(تونس) نظم أمس اثر صلاة الجمعة مئات من أنصار حركة «النهضة» مسيرة سلمية وسط العاصمة انطلقت من أمام جامع «الفتح» بالعاصمة في اتجاه شارع «الحبيب بورقيبة» وتحديدا امام وزارة الداخلية تنديدا باغتيال الشهيد «محمد البراهمي» وردا على الاتهامات الموجهة للحركة ومساندة لسياساتها. وقد رفع المحتجون علم تونس وصور الشهيد «محمد البراهمي» ورددوا النشيد الرسمي وجملة من الشعارات «الشعب يريد النهضة من جديد» «لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية» «الشعب مسلم ولن يستسلم» «أوفياء أوفياء لدماء الشهداء»، «أوفياء أوفياء لا تجمع لا نداء»، «وحدة وحدة وطنية لا تنازل على الشرعية». «التونسية» كانت حاضرة. أشعة الشمس الحارقة ووطأة الضمأ لم تثنيا أنصار حركة «النهضة» من الخروج الى الشارع نساء ورجالا تنديدا بما وصفوه «الجريمة النكراء» التي تعرض لها «محمد البراهمي» المنسق العام للتيار الشعبي وردا على الاتهامات الموجهة للحركة حول ضلوعها في اغتياله . «عبد الله الطالبي» قال ان الاسلاميين اصبحوا مستهدفين ليس في تونس فقط بل في مختلف انحاء العالم، مضيفا انه ليس لحركة «النهضة» مصلحة في ازهاق الارواح البشرية وان مخططات اعداء الثورة المضادة بات مكشوفة، قائلا ان بعض الاحزاب السياسية باتت تراهن على دم ابناء الشعب وتدفعهم الى الاقتتال من اجل استرجاع الحكم. خسروا الرهان فاغتالوا من جهته قال «الطاهر ميري» ان اقتراب موعد الانتخابات اثار مخاوف بعض الاحزاب السياسية بعد أن خسرت الرهان في عديد المناسبات مما دفعها الى اللجوء الى سياسة الاغتيالات، مشيرا الى أن هناك أطراف اخترقت التيار الاسلامي بشتى انواعه في تونس لتنفيذ مآرب تخدم مصالح الثورة المضادة وأزلام النظام السابق. مؤامرة لإسقاط النظام بصوت متقطع انهكه الضمأ والجوع رددت «مريم» أحنا نظاف... أحنا مسلمين ونعرفوا ربي منقتلوش في شهر فضيل مضيفة «ان هناك مؤامرة تحاك ضد حركة «النهضة» لإسقاطها من الحكم والعودة بالشعب الى مربع الاستبداد والظلم». وأشارت «مريم» الى ان هناك مخططات كبيرة حيكت وتحاك حاليا لاستنساخ منوال مصر وضرب الشرعية بطريقة اشبه بالأفلام المافيوزية قائلة «ليس بالغريب عنهم وقد تتلمذوا على يد «بن علي» المافيوزي من الدرجة الاولى». راهنوا على «حركة تمرد» ولكن ... أما «صالح الباهي» فقد قال ان «حركة تمرد» فشلت في تونس ولم تستطع كسب ود الشعب وشحنه ضد حركة «النهضة» بصفة خاصة و«الترويكا» الحاكمة بصفة عامة، مضيفا أن من حاول الاعتداء على الشرعية يعتدي على الانسانية ويكرس قانون الغاب قائلا «حركة «النهضة» وصلت الى الكرسي بطريقة شرعية وستظل فيه ان رغب الشعب في ذلك أحب من أحب وكره من كره». يريدون الانقلاب من جانبه اعتبر «محمد الصالح العمري» ان البعض استغل اغتيال «البراهمي» في محاولة للانقلاب على الشرعية والمطالبة بإسقاط الحكومة،مضيفا ان الشعب التونسي «شعب مسلم ولن يستسلم». وقال «ا لعمري» ان حركة «النهضة» لم تأت لتفريق الشعب وان تونس تتسع للجميع، موضحا ان من بين الشعارات المرفوعة في مسيرة أنصار «النهضة» وحدة الشعب التونسي. وأشار «العمري» إلى وجود صراع بين ابناء الثورة والمنقلبين عليها والذين يريدون العودة الى العهد البنفسجي قائلا: «ان من دعوا الى اسقاط المجلس التأسيسي او اسقاط الحكومة هم انفسهم من دعوا الى تشكيل حكومة تكنوقراط». وقال «وصفي العابد» ان الحاقدين على الثورة ارادوا ان يزجوا بتونس في حرب أهلية مدينا الاعتداء على مقرات الاحزاب مطالبا بحماية المؤسسات الحكومية والأشخاص من تنامي العنف ومحاسبة من دعوا الى العصيان والخروج عن القانون، مؤكدا على ضرورة التعايش السلمي بين كل التيارات بمختلف انتماءاتها واتجاهاتها ومعتقداتها دون اللجوء الى العنف سواء لفظيا او بدنيا. وفي ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للحركة حول سلسلة الاغتيالات التي شهدتها البلاد بين «العابد» ان «النهضة» حركة ديمقراطية وظفت كل جهودها لضمان مختلف الحقوق والحريات للتونسيين بمختلف اطيافهم الاجتماعية وليس لها مصلحة في قتل الارواح وإثارة حفيظة الرأي العام. أيادي خارجية قالت «فاطمة مرياح» ان هناك مخطط أجنبي بقيادة امريكا لإسقاط الانظمة الاسلامية في مختلف بلدان الربيع العربي ،مضيفة ان المخابرات الاجنبية باتت تلعب ادوارا ريادية في حبك السيناريوهات لإدخال البلاد في حرب اهلية والخروج بسيناريو يخدم مصالح القوى الغربية وعلى رأسها اسرائيل. وأضافت «مرياح» ان اعداء الثورة مستعدون للتحالف مع الشيطان من اجل سحب بساط الشرعية من تحت اقدام حركة «النهضة» والعودة الى الحكم ولو كلف ذلك دماء مئات التونسيين وليس «البراهمي» فقط. تغطية: عائشة السعفي تصوير: دارين لغماري