الليلة: ''برود يعمل الكيف''    تونس تقتني 300 ألف جرعة من التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية..    فوائد لقاح ''القريب''    النادي الصفاقسي في مواجهة حاسمة أمام روكينزو البوروندي: تعرّف على التشكيلة الأساسية    الاتحاد المنستيري يواجه النجم الساحلي والترجي يلاقي الملعب التونسي على قناة الكأس    بطولة المانيا: بايرن مونيخ يكتسح بريمن بخماسية نظيفة    الاتّفاق على الزيادة في أجور العاملين بقطاع النزل السياحية    الليلة.. أمطار متفرقة وطقس مغيم    تأجيل إضراب أعوان مؤسستيْ شركة السكك الحديدية وشركة أشغال السكك الحديدية    تعديل القانون الانتخابي يشكل مسا بمؤسسات الدولة و تجاوزا للقضاء الإداري (حملتا زمال والمغزاوي )    القصرين: المنسقون الجهويون والمحليون لحملة قيس سعيد بالجهة يواصلون الحملة الدعائية الميدانية لمرشحهم    ثلاثة أفلام تونسية تشارك في الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان الفيلم العربي بفاماك    بفارق 7 سنوات عن العالم: دولة تحتفل برأس السنة 2017    عبد الرزاق الشابي: إشتهرت ب12 كلمة    كأس "الكاف"لقاء العودة السّي آس آس نادي روكينزو... التّشكيلة والنّقل التّلفزي    بداية من الإثنين القادم: الأمطار تشمل أكثر من معتمدية    عبد الرزاق الشابي يكشف قصة حبّه مع علياء بلعيد    عاجل/ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر..وهذه التفاصيل..    دراسة: ''النساء ضحايا العنف لازلن يشكين من سوء المعاملة في الوحدات الأمنية''    عوسجة: وفاة تلميذة دهسها جرار فلاحي امام المدرسة    جدل واسع في الشارع الأردني .. سميرة توفيق تدخل المناهج الدراسية    باجة: تأسيس ثاني شركة اهلية بمجاز الباب في اقل من شهر    وزير الخارجية يشارك في قمّة "المستقبل" والدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك    وكالة التحكم في الطاقة: عدد السيارات الكهربائية في تونس لا يتجاوز 150 والهدف بلوغ 5 آلاف سيارة سنة 2025    قسم طب العيون بالمستشفى الجهوي بتوز يدخل حيز الإستغلال    الاعتدال الخريفي يحدث في تونس غدا الأحد على الساعة 13 و43 دقيقة    بلاغ مروري بمناسبة مواجهة الترجي الرياضي وديكيداها الصومالي    عاجل/ العثور على جثة امرأة متعفنة بمنزلها..    البنك المركزي يعزز دعم الزراعة في تونس بتوسيع نطاق القروض وتعديل شروط السداد    كرة اليد: برنامج منافسات الجولة الرابعة ذهابا.. وتعيينات الحكام    هام/ هذه الامتيازات الممنوحة للتونسيّين المقيمين بالخارج عند اقتناء السيارات الكهربائية..    جريمة غامضة ومروعة.. العثور على أم وولديها مذبوحين بمنزلهم..#خبر_عاجل    وزارة الفلاحة تنشر جدولا زمينا لانطلاق عمليات الصيد البري في اطار موسم 2024 -2025    وزارة الصحة تناقش مشروع قانون يتعلق بتربية الكلاب والحيوانات الخطرة على هامش التحضير لليوم العالمي لداء الكلب    "عصفور جنة" فيلم روائي طويل لمراد بالشيخ يطرح بشكل كوميدي ناقد تحديات زواج المسلمة بغير المسلم    تراجع التضخم يعزز القروض للأفراد    تقرير دولي ينوه بدور البنوك التونسية في تعزيز النمو والشمول المالي    تشكيلة الاتحاد المنستيري المحتملة ضد مولودية العاصمة    ظهر في مناطق قريبة من الحدود مع السودان: مرض غامض يضرب هذه البلاد    بقيادة معين الشعباني: نهضة بركان المغربي يبلغ دور مجموعات مسابقة كأس الكاف    روسيا تسقط 101 مسيّرة أوكرانية.. و3 ضربات على خاركيف    مؤسسات إعلامية تقاضي غوغل    حالة ترقب في فرنسا بانتظار كشف ميشال بارنييه تشكيلته الحكومية    الطقس في تونس : أمطار خفيفة واعتدال في الطقس    الولايات المتحدة.. إضراب عمال بوينغ يدخل يومه الثامن    نكسات حزب الله.. أبرز القياديين المستهدفين خلال أشهر    عادات وتقاليد: مزارات أولياء الله الصالحين...