- سأغادر البطولة التونسية نحو قطر ! - الاحتراف في الكرة التونسية مجرّد شعارات فضفاضة ! استغللنا فرصة وجودنا بملعب عبد العزيز الشتيوي بالمرسى لتغطية مباراة الجولة الختامية لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بين مستقبل المرسى والنادي البنزرتي، بالتوجه إلى مدرّب «القناوية» الفرنسي «جيرار بوشار» بجملة من الأسئلة حول مستقبله التدريبي مع فريق الضاحية الشمالية في ظل الحديث عن العروض المتهاطلة عليه محليا وخارجيا على غرار النجم الساحلي والنادي الإفريقي وأندية خليجية، فضلا عن حقيقة خلافه مع اللاعب السابق للنادي البنزرتي والحالي للنادي الإفريقي «هتان البراطلي» الذي اتهمه بالتواطؤ مع «كازوني» من أجل عدم تشريكه أساسيا في مباريات الأحمر والأبيض، هذا إلى جانب تقييمه لأداء ونتائج المستقبل في هذا الموسم، فكان لنا معه الحوار التالي: مرّة أخرى، يعجز فريقك عن تحقيق الانتصار، ما هي الأسباب الحقيقية، لهذا التراجع المفاجئ في النتائج؟ كثرة التقطعات اللامعقولة في نشاط البطولة ساهمت بشكل كبير في فقدان اللاعبين للتركيز هذا إلى جانب أننا نعاني من غياب الركائز الأساسية صاحبة الخبرة ففريقنا معدل أعماره لا يتجاوز ال25 سنة، وهذا كفيل بتبرير هذا التراجع على اعتبار أننا فقدنا ثلاثة لاعبين دفعة واحدة ولم نقدر على إيجاد البدائل المناسبة لتعويض ليبري والبولعابي وبن مسعود، خضنا إلى حدّ الآن خمس مباريات حققنا خلالها نقطتين فقط من مجموع 15 نقطة وهي أسوأ حصيلة لنا منذ بداية هذا الموسم، والأكيد أنّ الفراغ الكبير على مستوى الهجوم ألقى بظلاله على جميع النتائج فالإيفواري «ليبري» كان هدّافا للبطولة وتعويضه لم يكن في المستوى وحتى الحظّ عاندنا في أكثر من مناسبة خاصة ضد النادي الإفريقي والنّجم الساحلي والترجي التونسي. العديد من أحبّاء المستقبل حمّلوك نسبة كبيرة من هذا الفشل في ظل تصريحاتك الأخيرة بأنك ترغب في تغيير الأجواء ومغادرة الضاحية الشمالية، ما تعليقك؟ لا أنكر أنّني أودّ خوض تجربة احترافية أخرى وهذا حق مشروع لأنّني سئمت شعاراتكم الفضفاضة حول الاحتراف والحال أنّ أبسط مقوّماته غير متوفرة، لكن أن يصل الأمر إلى حدّ اتهامي بالمساهمة في فشل الفريق فهذا افتراء وتجنّ مبالغ فيه، قضيت خمس سنوات بتونس من الترجي إلى نادي حمام الأنف مروا بالنادي البنزرتي وصولا إلى مستقبل المرسى بتجارب أعتبرها ناجحة في مسيرتي التدريبية خاصة مع «القناوية» التي صنعت منها فريقا يصول ويجول ويلحق الهزائم بجل الأندية في وقت كان فيه الانتصار على النجم بسوسة والنادي الصفاقسي والنادي البنزرتي على أرضية ميدانهما حلما بعيد المنال فما بالك والفريق احتل لجولات عديدة المركز الثاني وحُلْم المواصلة على هذا المنوال كان يراودني كبقية «المرساوية» فكل المدرّبين في العالم يأسفون للفشل وكان هذا إحساسي حين فرّطت الهيئة في العمود الفقري للفريق وطالبت بإيجاد البدائل