لم يكن أكثر المتشائمين من جمهور الترجي الرياضي التونسي ينتظر مثل "الطبيخة" التي تكبدها الفريق في مباراة الكلاسيكو ضد النجم الساحلي,خماسية كاملة دكت حصون الترجيين في الوقت الذي كان فيه السواد الأعظم من جمهور الأحمر والأصفر ينتظر ثورة ترجية و مردودا متميزا من فريقه في ظل الوعود النبيلة التي قدمها المدرب الجديد للفريق نبيل معلول حيث فتح أبواب المجد على مصراعيها بعد تأكيداته أن الترجي يسير في طريق مفتوح على الأقل محليا...الترجي التونسي كان متسيدا بالطول والعرض وظل رغم بعض حالات الإعياء التي انتابته في نصف المشوار الاول من بطولة الرابطة المحترفة 1 قبل أن يقدم رئيس الفريق حمدي المدب على اتخاذ بعض القرارات التي لخبطت موازين القوى وقلبت بيت الترجي رأسا على عقب... رئيس الترجي حمدي المدب قطع حبال الود مع المدرب فوزي البنزرتي الذي حقق كل الألقاب الممكنة باستثناء دوري أبطال إفريقيا الذي صعب على فريق الترجي لأسباب قيل حينها أنها خارجة عن الإطار الرياضي ثم ما لبث أن عاد مجددا ليوقف عداد الكنزاري ويعفيه من مهامه رغم انه حافظ على الأمانة التي عهدت إليه ليغادر هذا الأخير مجبرا أمام تعنت وفلسفة الرجل الواحد اللذين نصبا نبيل معلول مدربا جديدا على راس الفريق في خطوة فاجأت الكثيرين حتى من بين المقربين من الرجل الأول في المكشخة كان يمكن للترجي أن يستفيد من أخطاء الماضي ويتجاوز سقوطه في لوبومباشي وكان يمكن أن تطوى تلك الصفحة نهائيا لان الترجي قدره أن يبقى دوما كبيرا لكن حمدي المدب خير السير عكس التيار متجاهلا كل الأصوات التي نادت بالحفاظ على استقرار البيت وسكينته واختار مدربا مع إيقاف التنفيذ,مدرب برع في لغة المنابر والكواليس يستمد وجوده من طلاقة لسانه ,مدرب سجله يؤكد انه مازال صغيرا على الترجي وغير مؤهل بعد لقيادة فريق من هذا الحجم لان الترجي لا يحتاج إلى لغة سلسة وفصيحة بقدر ما يحتاج إلى فكر تدريبي سليم و مدرب يملك خبرة المواعيد الكبرى... كان يجدر بحمدي المدب أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على التغييرات المتلاحقة فالترجي إن ولم يكن هناك أي موجب لاستقدام مدرب جديد باعتبار وضعية الفريق و مسافة الأمان التي كانت تفصله عن أقرب ملاحقيه.. لكن يبدو أن المدب وباختياره هذا فكر في أمور أخرى بعيدة كل البعد عن الجوانب الفنية والرياضية أمور أخرى تتعلق بحرب الزعامة التي بدأت تطفو من جديد من تحت الأنقاض, حرب السيادة التي جعلت المدب يخنق الترجي بين قبضتيه دون أن يشعر... رئيس الترجي كان ينتظر مردودا أفضل من فريقه لكنه بدأ بدفع فاتورة اختياراته غاليا فمعلول الذي يتقاضى شهريا 40 ألف دينار والذي سبق وان أكد أن حارس مركب الترجي قادر على التتويج بالبطولة نظرا للرصيد البشري المتوفر لديه لم يكن وفيا لوعوده وانهار هو ورصيده البشري بخماسية في طعم العلقم...فهل يندم المدب على اختياره وعلى الثقة التي منحها في شخص لمدربه النبيل معلول أم يغض الطرف عن هذه الخماسية المذلة ويمنح الثقة مجددا لمدربه الفصيح رغم انه لم يغفر لسابقيه..؟