«الزردة»... مناسبة احتفالية... بطقوس دينية    في أجواء عراقية حميمة: تكريم لطفي بوشناق في اليوم الثقافي العراقي بالالكسو بتونس    في الذكرى الثالثة لوفاة المصور الكبير الحبيب هميمة...شقيقه رضا هميمة يصرخ: «انقذوا روح أخي من التجاهل والجحود والنكران»!    حكايات من الزمن الجميل .. اسماعيل ياسين... الضاحك الحزين(2 /2).. النهاية المأسوية !    طقس الليلة.. سحب كثيفة بعدد من المناطق    بني خلاد: مرض يتسبّب في نفوق الأرانب    "دريم سيتي" يحل ضيفا على مهرجان الخريف بباريس بداية من اليوم    رم ع الصيدلية المركزية: "توفير الأدوية بنسبة 100% أمر صعب"..    توزر: وضع حجر الأساس لانجاز المحطة الفولطوضوئية الجديدة بطاقة انتاج قدرها 50 "مغواط" بجانب المحطة الأولى    والدك هو الأفضل    كظم الغيظ عبادة عظيمة...ادفع بالتي هي أحسن... !    مصر.. التيجانية تعلق على اتهام أشهر شيوخها بالتحرش وتتبرأ منه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور «نجيب القروي» (ابن الوزير السابق حامد القروي) ل«التونسية»:«النهضة» تعاملت مع السلطة كغنيمة
نشر في التونسية يوم 10 - 09 - 2012


الباجي قائد السبسي مجرّد صورة وتاريخه ليس نظيفا
من العيب أن نسلّط على هذا الشعب شخصا مكروها مثل لطفي زيتون
«إبراهيم القصّاص» عار على تونس
حاوره العربي الوسلاتي
ظلّ لفترة طويلة مغيّبا عن صدارة الأحداث لكنه فجأة ودون مقدّمات احتلّ أهمّ العناوين بعد نشره للتقرير الطبي الخاص بالحالة الصحيّة لحمادي الجبالي لرئيس الحكومة المؤقتة وصديقه المقرّب. عرف بانتمائه سابقا لحركة الاتجاه الإسلامي وبقربه من رموز الحركة... أنشأ جمعية خيرية ذات خلفية إسلامية في تونس قبل اندلاع الثورة في سابقة هي الأولى من نوعها هو الدكتور نجيب القروي ابن الوزير الأول السابق حامد القروي, عن تاريخه صلب الحركة الإسلامية ونضاله السياسي المحظور وعلاقته بالنظام السابق وعن رأيه في الحراك السياسي المتقلّب في البلاد وتقييمه لآداء «النهضة» في الفترة الماضية حدّثنا الدكتور...
نجيب القروي اسم عاد فجأة البروز على صدارة الأحداث واحتلّ حيّزا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام خاصة بعد التقرير الأخير الذي كشفه عن رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» والمتعّلق بحالته الصحيّة...
في الحقيقة لن أعيد الخوض في هذا الموضوع, تجمعني علاقة صداقة خاصة بالسيد حمادي الجبالي وأنا طبيبه الخاص وقدّ جرتنا الأحداث والتطورات الأخيرة للكشف دون عمد عن حالته الصحيّة وقد خضت كثيرا في هذا الموضوع ولم أكن انوي صراحة ذلك لان اهتماماتي أبعد من ذلك بكثير, كنت قد حدّدت توجهاتي عقب الثورة بالتركيز على العمل الجمعيّاتي والاجتماعي والابتعاد عن عالم السياسة الذي اعتبره ملّوثا جدّا... الصورة التي أبحث عنها لنجيب القروي ليست هي التي أنا الآن بصدد تداولها لأني أفضلّ البقاء في العمل الخيري والتطوعي وأفضّل لو كانت الفرصة قد سنحت لي بالتعريف بنشاط الجمعية الخيري وبأهدافها بعيدا عن عالم السياسة...قد أكون مجبرا على الكشف على بعض الحقائق الخطيرة وشنّ حرب على بعض الأطراف خلال الأيام القادمة لانّ الأمر يتعلقّ بمسألة مبدأ وبمشروع حياة وقد ألجأ إلى استخدام كلّ الأسلحة التي بحوزتي للكشف عن بعض المخطّطات القذرة التي تتعلق أساسا بالطبّ الإستعجالي.
