ملعب قابس المعشّب تشكيلتا الفريقين: الملعب القابسي: سليم رباعي- أكرم بن ساسي- علي الهمامي- أيمن الكثيري- أليو سيسي- حمزة الجلاصي-حمزة حدة – أونانا (الماجري)- يوسف الفوزاعي- أحمد حسني (محمد بن منصور) - هشام السيفي (إيهاب بن منصور). زاناكو الزمبي: رشا كولي – أرون كاتيباي – فاكسون كابيمبو – زيو تيمبو – جورج شوليفيا – إيزاك ساشا (زولا)– شارل رولو – ساليلاني فيري – داف داكا(مولونغا) – أوبراي فينغا – رودريك كابواي (ساكالا). تحكيم: السوداني معتز خير الله الأهداف: أحمد حسني (دق 22) – هشام السيفي (دق31 – ودق 69) (الملعب القابسي) الانذارات: أكرم بن ساسي – أحمد حسني – ايهاب بن منصور (الملعب القابسي) فاكسون كابيمبو (زاناكو) واصل الملعب القابسي كتابة التاريخ بعد أن وفق عشية اليوم في التأهل إلى الدور ثمن النهائي الثاني في كأس الإتحاد الإفريقي، إثر تغلبه على ضيفه زاناكو الزمبي بثلاثة أهداف نظيفة أكدت تعادل الذهاب بهدف لمثله، وأعلنت للجميع عن ميلاد سفير جديد وبمواصفات خاصة جدا لكرة القدم التونسية في القارة الإفريقية. أفضلية «قابسيّة» بعد التعادل الإيجابي في زمبيا، كان لزاما على الملعب القابسي تأكيد أفضليته على منافسه زاناكو في لقاء العودة الذي احتضنه ملعب قابس، وهذا ما كان فعلا بما أن أصحاب الأرض انطلقوا مع صافرة الحكم السوداني معتز خير الله في الضغط العالي على دفاع المنافس ومحاصرته في مناطقه بفضل الجاهزية البدنية العالية لكل من أيمن الكثيري وحمزة حدة وأونانا والحركية الكبيرة لثلاثي الخط الأمامي ونعني يوسف الفوزاعي وهشام السيفي وأحمد حسنى الذي نجح في الدقيقة 13 في افتتاح النتيجة بعد إمداد ذكي من الفوزاعي ولكن الحكم السوداني ألغاه بداع وجود مهاجم «الستيدة» في موقع تسلل مشكوك فيه للأمانة حسب الصورة التلفزية. ممثل كرة القدم الزمبية فوجئ بالعرض القوي للملعب القابسي، فعمل جاهدا على تجاوز العاصفة ومحاولة نسج بعض الهجمات المعاكسة للوصول إلى مرمى سليم الرباعي لضمان التواجد في الدور القادم، ولكنها افتقدت الدقة في ظل التنظيم الجيد لدفاع أبناء عاصمة «الحناء» الذين طبقوا تعليمات مدربهم لسعد الدريدي ولم يتركوا الفرصة لمنافسهم لفرض أسلوبه وتشكيل خطورة على مرماهم رغم اعتماد ضيوف قابس على التدخلات العنيفة والاندفاع المبالغ فيه. «حسني» مرة أخرى الطريقة التي دخل بها الملعب القابسي المباراة أعطت الانطباع على أن الفريق سينجح سريعا في الوصول إلى مرمى الحارس الدولي رشا كولي وهذا ما تم في الدقيقة 22 عندما وفق الخطير أحمد أحمد حسني في تحويل المخالفة الدقيقة ليوسف الفوزاعي إلى مرمى الضيوف برأسية جميلة جسدت التفوق الكبير لأبناء لسعد الدريدي والقيمة الفنية العالية لمهاجم «الستيدة» الذي نال مرة أخرى من الشباك الزمبية بعد هدف مباراة الذهاب. «السيفي» يطمئن الجميع هدف حسني الأول حرر زملاءه كثيرا وهز في المقابل معنويات الفريق المنافس الذي استسلم لمشيئة أبناء قابس الذين لم يكتفوا بأسبقية الهدف الوحيد وواصلوا الضغط من أجل الاطمئنان المبكر على نتيجة المواجهة ومعها بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي الثاني. ضغط أثمر هدفا ثانيا في الدقيقة 31 بعد عمل كبير من أونانا في وسط الميدان وثقة كبيرة من جانب هشام السيفي في التعامل مع الكرة ومع الحارس «كولي» الذي اكتفى بمتابعة كرة الأخير وهي تدخل مرماه مشعلة معها مدارج الملعب ومؤكدة السيطرة المحلية والقراءة التكتيكية الجيدة للمدرب لسعد الدريدي