بقطع النظر عن النتيجة المسجلة في مباراة النادي الرياضي الصفاقسي ومنافسه الكونغولي نادي ليوبار في اطار منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثانية من كأس الاتحاد الافريقي ... وبقطع النظر عن الاداء المقدم فإن الوضع الذي يمر به الابيض والاسود هو ظرف حرج بكل المقاييس لأنه يستهدف أسس النادي ويمس من اجواء العمل ويطال «اللحمة الحية» ومن هنا مبعث الألم ... ما يعيشه النادي الصفاقسي هذه الايام يطرح للمرة الاف نقاط استفهام كثيرة ومحيرة بخصوص اسباب الوصول الى هذا الوضع ومواصلة التجذيف عكس التيار وتواصل الحرب الباردة او رياح الانشقاق والتباعد والتنافر بين الاطراف التي بيدها الآن الحل والعقد... «العزوزة هاززها الوادي وهي تقول العام صابة» هذا مثل يستحضره مرارا وتكرارا ابناء النادي المتيمين بعشق الابيض والاسود والمكلومين بخصوص ما يجري في الفريق من تدمير ذاتي ممنهج وعن سوء نية او حسنها. المدرب البرتغالي باولو دوارتي الذي نعتقد انه حريص على افادة الفرق «نطق من اجنابو» خلال الندوة الصحفية الاخيرة للفريق وانتقد بعض ما يجري في الفريق وذلك من باب حرصه على تنبيه اهل الذكر الى الواقع الحالي للفريق والذي لا يبشر بامكانية تحقيق انتظارات الانصار ...ولا نعتقد ان دوارتي كان من المبالغين وانه لا يريد من وراء ذلك تهيئة الاجواء للفرار من الفريق او البحث عن شماعات يتم خلق الخيبات عليها... نعتقد انه فعل ذلك من باب التنبيه ومن باب دفع المسؤولين الى ان يسارعوا لتدارك الاخطاء والعيوب.... نعلم ان المدرب باولو دوارتي وصلته عروض من اندية تونسية ومن خارجها ومع ذلك لم يرغب في رمي المنديل والفرار وترك الجمل بما حمل وذلك من باب ما لمسناه فيه من تعلق بالفريق وايضا من باب الوفاء بالتزاماته ويدرك دوارتي ان الحلول والخيارات والبدائل على مستوى الرصيد البشري امامه جد محدودة وهو ما يدفعه في مرات الى التعويل على لاعبين محدودي الأداء او الطموح الكروي. وقد افادتنا مصادر موثوقة ومقربة من دوائر الفريق ان المدرب باولو دوارتي كان يخصص الكثير من الوقت للقيام بعمليات فيزيزوناج لعديد المقابلات حتى تلك التي لا يكون النادي الصفاقسي طرفا فيها من اجل الوقوف على بعض العناصر التي يمكن للفريق انتدابها بأقل التكاليف والاعباء المادية الممكنة واضافت نفس المصادر ان دوارتي سلم هيئة النادي قائمة في الاسماء التي يتوسم فيها القدرة على تقديم الحد الادنى من الاضافة لنادي عاصمة الجنوب ولا تكون باهظة الثمن وقد شملت القائمة اسماء من تونس ومن خارجها وعوض ان تسارع الهيئة باجراء الاتصالات اللازمة لاستقدام هذه العناصر التي تنشط في الخطوط التي تعاني فراغا او ضعفا لتكون قادرة على اثراء المنافسة بين الرصيد الذي يعول عليه المدرب دوارتي خلال هذا الموسم سواء في المنافسات القارية أو في البطولة الوطنية لم تحرّك ساكنا واكتفت بالوقوف على التلّة... الاسئلة حائرة بخصوص اسباب هذا التراخي في القيام بالانتدابات المطلوبة ولا ندري ان كانت هناك اطراف لا تريد القيام بانتدابات سوى التي تمليها عليها بنات افكارها هي دون سواها لا سيما واننا ذكرنا قبل ايام كيف ان عناصر من ابناء الجمعية اقترحت بعض الاسماء على الهيئة لعناصر تونسية يمكن ان توفر بعض البدائل ومع ذلك اصم المسؤولون اذانهم واغمضوا ابصارهم عن الالتفات اليها. في ظل ما يجري حاليا في النادي الصفاقسي وتواصل غياب الحد الادنى من ظروف العمل المقبولة هل يمكن ان نتوقع نهاية قريبة للعلاقة بين المدرب باولو دوارتي والفريق؟ أو بداية لصحوة جزء من ضمير المسؤولين المعنيين حتى يتحركوا الآن باسرع الخطوات من اجل تدارك ما امكن من الوقت الضائع والمهدور ؟ أم ان الأمر في قادم الألام ينكشف عن يوم غضب للانصار الغيورين يقولون فيها للمسؤولين «كفى»؟ ومن الأسئلة الأخرى، هل تعالج الهيئة الى جانب مشاكل الفريق مشاكل الاتصال والتواصل مع الاعلاميين الذين لا يجدون ارقام المسؤولين مفتوحة للرد على استفساراتهم ؟واذا كانت الهواتف مفتوحة فهم لا يردون على الاتصالات وهذا جانب اخر من الاخفاقات.