لو توضّح لنا أكثر...
لي خبرة 18 سنة في طبّ الاستعجالي وهذا الاختصاص كوّنته شخصيا ولنا طاقم عمل متكامل في سوسة وكنّا ننوي ترشيح إحدى الكفاءات التي تعمل هنا منذ فترة للإشراف على هذا الاختصاص لكن اعتقد أن وزير الصحّة السيد عبد اللطيف المكّي يفكرّ في تسمية شخص آخر نكاية في شخصي وفي شخص حمّادي الجبالي على اعتبار الصداقة الكبيرة التي تجمعني به... هناك مساع أٌقوم بها حاليا لإنقاذ مشروعنا لكن يبدو أن الحرب قادمة لا محالة...
وما الذي يزعج عبد اللطيف المكيّ في علاقتك بحمادي الجبالي...؟
عبد اللطيف المكيّ مشروع ديكتاتور,هو يحلم برئاسة الحركة وربّما رئاسة البلاد, هو يكنّ عداوة كبيرة لحمّادي الجبالي ويريد تسمية كفاءة أخرى عوضا عن التي اقترحناها نحن لا لشيء سوى نكاية في حمادي الجبالي وهذا ما لن أقبله ولذلك قد تكون المواجهة بيننا قريبا في انتظار أن التقي الشيخ راشد الغنوشّي على أمل أن يتفهمّ الموضوع...عبد اللطيف المكّي شخص خطير وأنا أعرف ممارساته وشبكة علاقاته والخيوط التي يربطها حاليا لتطويق الحركة...هذا موضوع ثان لا أريد الخوض فيه حاليا وكلّ ما أبحث عنه حاليا هو التعريف بنشاط الجمعية أن سمحتم لي بذلك...
الفرصة أمامكم ولكم المجال للتعريف بالجمعية وبنشاطها...ولو أن دعوة العشاء التي نظمتموها مؤخرا بحضور رئيس الحكومة قد تكون أوفت بالغرض...
(ضاحكا) الحمد لله دعاية مجانبة لم نكن نحلم بها...الجميع أٌقام الدنيا ولم يقعدها لمجرّد تواجد حمّادي الجبالي في العشاء المذكور وكأن الأمر فيه شبهة ما...جمعية التعاون هي فكرة انبثقت من مجموعة ضيقة باقتراح شخصي منّي...تقوم على توزيع بعض الإعانات إلى العائلات المعوزة والمحتاجة...في بداية 2010 فكرّنا في تكوين هذه الجمعية في إطار قانوني...الجمعية ذات خلفية ومرجعية إسلامية واضحة... كان من الصعب الحصول على التأشيرة في تلك الفترة خصوصا في ظلّ سوابقي في تلك الفترة مع وجود تحفظات على شخصي... «بن علي» كان يعرفني جيّدا منذ كان مدير أمن ويعرف كلّ كبيرة وصغيرة عن شخصي لذلك طلبت من الوالد مباشرة المعونة وقلت للوالد بأن يقول لبن علي نجيب يريد تكوين جمعية... وستكون أهداف الجمعية في الملف الذي سنتقدم به مقبولة... نسّقنا مع المسؤول مع الجمعيات في وزارة الداخلية وحتى اسم الجمعية كان باقتراح من وزارة الداخلية ونحن وافقنا على هذه الشروط وقدمنا تنازلات بالجملة حتى لا يسقط مشروعنا كما انه كان من بين الأعضاء شخص تجمّعي صرف وضعته خصّيصا مع المجموعة حتّى نكون محلّ ثقة ونكون مكشوفين أمام الداخلية وفي 31 أوت 2010 تحصلنا على الترخيص ويوم 4 سبتمبر نشرناها في الرائد الرسمي... تحصّلنا على التأشيرة بالأكتاف الحمد لله الأكتاف استعملناها في طاعة الآخرة...مع ذلك عانينا من بعض التضييقات وهذا كان طبيعي جدّا بحكم التوجه الإسلامي للجمعية خاصة وان وضعنا شعار الجمعية حبّة وسبع سنابل وكلّ شخص متديّن يفهم معنى هذا الشعار... حاولنا التعريف بالجمعية حينها والإشهار لها في بعض الجرائد التي رفضت رغم أن العملية لم تكن بالمجان.فتوجهنا إلى التعريف بالجمعية على الفايسبوك من خلال صفحة أنشاها أمان الله المنصوري الناشط المعروف على شبكة التواصل الاجتماعي...مقرّ الجمعية في سهلول وبدأنا في العمل من خلال جمع بعض الملابس وتوزيعها والأمر كلّه كان يسير تحت أنظار البوليس الذي يراقبنا باستمرار...
