تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراها حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته . ضيفنا اليوم هو السيد عبد الجليل البدوي الناطق الرسمي باسم حزب العمل التونسي درّس الاقتصاد بكلية العلوم الاقتصادية بالمركب الجامعي بالمنار وبالمعهد الأعلى للتصرف متزوج وأب لولدين. عن حياته الجامعية، تحدث فقال: «حصلت على باكالوريا علوم سنة 1969 ثم انتقلت الى فرنسا لدراسة العلوم الاقتصادية بجامعة غرونوبل. وبعد سنتين سجلت بنفس الجامعة لدراسة العلوم السياسية وتمكنت من الحصول على إجازتين في الاختصاصين. ثم واصلت دراستي لا حصل على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية وعلى شهادة الدراسات العليا في العلوم السياسية. وكان نظام الدراسة ثريا وكنا ندرس لدى اساتذة ذوي وزن ثقيل في عالم السياسة والاقتصاد على غرار مونداس فرانس وجيرارد وبرليس. ولم نشعر أبدا بالغربة أو نعاني من الميز العنصري وكانت الجامعة تضم 111 جنسية وكانت علاقتي طيبة بأغلب الطلبة الموجودين بها». وبخصوص المنحة والمبيت الجامعيين قال محدثنا: «لم أكن أتمتع بالمنحة الجامعية لذلك كنت ادرس واعمل في ذات الوقت وقد اشتغلت بغسل الصحون في مطعم الحي الجامعي حتى أوفر مصاريف الدراسة وكان ذلك ليلتي السبت والاحد، حيث كنت أعوض العون المكلف بتلك المهمة. كما لم أقم بالمبيت الجامعي وكنت أسكن ببيت صغير على وجه الكراء وهو على بعد كيلومترين من مقر الجامعة وبالرغم من كل ذلك لم تكن فترة الدراسة صعبة، حيث كان الطالب يحصل على شغل كلما بحث عنه. ولم تكن مصاريفنا كثيرة وكانت متطلباتنا بسيطة تتلخص في لوازم الدراسة لا غير وكنت انشط بجمعية «المهاجر» التي كونها طلبة وعمال تونسيون وكنا ننظم الندوات والملتقيات ونواكب كل ماهو موجود بتونس آنذاك. كما أصدرنا جريدة «المهاجر» وهي جريدة منبثقة عن الجمعية ومهتمة بأنشطتها وكنا نوزعها بأنفسنا في أسواق أكبر مدن الجنوب الشرقي لفرنسا».