السيد "حبيب بن صالح الطوجاني" هو فلاح تونسي شغفه الوحيد خدمة الأرض والإنتاج وتشغيل اليد العاملة 'تعود كراء الأراضي وخدمتها' فحوّلها من أرض مهملة و بور إلى "جنّة" مليئة بالخيرات والمنتوجات. مشكلة "حبيب"لا تكمن في مشاق العمل الفلاحي لأن خبرته في العمل الفلاحي والأسرار التي ورثها منذ نعومة اظافره جعلته يتحدى كل الصعاب' فمهما كانت طبيعة الأرض فهو قادر على تحويلها من أرض جرداء إلى أرض منتجة للخيرات'لكن معاناة "حبيب" هي مع الجهات الرسمية التي ترفض الإستماع إليه أوتمكينه من أرض يشتغل فيها سواء على وجه الكراء أو لفائدة الدولة 'وفي هذا الصدد يقول:"كنت أكتري الأراضي من الخواص لكن بعد تحويل الأرض إلى أرض منتجة وظهور الخيرات يسارع اصحابها إلى إسترجاعها وإفتكاكها ولو بالقوة'ومؤخرا عملت في إحدى الأراضي لعدة سنوات وشغّلت نحو 22 شخصا بالإضافة إلى أولادي المتخرجين من الجامعة ورغم أن عقد الكراء لا يزال ساري المفعول لكن صاحب الأرض طردنا وأتلف التجهيزات والمزروعات." وأضاف:"لقد إعتمدت طرقا عصرية في الزراعة حيث تصبح الأرض منتجة بأقل التكاليف وتوّفر منتوجات ذات جودة عالية سواء للإستهلاك المحلي أو موجهة للتصدير". وقال:" في إحدى المرّات نشرت مقالا وعرضت بعض المنتوجات على "الأنترنات" وفوجئت بالطلب الكبير من عدة بلدان' لكن الإمكانيات حالت دون توجهي نحو التصدير'هذا بالإضافة إلى قدرتي على تربية الحيوانات وخاصة الدواجن". وأشار"الطوجاني " الى وجود عديد الأراضي الفلاحية المهملة بولاية منوبة من ذلك مثلا"ضيعة السور" والتي تمسح حوالي 100 هكتار ومع ذلك فإن الدولة لا تحرك ساكنا 'مضيفا أنه لو تم إستغلال هذه الأراضي فيمكن من خلالها تشغيل مئات الشباب والنساء' معتبرا أنّ عديد الضيعات الشاسعة تعاني الإهمال ووضعيتها تدمي القلوب'مؤكدا أن التعقيدات الإدارية ورفض عديد المسؤولين التحرك والإنصات إليه جعل هذه الأراضي غير مستغلة إلى اليوم . وقال:"أريد فقط العمل ووضع خبرتي في خدمة الإقتصاد التونسي والمساهة في مسيرة الإنماء والتنمية بل أكثر من ذلك طلبت منحي مهلة 3 أشهر فإن لم أغيّر شيئا في تلك الأراضي المهملة' ساعتها بإمكان الدولة طردي أو محاسبتي' فحتى الإنتاج أنا مستعد لوضعه على ذمة الجهة المشرفة لتتصرف فيه وفق الشروط التي تحددها وما تراه مناسبا' فهل هناك ضمانات أكثر من ذلك ؟". ... همّي الوحيد هو العمل الفلاحي والمساهة في التشغيل والإنتاج ." بسمة الواعر بركات