تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذاكره، حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات رغم حلوها ومرّها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد عبد العزيز القطي، عضو المجلس الوطني التأسيسي وعضو المكتب التنفيذي لحركة «نداء تونس»، متزوج وأب لبنت وولد (رنيم ومحمد سلمان). عن حياته الجامعية تحدث فقال: «تحصلت على الباكالوريا علوم تجريبية سنة 1987 ودخلت المدرسة العليا للبستنة بشط مريم سنة 1988 وغادرتها سنة 1992 بشهادة مهندس في علوم البستنة ثم أتممت دراسة المرحلة الثالثة بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس وتحصلت سنة 1995 على شهادة المرحلة الثالثة. كنا نقيم بنفس المكان الذي ندرس فيه وكان عدد الطلبة قليلا جدا لا يزيد عن 280 طالبا وكانت أجواء الدراسة متميزة جدا وكانت العلاقات بين الطلبة طيبة وحميمية. كنت الكاتب العام لاتحاد الطلبة آنذاك وكنت أشرف على تنظيم التظاهرات والاجتماعات العامة وكنا نستيقظ منذ ساعات الصباح الأولى لنلصق المعلقات ونقوم بالاستعدادات اللازمة لعقد الاجتماعات. كما كانت أجواء الاقامة بالمبيت طيبة وكذلك أجواء المطعم الجامعي حيث كان يضم أمهر الطباخين الذين أمتعونا بأرقى وألذ الأكلات. وعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة تبقى فترة الدراسة بالمدرسة العليا للبستنة بشط مريم من أهم فترات حياتي وأمتعها حيث قضيت بها أجمل الأيام. فقد تحصلت بصفة آلية على المنحة وكنت أنفقها على الرحلات وبعض الأمور الطارئة باعتبار أن الأكل والاقامة كانا مجانيين. ومن بين الأساتذة الذين ساهموا في نحت تكويني العلمي أستاذي توفيق بن عمر المختص في علوم زراعات العنب وهو أول أستاذ درّس بالمدرسة العليا للبستنة بشط مريم وأنا مدين له بنجاحي. فقد كان الأب والأستاذ في ذات الحين وكان يرشدني ويوجهني ولا يبخل عليّ بالنصح وبفضله حصلت على شهادة مهندس أول في الفلاحة.