صرح السيد "الطيب البكوش" وزير التربية والناطق الرسمي باسم الحكومة بأن الحكومة الجديدة تعمل على تحقيق ما طالب به الشعب بجميع فئاته منذ سنين وخاصة خلال الثورة. هذا ما أعلن عنه صباح اليوم خلال الندوة الصحفية التي التأمت بمقر الوزارة وحضرها عدد مهم من الإعلاميين من تونس وخارجها. ومن بين المطالب التي تحدث عنها السيد الوزير ذكر مطالبة حوالي 60% من الأولياء والتلاميذ باستئناف الدروس وذلك حسب نتيجة استبيان لم يذكر لنا وزير التربية من قام به وأين حدث. وأكد السيد "الطيب البكوش" أن قرار استئناف الدروس ليس قرارا تقنيا بل هو قرار سياسي متصل بالأمن وبرغبات المواطنين. كما ذكر بأن هناك بعض المؤسسات التعليمية الخاصة قد استأنفت الدروس. وفي هذا السياق أعلمنا بأن مؤسسة "بوعبدلي" التعليمية التي وقع السطو عليها في النظام السابق قد أعيدت إلى صاحبها الأصلي وستعاود نشاطها من جديد. أما بالنسبة إلى جامعة قرطاج الخاصة التابعة لزوجة الرئيس السابق فقد تم تعيين متصرف وقتي على رأسها وستكون على ملك الدولة وستواصل نشاطها مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ضمان حقوق الأعوان والموظفين. كما أكد وزير التربية خلال الندوة الصحفية أنهم يضمنون أمن التلاميذ جميعا في ظل الظروف الحالية وقد تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة. أما بخصوص المؤسسات التربوية التي خربت فقد أعلن الوزير أن عددها يبلغ 6 مؤسسات وأنه ستتم إعادة إصلاحها وتهيئتها من جديد. * ملفات عديدة ستفتح أهمها الكاباس وصرح وزير التربية خلال اللقاء الإعلامي أنه سيسعى لأن يرفع من مستوى التعليم وجودته لتكون شهادة التخرج ذات مصداقية وطنيا ودوليا وليتحقق ذلك ستكون هناك دورات تكوين متواصل للمربين والمربيات وسيتم العمل على تنمية روح المواطنة والفكر الحر ليكون الجيل الجديد قادرا على حماية هذه المكاسب ولعدم الوقوع في نفس الخطأ السابق والمتمثل في وجود الشعارات وغياب الممارسة الحقيقية. أما بخصوص ملف الوزارة مع النقابات فقد أعلن وزير التربية أنه تم إعداد برنامج للاجتماع معها ومع جميع إطارات الوزارة للحوار في كل المواضيع والملفات المطروحة دون استثناء. وبالنسبة إلى معضلة "الكاباس" أكد السيد "الطيب البكوش" أنه طلب من إطارات الوزارة إعداد ملف كامل حول هذا الموضوع وأنه إذا تم عدم اجتياز أي شخص لهذه المناظرة لأسباب غير علمية فإنه سيتم اتخاذ الإجراء اللازم بهذا الخصوص لاستعادة كل شخص تعرض لمظلمة في هذه المناظرة أو اضطر إلى دفع رشوة أو طلب منه ذلك أن يتقدم بشكوى لوزارة التربية وهي سترفع ذلك إلى وزارة العدل. وفي سؤال "التونسية" عن إمكانية إلغاء مناظرة "الكاباس" وعن مصير مناظرة القيمين أجاب وزير التربية بأن هذه الملفات العالقة ستدرس قريبا لأن الوقت لا يسمح له بذلك وأن إمكانية إلغاء "الكاباس" غير مستبعدة إذا ثبت عدم جدواها. وبخصوص مناظرة القيمين أكد أنه سينظر في هذا الملف قريبا لتحديد آجال إجرائها. * إلغاء الشعب المهنية..وعمليات القتل كانت بأمر من بن علي وفي سياق آخر أكد السيد "الطيب البكوش" الناطق الرسمي باسم الحكومة أنه تم اتخاذ قرارات مهمة تماشيا مع الثورة التي لم تحدث بهذا الشكل في أية دولة كانت فإلى جانب القطع نهائيا مع الماضي والفصل بين الحكومة والحزب الحاكم سابقا والقطع مع اغتصاب السلطة واحتكارها ومع تداخل السلط والهيمنة المعكوسة للسلطة التنفيذية على حساب بقية السلط تم اتخاذ قرار تحييد الإدارة والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية سياسيا وذلك من خلال إلغاء الشعب المهنية نهائيا من جميع المؤسسات. كما أقرت الحكومة المؤقتة إرجاع جميع جوازات السفر للمحرومين من هذا الحق سابقا وإطلاق الحريات العامة من خلال تحرير الإعلام ووضع حد لحجز الكتب والمجلات والصحف والمواقع الإلكترونية. كذلك من القرارات التي تم اتخاذها ذكر السيد "الطيب البكوش" قرار السماح بتكوين الأحزاب والجمعيات دون قيود مع العلم بأنه تم إعطاء التأشيرة ل 5 أحزاب جديدة ليكون العدد الجملي حاليا 12 حزبا. أيضا تم إقرار احترام حرمة الجامعة وعدم التدخل في المحتوى العلمي للدروس والبحوث والمحاضرات والمنشورات وإلغاء الأمن الجامعي باعتباره لم يكن تابعا للجامعات بل لوزارة الداخلية. أما بخصوص الحكومة السابقة فقد صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالية أن عمليات القتل التي حدثت كانت بأمر من الرئيس السابق زين العابدين بن علي وبأنه تبين أن قصر الرئاسة كان مركز كل القرارات مهما كان الجانب المتعلق بها وهو ما أدى إلى خلل جوهري في هيكلة الدولة خرب اسمها. كما أكد السيد "الطيب البكوش" رفضه التام لأي تدخل خارجي في تونس ودعا الجميع إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية وبالمواطنة للمحافظة على مكاسب هذه الثورة وما دعت إليه.