كونك ابن حامد القروي هل سهّل ذلك من توسيع نشاط الجمعية خاصة وأنكم كنتم تعملون في العلن على عكس البعض الآخر...
نجيب القروي معروف في سوسة بتوجهاته ومرجعيته الدينية لذلك طلبت مقابلة وزير الداخلية السابق رفيق الحاج قاسم وهو ما كان فعلا حيث أخبرته بنشاط الجمعية وأخبرته مسبقا بأنه ستكون هناك تقارير سلبية ضدّي لذلك لا فائدة من التضييق عليّ لأنه لن تكون هناك اهتمامات سياسية داخل الجمعية وذلك حتى لا تسبقني التقارير إلى مكتب الوزير...الوزير السابق تساءل حينها لماذا فسحنا المجال أمام المحجبّات للعمل في الجمعية فأخبرته أنهن متطوعات ولم يكن الأمر مقصودا... حقيقة لم تمارس علينا ضغوط كبيرة رغم تخوفات بعض الولاة حينها حيث اتصلوا بي وعبّروا لي عن مخاوفهم من العمل الذي نقوم به لكن الحمد لله رغم التضييفات لم تحبط عزائمنا ثم جاءت الثورة وتخلصنا جميعا من القيود.
نشاطكم هذا الذي يصنّف سابقا في خانة المحظور ألم يزعج السيد حامد القروي بالنظر إلى وزنه وتاريخه السياسي...؟
لا... الأمور لم تصل إلى هذه الدرجة كما انه ليس بالخطورة التي يتصوّرها البعض...وأنا من جانبي لم أشأ الدخول في نقاشات ومصادمات وكنت مطيعا وأستجيب لكلّ الإملاءات التي تصلنا أحيانا من بعض الولاة أو الجهات الرسمية...الحمد لله جاءت الثورة وفسح لنا المجال للعمل بأكثر حريّة وتوسّع نشاطنا مع توافد اللاجئين الليبيين ونصبنا خياما في المنطقة الحدودية وتواصلنا مع مفوضية اللاجئين ومع برنامج الغذاء العالمي...الجمعية أخذت بعدا عالميا وهذا ما نحمد الله عليه...كّنا مجموعة من المتطوعين ثم نجحنا في خلق مواطن شغل لأننا تحصلنا على دعم إضافي وتمويلات خارجية من جمعيات إسلامية من كندا ومن عدّة بلدان أخرى وتحديدا من جمعيّة «إخاء» القطرية...
بحكم المرجعية الإسلامية التي تطغى على الجمعية الأكيد أنكم تتواصلون بشكل دائم مع حركة «النهضة» أن لم تكن الجمعية حاليا تعمل تحت غطاء «النهضة»...
هذه تهمة باطلة التصقت بنا حتى قبل اندلاع الثورة, ليست لنا علاقة ب«النهضة» أو بغيرها من الأحزاب, نحن حريصون على عدم الخلط بين الحراك الاجتماعي والحراك السياسي ونسعى جاهدين للمحافظة على استقلال الجمعية...وللتصحيح هناك من «النهضة» من يحاربنا ويسعى لاحتوائنا حتى نكون مجرّد امتداد للحزب...من أخطاء «النهضة» أنها نصبّت مسؤولا على الجمعيات الخيرية وهو محسن الجندوبي الذي يفرض علينا قيودا كبيرة في شكل تجمّع جديد...هم يعتبروننا منافسين وتحديدا «سي الجندوبي» الذي يعمل على حصر نشاطنا وتجاهلنا بشكل مفضوح...من الخطأ تسييس الجمعيات وفعل الخير في سبيل الله لا تدخل فيه حسابات سياسية...جميعة التعاون ليست لها علاقة لا ب«النهضة» ولا بغيرها من الأحزاب السياسية...
