرني إلى حيث اللّقا دوما تراسلني وترسلني أغني في روابيها لكي تعلو فراشاتي فتشعل فيّ أبياتي فأنظمها معلقة وأهديها لعينيها فتغدو في المدى صبحًا لتشرق في دجى ذاتي وأبصرُ في زواياها ملامح بسمتي الأولى وقد شاخت تفاصيلي هنا في الركن أحلام مؤجلة وبيتٌ كان يجمعنا طويلاً ظِلّنا أضحى فخلنا الجرح يندملُ شربنا قهوة الأيام في كدرٍ وقد ضاقت بنا الحيلُ تراءى في ثناياها غلام كنت أعرفه جميلاً كان مقدمه غبيّا ظل يأتملُ وبنتًا لست أذكرها تعلمه الحماقاتِ فيبكي عند قدميها فترتحلُ وأخرى لم تعاتبه ولم تعبأ بمن عزلوا كعصفورين لفّ الليل عشّهما فهَاما غردا رقصا ونام ليلُهم ثملا وأترابًا لهم في قلبه ودٌ وأشباحًا رموه بجبّ مقفلةٍ بدعوى أنهم أهلُ وجَدًّا كان يأمله إذا ما ضمهم ليلٌ ليأتنسوا يؤدبه على قصص من الكتب المنزّلة فيمرح حول جلسته ويغفو فوق مضجعه فيحمله على كفيه مبتهلاً دعاءً لست أذكره وأذكر أن عمته تتمتم من حكاياها عن( الصياد والغول وست الحسن والجني) قديمًا كانت الدنيا بها أملُ وربًّا كان يرقبه فيظهر بعض قسوته ولا يثني له طلبًا ولو وزعت ما في قلبه حبًّا لصار الدمع بالأفراح يكتحلُ وأمًّا همّها يكبر ليخزي عين من غلّوا فيغدو بعد أعوامٍ لها سندًا فما أبهاكَ يا رجلُ دعيني الآن مرآتي فإني لست أعرفني وإني جئت في زمنٍ عنيدٍ همّه كسري فأين الآن أحلام الفتى باتت فقد بانت وما ظني لها آتِ دعيني الآن وافترشي فضاءً من عذاباتي فوالله وايم الله مرآتي كأني لست أعرفني..