المناسبة ورغم المجهودات العديدة فإننا للأسف تدحرجنا عن موقعنا لنصل إلى المرتبة الخامسة حاليا وإمكانية العودة إلى المركز الرابع واردة جدّا فالانتصار في المباراة المؤجلة هذا الأربعاء ضد القوافل سيضمن لنا ذلك. ولمن يتحدّثون عن فشل «بوشار» في مهمته فعليهم أن يفيقوا من سباتهم فالفريق كان يصارع في وقت سابق شبح النزول واليوم يلعب من أجل ضمان ورقة اعتماده في إحدى المسابقات الإفريقية أو العربية وهذا تتويج في حدّ ذاته ولا يمكن لأيّ شخص مهما كانت صفته أن يتحدّاني ويصنع هذا الإنجاز مع الفريق. لقد رسّخت ثقافة الانتصار واللعب الرجولي في الفريق وهذا بشهادة الجميع وكنت أخشى فقط «الهزيمة المشبوهة» وأنصح اللاعبين بالتركيز على المستطيل الأخضر لا غير وأبعث فيهم روح الدعابة والانضباط أيضا والنتائج كانت تأتي لكن هاجس اللعب على اللقب كان ورقة ضغط رهيبة على اللاعبين الذين تنقصهم ثقافة التتويجات ومعانقة الألقاب والخبرة في هذا المستوى والتي رجّحت كفة «البطل المعتاد» وحتى النادي البنزرتي عجز عن ذلك. الألقاب ثقافة تدرّس منذ النشأة وبالفطرة ففريق مثل الترجي سيبقى رمزا من رموز هذه المدرسة، أما بالنسبة لمستقبل المرسى فقد عملنا على إرساء القواعد الأولية التي تسمح لنا بالمنافسة على الألقاب وأعتقد أن «فريق الصفصاف» سيكون جاهزا في قادم المواسم للظهور بالشكل المطلوب شرط تعزيز الفريق بعناصر ذات خبرة وكفاءة عالية بإمكانها تقديم الإضافة إلى جانب العامل المادي فهو أحد أسباب النّجاح. تتحدّث عن المال والحال أنّه لم يكن عاملا في نجاح النادي الإفريقي على سبيل الذكر؟ لو نعكس السؤال ليصبح كم عمر «سليم الرياحي» في عالم التسيير؟ النادي الإفريقي يمرّ بفترة انتقالية وحسّاسة وقد بدأ يتحسّس طريق الألقاب وما على جمهوره سوى الصّبر ب«الرياحي» ضخّ المليارات لإعادة الأمجاد للفريق والنتائج ستأتي تباعا وليست بالضرورة في الوقت الحالي فالأحمر والأبيض مازال ينقصه التناغم والانسجام بين لاعبيه واللحمة في ما بينهم. ألا تعتقد أنّ ابن موطنك «برنار كازوني» ساهم أيضا في النتائج المخيبة للآمال؟ «كازوني» مدرّب له خصاله الفنية والتكتيكية وأعتقد أنّ عامل الوقت هو الذي منعه من إضفاء صبغته التدريبية على الإفريقي، ومن الإجحاف إقالته في هذا الظرف الذي يتطلب «الاستمرارية». هيئة الإفريقي عبّرت عن رغبتها في إقالة «كازوني» هل تمّ الاتصال بك لتعويضه؟ لا، لم أتلق أيّ اتصال من أيّ طرف رسمي باستثناء بعض الأصدقاء المحبّين للفريق والذين اقترحوا عليّ تدريب الإفريقي. لو تتخذ الأمور صبغة رسمية، ماذا سيكون موقف «بوشار»؟ شرف كبير لأيّ مدرّب أن يتولى مهام تدريب فريق كبير مثل النادي الإفريقي وفي هذا الوقت بالذات مع قدوم رئيس أفصح عن نواياه منذ البداية، لكنني أرغب في خوض تجربة احترافية جديدة خارج التراب التونسي. معنى ذلك أنك لن تواصل مع مستقبل المرسى؟ لقد اتخذت قراري النهائي ومباراة قفصة ستكون الأخيرة لي مع مستقبل المرسى. ماذا عن المحادثات بينك وبين مسؤول سابق بالنجم الساحلي؟ لقد جلست إلى عديد المسؤولين المحيطين بفريق النجم الساحلي والذين عبروا عن رغبتهم في الاشراف على تدريب الفريق، لكن موقفي كان واضحا ومازلت محافظا على المبدإ نفسه الذي رفضت من أجله اقتراح «سليم الرياحي»! هل تقصد غياب المحادثات مع مسؤولين رسميين بفريق جوهرة الساحل؟ بالفعل، فأنا رفضت مقترح «سليم الرياحي» لأنه تحادث معي وهو مازال لم يتسلم مقاليد رئاسة الإفريقي وللسبب نفسه رفضت النجم أيضا. على ذكر النادي الإفريقي، ما تعليقكم عن التصريحات الأخيرة ل«هتان البراطلي» والذي اتهمكم فيها بالوقوف وراء عدم ظهوره في التشكيلة الأساسية للأحمر والأبيض؟ مستغربا.. وهل أنا مدرّب الإفريقي!! «البراطلي» أكّد أنّك وشيت به وأجبرت «كازوني» على عدم التعويل عليه بسبب خلاف بينك وبينه منذ أن كنت تتولى المقاليد الفنية لفريق القنال؟ هذا غير صحيح بالمرة، وهل من المعقول أن أتجاوز حدودي للتأثير في الاختيارات الفنية لمدرب النادي الإفريقي وهل أنّ «كازوني» لهذه الدرجة ضعيف الشخصية حتى يستمع إلى مثل هذه «الروايات السخيفة»، لا دخل لي في هذه المسألة وأنا أرفع من هذا المستوى الذي وضعني فيه «البراطلي» لكنني لا أستغرب ذلك من لاعب «فاشل» وعاجز عن ترسيم نفسه كأساسي ليجد مثل هذه التبريرات الواهية التي تدل على المستوى الأخلاقي والرياضي «المتواضع جدّا».. ف«البراطلي» يستطيع التحريض على العصيان والمطالبة بمستحقاته المالية والترفيع في جرايته ويتمرّد على التمارين، فهذا السلوك من شيم المتنطّعين وهو واحد منهم، وعليه أن يعتزل كرة القدم لأنه لا يصلح لممارستها وأنصحه بالبحث عن مهنة تليق بمواهبه وخصاله البعيدة عن عالم كرة القدم. من خلال تعليقاتك، الواضح أنّ الخلاف موجود، ما هي الأسباب الحقيقية لتوتر علاقتك ب«البراطلي»؟ الهيئة التي عملت معها خلال فترة تدريبي للنادي البنزرتي على علم بكل شيء وأحاطتني علما بسعي هذا اللاعب إلى تحريض اللاعبين على عدم مباشرة التمارين بتعلّة عدم سداد مستحقاتهم المالية، إلى جانب أنّ اللاعب نفسه متورّط مع أحد المسؤولين من أجل الإطاحة بي وجلب مدرّب على مقاسه خدمة لمصالحهم الشخصية، وحين طالبته بالاكتفاء بالعمل والاجتهاد أكثر خلال التمارين حتى يكون ترسيمه في التشكيلة الأساسية استحقاقا، اعتبر ذلك من قبيل إقصائه وواصل في استهتاره ولامبالاته وهو الأمر الذي دفعني إلى تركه على بنك البدلاء وهو ما لم يرقه وحاول بشتى الطرق تأليب البعض من الجماهير «البنزرتية» وتحريضها على التطاول عليّ بالشتم والقدح.. هذا كل ما في الأمر. ما هي العروض الخارجية التي بحوزتك؟ لدي عرض من الوحدة ونجران السعوديين إضافة إلى عرض وصلني مؤخرا من فريق الغرّافة القطري الذي أقال «بيار لوشانتر» ومن المنتظر أن أتحوّل عقب مباراة قفصة إلى قطر لتدارس إمكانية تدريبي للفريق.