ربّما تواجد حمّادي الجبالي القيادي البارز في حركة «النهضة» وراء هذه المزاعم...
أوّلا حمادي الجبالي صديق حميم منذ الثمانينات, وأنا ناضلت صلب الحركة حتّى 1991 بعدها قرّرت التوقف عن النشاط السياسي ومع عودتي من فرنسا في 1993 عقدت العزم على تطليق النضال السياسي وتبنّي النضال الاجتماعي... كوّنت مركزا للطب الاستعجالي وكوّنت الجمعية الحالية...
لكن من المفارقات الغريبة أن يكون ابن حامد القروي الوزير الأول في حكومة بن علي دكتورا «خوانجي»...
أحترم والدي كثيرا لأنه لم يتدخّل في حياتي الشخصية والمرّة الوحيدة التي اغتاظ فيها منّي كانت عندما أبلغه المعتمد بأنّي أحضر حلقات دينية في جامع الغزالي...كان دوما يوصيني بأن لا أفعل شيئا في منزله ولي كامل الحريّة أن أمارس حياتي بالشكل الذي أرتضيه خارج إطار العائلة...ما لا يعلمه كثيرون ان والدي تفادى الصدام مع بن علي بسبب خوفه على مستقبلي.
لكنّ كونك ابن حامد القروي أكيد ان هذا الاسم أكسبك حصانة كبيرة...
نعم هذا صحيح,لم تمارس عليّ ضغوط كبيرة, ملاحقتي كانت من بعيد...وتعلقت أساسا ببعض الدعايات على غرار «الشلاط» الذي كان يعتدي على الفتيات والرواية حصلت عندما كنت طالبا...الى يومنا هذا مازالت التهمة ملتصقة بشخصي وأعتقد حينها أن عجز البوليس عن التعرّف على هويّة «الشلاط» الحقيقي دفعت رجال الأمن حينها إلى إلصاق التهمة بشخصي حتى يقال إن الأمر خارج عن إرادتهم بما أن المعني بالأمر هو ابن حامد القروي شخصية في البلاد ورئيس النجم الساحلي حينها.الدّعايات مازالت تلاحقني على غرار إمارة بن قردان حين قيل أن نجيب القروي هو أمير المؤمنين قبل أن يتضّح زيف الأمر...»لحمتي طريّة»
كنت متديّنا متشدّدا...؟
كنت «خوانجي» لا أصافح الفتيات,مناضل في الاتجاه الإسلامي وكنت طالبا بارزا في الكلية وترشحت للمجلس العلمي في الكليّة وتم اختياري...وقع استنطاقي في مناسبتين في أمور لا مفرّ منها ,الأولى في 1984 عندما ساهمت في طبع كتاب بمعيّة بعض الزملاء عند التّيجاني الحدّاد (زوج عمّتي) في الذكرى الثالثة لإنشاء حركة الاتجاه الإسلامي ووقع التفطّن للأمر وتم جلبنا جميعا للاستنطاق...المرّة الثانية في 89 عندما عدت من الجزائر لأنه تمّ اعتقالي هناك بحكم أني كنت أقطن مع شخص مفتشّ عنه...في تونس لم أكن يوما هاربا أو مفتشّا عنه...ابتعدت عن النضال السياسي في 1987 بنصيحة من بن علي الذي طلب منّي عن طريق الهادي بكّوش أن أتوارى عن الأنظار,سافرت إلى فرنسا وبعد ذلك التاريخ بشهر جاء انقلاب 7 نوفمبر 1987.
والدي نصحني بالسفر ,واصلت الدراسة بالجزائر ومن ثمّ في فرنسا حيث ناضلت هناك وتقابلت مع الشيخ راشد الغنّوشي حين كنت أترجم له بعض الكتابات والحوارات...
هل مازال هناك تواصل بينكم وبين الشيخ راشد الغنّوشي...؟
لا لم يعد هناك تواصل بيننا... أريد أن ألتقيه لمدّه ببعض الملاحظات والنصائح لكن تعذّر عليّ ذلك...القيادات الحالية أعرفها جيدا وكنت على تواصل دائم معها على غرار علي العريّض ونور الدين البحيري عبد الحكيم الهاروني والعجمي الوريمي باستثناء لطفي زيتون الذي قيل لي أنه بدأ نضاله في لندن...
