نظمّ مركز الزيتونة للدراسات الاستراتيجية بتونس صباح اليوم ندوة حول حقوق الإنسان في الثقافة العربية الاسلامية بدار الثقافة ابن رشيق. و قد افتتح هذا اللقاء الدكتور عبد "المنعم السحباني" رئيس مركز الزيتونة للدراسات الاستراتيجية و أعطى لمحة على المركز و هو عبارة عن مركز علمي مستقل عن جميع الأحزاب و أجهزة الدولة و قد نشأ بعد الثورة و من أهدافه قراءة الأحداث باتجاه التأثير فيها و فهم القوانين في العلوم الصحيحة و الانسانية بالاضافة إلى درس القضايا الآنية و المستقبليّة. كما أعلن ر عن نيّة المركز تنظيم ندوة أخرى في جانفي القادم. و تولّى المفكر الأستاذ "أبو يعرب المرزوقي" تقسيم حقوق الانسان من خلال الثورات الكونية الى ثلاثة أجيال متكاملة فالجيل الأول يمثّل ثورة البورجوازية الأروبية بالحقوق السياسية و هذا هو الخطر الذي يتهدد كلاّ من تونس و مصر حسب رأيه و الذي يهدّد "بِتَبَرْجُر" الثورة و إقصاء الحقوق الاجتماعية و الثقافة و التي يعتبرها أبويعرب المرزوقي سخرية من الشعب فإذا "جوّعت شعبا تستطيع أن تشتري أصواته " أما الجيل الثاني فهي الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية و هي مبادئ أساسية في الثورة التونسية و أخيرا الجيل الثالث و هي الحقوق الثقافية أو ما يسمى بمعركة الهوّيات و قد جاءت كنتيجة حتمية للحروب و الاستعمار و محاولات طمس الهويات فلكلّ مجتمع الحق في تحديد هوّيته تحديدا يناسب تاريخه سواء كان ذلك في مجتمعه أو حتى في الأقليات المهاجرة في محاولة لجمع الكوني و الخصوصي. و بيّن المفكر "أبو يعرب المرزوقي" أن حقوق الانسان لها أربعة قواعد و هي الدولة و المجتمع الوطني و الدولة العالمية و المجتمع العالم. و من جهته تحدث الدكتور "صلاح الدين راشد" عن الحريّة في الثقافة الاسلامية بين اشكالية المفهوم والوعي والتجربة وإستند "صلاح الدين راشد" إلى نظرية "كانت" الذي جعل وحدة "بين العقل العملي الذي يتحكم في سلوك الإنسان والقاعدة الأخلاقية فيتحول المفهوم إلى منطقة الوعي أي التجربة الذاتية بحيث تصبح حية في الإنسان ". ومن جهتها أشارت رفيعة عطية بوملاسة أن تاريخ تونس ما بعد الإستقلال غيب الحقوق التي تنادي بها الوثائق العالمية والمبادئ الإسلامية وتساءلت عن موطنالخلل إن كان في هذه الحقوق في حدّ ذاتها أم في الفهم و الممارسة. و اضافت "أن هناك مفارقة بين النّظري و التطبيقي في جميع القوانين باعتبار أنّ النظريّات لا تصمد أمام الواقع"