تحت شعار "أي نظام سياسي نريد لتونس؟ التجربة البرتغالية نموذجا" عقد اليوم "حزب الوفاق" ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة بحضور رئيسه مصطفى صاحب الطابع وأحمد بن مصطفى أستاذ قانون وسفير سابق وتوفيق بوعشبة أستاذ الحقوق والعلوم السياسية بكلية الحقوق ولويس فارو راموس سفير البرتغال بتونس وخوسيه لاميجاوا أستاذ القانون بجامعة لشبونة وكاتب الدولة للشؤون الخارجية والتعاون في مجال التنمية بالبرتغال سابقا. وقال مصطفى صاحب الطابع رئيس "حزب الوفاق" في تصريح خص به "التونسية" إن التساؤل عن نوعية النظام السياسي الذي يريده المواطن التونسي لبلده مهم جدا لأنه سينعكس على نمط حياة وعيش كل التونسيين مضيفا أن "حزب الوفاق" وضع من ضمن أولوياته حق التونسي في مستوى عيش كريم يضمن فيه جميع حقوقه مشيرا إلى ان العيش الكريم يرتكز أساسا على الحق في التشغيل والصحة والتعليم والتغطية الاجتماعية التي هي حقوق أساسية ويجب أن تكون مجانية إلى جانب ضمان عدم احتقار المواطن التونسي وعدم تهميشه وصون كرامته مضيفا أن هذه هي أهم الأسس التي يقوم عليها "حزب الوفاق" وأضاف صاحب الطابع أن استلهام التجربة البرتغالية والاستفادة منها لإرساء نظام ديمقراطي وحداثي ليس سلخا لهذه التجربة بل أخذ العبرة منها واستخلاص الدروس. وأوضح رئيس "حزب الوفاق" ان ثورة القرنفل التي اندلعت في 25 أفريل 1974 بالبرتغال أنهت مرحلة من الدكتاتورية هناك وأسست ديمقراطيا بعد أن قامت مجموعة الضباط التي قادت الثورة بتسليم الحكم إلى المدنيين بطريقة سلمية وفاقية توافقية رائدة ولذلك لا بد من استخلاص العبر من هذه الثورة. وأكد صاحب الطابع أن حزبه لا ينتمي إلى صف المعارضة ولا إلى صف الحكومة بل فقط إلى صف تونس مشددا على أن رسالة "حزب الوفاق" الرئيسية هي حب تونس قبل كل شيء وان السلطة للمواطن لا للحكام كما ان كل التونسيين معنيون باختيار النظام السياسي الذي يرونه صالحا لوطنهم مشيرا إلى أن حزبه يهدف إلى تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للتونسيين كما أنه يريد الاستفادة من جميع الأدمغة والمؤهلات التونسية في نظام سياسي تونسي يقول فيه الجميع كلمته. البرتغال لا تعطي دروسا بل تتقاسم التجارب أما سفير البرتغال بتونس فقال إن تونس تعيش ديناميكية سياسية واجتماعية ملحوظة مضيفا في تصريح ل "التونسية" أنها في فترة تاريخية متفردة وتستحق نظاما ديمقراطيا جديرا بثورتها وهي في طريقها إلى ذلك. وأشار لويس فارو راموس إلى أن البرتغاليين عادة لا يقدمون دروسا لأحد بل يتقاسمون التجارب مع أصدقائهم مشيرا إلى أن "الثورة واحدة" ونوعية السلطة تتقاسم. من جانبه أشار خوسيه لاميجاوا إلى أن بلاده تجاوزت المصاعب التي تلت ثورتها "القرنفلية" بتأسيس ديمقراطية دستورية وبرلمانية ومدنية وبمراجعة شاملة للاقتصاد والمجتمع والمؤسسات مضيفا أنه بعد انتهاء المرحلة الانتقالية أصبح بإمكان البرتغال أن تصنف نفسها كدولة ديمقراطية قطعت مع الدكتاتورية وأن هذا يمكن إرساؤه في تونس نظرا لتقارب التجربتين والمتشابه بين الثورتين على حد تعبيره. وأضاف لاميجاوا أن تونس تعيش تجاذبات وتحاول شق طريقها نحو نظام ديمقراطي مدني ولذلك يمكنها الاستفادة من التجربة البرتغالية. وعن إقصاء أو عزل رموز النظام السابق في بلاده قال لاميجاوا أنهم انسحبوا تلقائيا وتركوا المجال للأجيال الجديدة مضيفا "أنه على التونسيين تعلم النسيان أو بالأحرى أن يتعلموا كيف ينسون" حتى تنجح تجربتهم الديمقراطية واوضح لاميجاوا أن العسكريين الذين قادوا الثورة في بلاده غادروا الحلبة تلقائيا وأفسحوا المجال للمدنيين لأن هدفهم لم يكن الحكم بل إرساء مرحلة انتقال ديمقراطي.