هل ترى بأن هذه القيادات حافظت على مبادئها السابقة أم ان المناصب غيّرت فيها الكثير...؟
تغيّروا كثيرا بل يمكن القول إنيّ لم أعد اعرفهم... لدي تحفظات كبيرة بلغتها لحمادي الجبالي لكن للأسف السلطة ليست بيده لوحده.. لا يجب أن نكون عميا حتّى لا نشاهد ما يحصل حاليا... أنا دخلت الجامعة في الثمانينات من أجل الدفاع على الاخلاق... ما أعرفه عن الاسلام انه دين أخلاق لكن عندما أجد إسلاميين يخالفون وعودهم ويكذبون ويعطون الامانة لغير أهلها لن يكونوا محلّ ثقة مجدّدا... ثم أن النضال والسجن لا يعني بالضرورة ان تكون إنسانا كفء لتسيير وزارة أو إدارة...كان حريا بهم على الأقل الاستنجاد بأشخاص يملكون الكفاءات والمستوى الكافي لتسيير دواليب الدولة... إذا كان البعض يعتقدا أن مجرّد الفوز بانتخابات شرعية يعني آليا مرور إلى رتبة الوزير وينصبّ معه أصدقائه دون كفاءة بحكم الشرعية التي يمتلكها فهذا غباء... لو كان رجال الشارع وحتى الجامعة مؤهلون لتولي وزارة ما لتعلمنا ذلك في الكتب ولو أننا نكتشفه اليوم مع «صحابنا توّة»... أنا مصاب بخيبة كبيرة تماما كما قواعد عريضة من هذا الشعب... لا يمكن إنكار هذه العيوب والهفوات ومن يقول بعكس ذلك فهو يتعامى...الشرعية ليست كراسي بل خدمة هذا الوطن... حتى حمادي الجبالي يجتهد كثيرا لكن هناك بعض النقائص في عمله وهذا ما أوصيه به دائما...هناك أسماء لا ترتقي حقيقة لحكومة شرعية انتخبها شعب ثائر...» وزير الصناعة ما فاهم شيء... وزيرة البيئة «ضايعة فيها»,,, وزير التشغيل ما يعمل في شيء» إذا أخطأنا في التسميات علينا بتصحيح الوضع فالاعتراف بالحقّ فضيلة...نحن اليوم في طور بناء ديمقراطية والشعب له الحق في قول كلمة الحق ومن العيب التسلط عليه... هل يعقل أن نسلّط شخصا مثل لطفي زيتون أكثر اسم مكروه في تونس اليوم ونتركه غصبا على رؤوس الناس في نظام ديمقراطي...؟؟؟
للأسف غالبيتهم تعلّم على يد نظام واحد يعتمد على الإقصاء والانتقام لذلك من الطبيعي أن يكونوا امتدادا للنماذج السابقة لأنهم لم يختبروا ولم يعايشوا أنظمة مغايرة... إذ مازلنا نشاهد الكاتب العام للنهضة يرافق الوالي فهذا دليل على بقاء ممارسات النظام السابق وهذا مفهوم لان الكاتب العام للتجمع كان يأتي نفس الممارسات وهذا ما لا يحصل مثلا في فرنسا ودول أخرى معروفة بتبنّي الديمقراطية...
في السابق ومباشرة بعد اندلاع الثورة كنت على تواصل دائم ببعض الأصدقاء في الخارج وكنت أؤكد لهم دائما بأن تونس لن تعود كما كانت أبدا لكن يبدو أني لم أعد على نفس هذه الدرجة من الثقة ومن اليقين...لقد تسرّب الشكّ إلى اليقين... اليوم أصبحت خائفا خاصة وأن فئات كبيرة بدأت تتحسّر على الحقبة الفارطة... أنا أخشى على تونس لأني لم أجد من مراجع سواء من الحكومة أو المعارضة قادرة على توحيد الصفوف والرقيّ بهذا الشعب وتوعيته من جديد على أسس ديمقراطية صحيحة... إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وتونس بعد أن عانت طيلة 55 سنة من خراب أخلاقي وجدت أن السلطة والمعارضة غير مطابقين لما حلمت به... للأسف لا توجد بوادر
انفراج... تونس تتطلّب منا توحيد الصفوف حاليا والمرور إلى مرحلة البناء وبعدها يكون لكلّ حادث حديث... لكن الآن الجميع يتصرّف بعقلية الغنيمة والكلّ يتسابق للفوز بنصيبه...