للمنافس. نهاية الفترة الأولى عرفت تراجعا طفيفا في أداء «القوابسية» وسيطرة نسبيا للضيوف ولكن دون خطورة تذكر على مرمى الرباعي. ضغط زمبي أمام حتمية العودة في النتيجة، دخل زاناكو الزمبي الفترة الثانية بقوة وحاول الضغط على دفاع الملعب القابسي ونجح في صناعة بعض الفرص الخطيرة عبر كابواي وفينغا ولكن سليم الرباعي تألق بشكل كبير وحافظ على تقدم فريقه الذي سيّر الفترة الثانية بشكل جيد للغاية من خلال غلق كل المنافذ المؤدية إلى مرماه ومحاولة الاحتفاظ بالكرة أكثر وقت ممكن عبر اللمسات القصيرة والتدرج السريع بها إلى مناطق الخصم الذي تسيد الملعب دون فاعلية تذكر. الضربة القاضية ممثل كرة القدم التونسية ركن إلى الدفاع في أول الفترة الثانية وهذا أمر منطقي نتيجة الضغط الذي فرضه المنافس، ولكنه كان خطيرا في الهجمات المعاكسة النموذجية التي كان يقودها في كل مرة أحمد حسني وهشام السيفي ووجدي الماجري الذي حل محل أونانا، احدى هذه الهجمات كانت وراء الهدف الثالث الذي حمل بصمة خاصة للمهاجم هشام السيفي الذي بدأ الهجمة في الدقيقة 69 وأنهاها في شباك الضيوف بعد إمداد رائع من الظهير الأيسر أليو سيسي الذي قدم مباراة كبيرة للأمانة. هدف ثالث وثان لمهاجم «الستيدة»كان بمثابة الضربة القاضية للفريق المنافس الذي لم يسعفه تاريخه الحافل في المسابقات الإفريقية في إخماد ثورة «القوابسية» التي أمتعت عشاق الساحرة المستديرة. لمسة «الدريدي» رغم قصر المدة الزمنية وحساسية الظرف الذي تسلم فيه لسعد الدريدي مسؤولية قيادة الفريق فإنه نجح سريعا في إعطاء طابع خاص للفريق وظهرت بصمته جلية على أداء اللاعبين وعلى روحهم القتالية العالية. المدرب السابق ل«البقلاوة» نجح في الاقتراب من زملاء هشام السيفي واستطاع بطريقته السلسة في التواصل في إخراج كل ما لديهم من إمكانيات وهو ما تترجمه النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الفترة الماضية، والأكيد هذه المجموعة ستتطور أكثر إذا ما حافظت هيئة صابر الجماعي على جو الاستقرار الذي يسود «الجمعية». هل تتحرك الوزارة؟ رغم الصعوبات المالية الكبيرة التي يعرفها الفريق، فإن الملعب القابسي استطاع نحت مسيرة تاريخية في أول مشاركة قارية له، حيث تمكن من بلوغ الدور ثمن نهائي مكرر في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي دون أية هزيمة في المواجهات الست التي خاضها إلى غاية اللحظة وهو إنجاز لم يسبقه فيه أي فريق من كبار القوم. مسيرة رائعة نتمنى أن تحرك سواكن وزير الشباب والرياضة وإدارة المجمع الكميائي بقابس حتى يوفروا الدعم المالي الكافي لهيئة الجماعي حتى تتمكن من مواصلة الرحلة بثبات، فجميعنا يتذكر كيف كان الفريق على قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب من المسابقة بسبب عدم توفر مصاريف الرحلة إلى زمبيا لولا تدخل العجرودي وعبد الناظر، في حركة لطيفة ونبيلة كان من الأولى أن تأتي من سلطة الإشراف التي باتت مطالبة بالاستفاقة لحماية «حلمة القوابسية» الذين شرفوا كرة القدم التونسية. نجم المباراة رغم البروز الكبير لكل من فابريس أونانا وأحمد حسني فإن علامة الامتياز افتكها هشام السيفي الذي كان حاسما وشكل عبْءا ثقيلا على دفاع زاناكو ووفق بخبرته الطويلة في تسجيل ثنائية مهدت طريق العبور إلى فريقه. مردود الحكم رغم تساهله مع بعض التدخلات العنيفة، فإن الحكم السوداني معتز عبد البسيط خير الله وفق في إدارة المواجهة ولم يرتكب أخطاء من شأنها التأثير على النتيجة النهائية للمباراة.