ندرك جيّدا مدى تفاعل العائلات التونسية مع نتائج أبنائها في شتى مراحل التعليم... وهي تدرك جيدا أن المحصول سيكون حتما علي قدر عطاء الأبناء في مراجعتهم بالمنزل كتابة وحفظا ومدى تفاعلهم مع الدروس الخصوصية وهي مهمة الأولياء المعنيّين بتوفير المقابل المالي حسب قيمة المادة وطلب الأستاذ وما بقي هو مستوى الابن في القسم خلال حصص الدروس اليومية نظرّيا وتطبيقا لأن الأمر يصير بيده في جانب المتابعة والمواظبة والانضباط والتركيز بعيدا عن مراقبة الأولياء وأكثرهم ظلوا ضحية مغالطة ومراوغة أبنائهم إلاّ لمن يتابع ابنه مباشرة ويزور الأساتذة لمواكبة نسق الدراسة لديه في انتظار وصول دفاتر الأعداد والتقييم الى منزل العائلة عن طريق البريد ليعرف وقتها الأبوان أعداد منظورهما في كل المواد ومعدّلاتها وملاحظات الأساتذة والمعدل الثلاثي والرتبة وما يهم السلوك والمواظبة والغيابات والعقوبات إن وجدت.. ووصول هذه الملفات هي الشاهد الرسمي والحقيقي لمعرفة كل ما يتعلق بالتلميذ بكل وضوح وشفافية. وإلى حدّ اليوم أوشكت مجالس الأقسام في الاعداديات والمعاهد الثانوية على الانتهاء من اعداد دفاتر الأعداد بداية من السنة السابعة أساسي وصولا الى السنة الرابعة ثانوي خاصة المعدّلات والرتب المتعلقة بأصحاب المراتب الثلاث الأولى بينما يظل بقية التلاميذ يترقبون إدارة مؤسستهم التربوية لاكمال تعمير بطاقات الأعداد. أما العائلات فهي على أحر من الجمر متشوّقة لمعرفة نتائج أبنائها وهي في لهفة تنتظر ساعي البريد لتجلس بعدها في «لمّة» للتقييم ويومها يكرم التلميذ أو يُهان.