ألا تعتقد أن هذا الحكم قاس نوعا ما لأننا بلد حديث العهد بالديمقراطية والحرية ولازلنا في الخطوات الأولى ومن السابق لأوانه تقييم المرحلة ككلّ بمجرّد حصول هنّات متفاوتة في أشهر معدودة...؟
ذهب الملوك وبقي السلوك...لهذا أبدو متخوّفا بعض الشيء... للأسف لم نلمس أيّة محاولات بناءة للنهوض بهذه البلاد...وما نعيشه اليوم لا يؤشر أبدا لمغادرة هذا النفق...
هل اقترح عليك منصب ما خاصة وأنت صديق مقرّب من رئيس الحكومة..؟
لا لم تقع مفاتحتي في هذا الموضوع وحتى إن حصل ذلك فلن أقبل مهما كان المنصب.
في ظلّ التحفظات الكبيرة التي مررت عليها كيف يتراءى لك الاستحقاق الانتخابي القادم...؟
هناك ضبابية كبيرة وحقيقة لست على بينّة من الخارطة الانتخابية لكن أتمنى أن يكون الطيف السياسي واقفا على نفس الدفّة حتى نتمكّن من معاينة الوضع بالشكل المطلوب...نحن الآن في منعرج خطير وعلى كلّ السياسيين وضع أجندتهم الخاصة بعيدا والعمل على خدمة الوطن ومن ثم سيفسح المجال للصراع السياسي مجدّدا ولكن ليس الآن...هذا ما نأمله لكن في ظلّ الانقسامات الحالية سواء داخل «الترويكا» أو في أكبر الأحزاب في البلاد يبدو الأمر صعبا جدّا إن لم نقل مستحيلا...
وماذا عن المجلس التأسيسي...؟
مستوى منحطّ... هؤلاء يمثلون الشعب واختارهم الشعب لتربيته من جديد أخلاقيا وسياسيا وإذا كان ربّ البيت للدّف ضاربا فلا تلومن الصبية على الرقص... إبراهيم القصّاص عار على تونس وأخجل حتى من مشاهدته وما يأتيه أحيانا داخل المجلس التأسيسي لا يليق بروّاد بعض المقاهي... أنا لا أتشرّف بهذه الممارسات. يؤلمني أن تصل تونس إلى هذا الوضع وتونس اليوم فقدت هيبتها...مناعة الدول تكمن عادة في أمنها وعدالتها لكن ثورة البلطجية التي نعيشها اليوم تؤكد ان الجسد ضعيف وفاقد للمناعة والعدالة تبدو هي الأخرى مريضة جدّا في ظلّ الأصداء التي تأتينا بين الفينة والأخرى. من المفروض أنّ المعتدين على مناعة الدولة يتم استئصالهم وبترهم كليّا لأننا نسير في اتجاه أن تصبح تونس دولة «الباندية» سواء سلفيين أو غيرهم...
المصيبة أن بعض السلفييّن يعتبرون أنفسهم مكلفين من الرب بمهمّة...هم يعتقدون أنهم يمتلكون الحق دون سواهم وهذا أخطر ما في الأمر.للأسف حاولت توجيه النصح لكن ما من مجيب فغالبيتهم يرفض الردّ على مكالماتي...علي العريض كنت على تواصل دائم معه تماما كما هو الحال مع نور الدين البحيري لكن كلاهما مباشرة بعد تنصيبهما في الوزارة أصبحا يرفضان الرد على مكالماتي وحتى على إرسالياتي القصيرة لقد أصبحت محروما من النصح وربمّا أصبح لهم «نصّاح» جدد...
أنت تعتبر نفسك مناضلا سياسيا فكيف تقيّم نضال الرئيس المؤقت المنصف المرزقي خاصة بعد توليه رئاسة البلاد...؟
المنصف المرزوقي هو أستاذي, درّسني سابقا وكنت مع مجموعة من الطلبة المناضلين نجتمع معه سابقا في مكتبه فقط هذا ما يمكن أن أقول عنه...هو الآخر حاولت الاتصال به لتبليغ رسالة ما لكن تعذّر عليّ ذلك...
لماذا كلّ هذا الرفض والصدّ...؟
ربما لأني خارج عن منظومتهم فهم يتصرفون بعقلية «الماكينة»...بكلّ تواضع أشعر أني قادر على مدّ الإضافة على الأقل بالنصح لكن للأسف وجددت الأبواب موصدة من طرف أشخاص كانوا مقرّبين منّي... عيبهم الكبير أنهم تقوقعوا على أنفسهم ورفضوا التواصل مع محيطهم وهذه ليست أخلاق وسلوك سيّدنا أبي بكر أو عمر الذي قال لا خير فيك إن لم تقلها ولا خير فيّ إن لم أسمعها... ليست هذه أخلاقنا وليس هذا الحكم الإسلامي الذي حلمنا به... حتى الشيخ راشد الغنوشي حاولت ولازلت أسعى للتواصل معه ولكن إلى حدّ اللحظة لم أوفّق في ذلك,لي من مجموعة من الرسائل التي أود إيصالها له أوّلها أني سأدعوه إلى حكم البلاد كما يحكم خلق الله جميعا... ثانيا عدم الوقوع في فخّ إقصاء التجمعيّين لان ذلك سيكون بمثابة قنبلة موقوتة ستؤشر لعزلة حقيقية ستسقط «النهضة» نهائيا...ليس كلّ من تقلّد مناصب في السابق هو سارق أو ملوّث اليدين تونس فيها الكفاءات والإطارات الكبيرة والتي بفضلها كنّا في أعلى المراتب وكانوا جميعا مجبرين على الانخراط في التجمّع وإذا كان السرّاق هم من صنعوا مجد تونس فمرحبا بهم مجدّدا أفضل لنا من الوضع الذي نعيشه اليوم.. ملف التجمعيّين هي مجرّد ورقة مزايدة سياسية ولا تليق بنخبة تحكم البلاد وتعكس عدم نضج البعض.
هل تعتقد أن هذه السياسة التي تتوخاها «النهضة» اليوم وراء انقسام الشعب وبروز حركة «نداء تونس»...؟
حركة «نداء تونس» هي أكبر أخطاء «النهضة» وهي من الأسباب المباشرة في اتساع رقعته وتوسيع شعبيته...وعودة التجمعيين المورّطين ستتحمّلها «النهضة»...المسؤولية التاريخية الآن على «النهضة» لان الحكم في يدها وهي مدعوة الآن للتعريف بحكم بديل تحبّب فيه الناس وهي تقدّم مثال لحكومة ما بعد الثورة... فيسقط الشعب في فخّ المقارنات والحنين إلى الماضي خاصة إذا كان الفشل عنوان المرحلة الحالية.
«نداء تونس» خصم سياسي كبير لأن الباجي قائد السبسي هو الذي يتزّعمه...؟
لا... الباجي قائد السبسي هو مجرّد صورة ثم أن تاريخه السياسي ليس بالنظيف لكن قوّة «نداء تونس» هي في استقطابه لمنافسي «النهضة» ولكلّ المقصييّن من الحياة السياسية وهذه تسببّت فيه «النهضة» لاحتكامها إلى التفرّد بالقرار والتقوقع على نفسها...«النهضة» صنعت «نداء تونس» وجعلته منافسا كبيرا لان أوصدت الأبواب أمام عديد الكفاءات والأصوات...الجميع استبشر بانتخاب «النهضة» بمن فيهم المختلفين معها في التوجهات الإيديولوجية لكن خيبتها الحالية وفشلها في تسيير البلاد جعلها تخسر الكثير من قواعدها الشعبية. خطأ «النهضة» الكبير أنها تعاملت مع السلطة كغنيمة وفرّطت في الكفاءات التي كانت قادرة على تسيير الدولة ولم تتفطن إلى أنها عاجزة عن تسيير الدولة بمفردها...
بعيدا عن عالم السياسة, والدك كان رئيسا للنجم الساحلي,كيف تقيّم وضعية الفريق اليوم...؟
الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلى به غيري... لا علاقة لي بعالم الرياضة والحمد لله...
بماذا تودّ ن تختم...
أعتقد أن كلامي قد لا يعجب الكثير خاصة أنصار «النهضة» الذين يوالونها دون شروط أو قيود ولكنيّ متمسكّ بما قلت لأنه واجب تاريخي احتراما لمسؤولياتي تجاه هذا الوطن ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.