عقد منذ قليل محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة ندوة صحفية مشتركة في قصر قرطاج وذلك على هامش زيارة الامين العام للامم المتحدة الى تونس لمدة يومين حيث يلتقي رئيس الجمهورية ومهدي جمعة رئيس الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي. الندوة استهلت بكلمة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الذي عبر عن عميق سعادته بعودته الى تونس التي تنكب خلال هذه الايام على استكمال مسارها الانتقالي بالاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشيدا بحفاوة الاستقبال الذي حظي به من رئيس الجمهورية. واشار الامين العام للامم المتحدة في معرض حديثه الى ان المرحلة المقبلة عليها تونس ستكون مهمة في تاريخها وفي الديمقراطية مشددا على ان المنتظم الاممي سيسهر على ان تكون الانتخابات مفتوحة وشفافة داعيا في ذات السياق كل التونسيين الى المشاركة بكثافة في الانتخابات باعتباره انه حق مشروع ومكفول. كما اشاد بان كي مون بما حققته تونس في المرحلة الماضية بفضل شعبها وقيادتها مبرزا البعد الاممي الذي تحظى به تونس اقليميا ودوليا حيث تابع قائلا:"لتونس بعد مهم في المنطقة وللمنظمة الاممية ..فتونس ولدت امالا عديدة بثورتها ورفعت انتظارات عندما حافظت بفض نزاهة وشفافية القيادة لتؤكد انه بالامكان الوصل الى استقرار واعد بثورة هادئة ..القيم التي تتبنها تونس هي ذاته القيم الاممية ..التونسييون اظهروا قوة الحوار الشامل الذي انتج دستورا ثمين وانه عندما يصغي القادة الى شعبوهم نعيش في كنف السلم والازدهار..وبالتالي الاممالمتحدة ستدعم فنيا تونس في الانتخابات المقبلة عليها حتى تستكمل مسارها .." وبخصوص الاوضاع في الجارة ليبيا، قال بان كي مون انه تباحث مع محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية سبل دعم الحوار بين الفرقاء السياسيين في ليبا بعيدا عن منطق قوة السلاح. ومن جانبه رحب محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية بزيارة الامين العام للامم المتحدة معتبرا اياها زيارة تاتي في الوقت المناسب لدعم تونس، مؤكدا له على ان تونس اوفت بالعهود التي قطعتها على نفسها امام المجتمع الدولي والمتمثلة اساسا في المحافظة على الوحدة والسلم المدني والوصول الى دستور توافقي اجمعت عليه كافة النخب السياسية في تونس والوصول الى انتخابات تشريعية ورئاسية واضاف:" نحن فخرون بما تحقق وما سيتحقق فقريبا تونس ستلتحق بنادي الدول الديمقراطية وستحقق كل الاهداف الموضوعة وسنواصل مسيرتنا ..."كما بيّن رئيس الجمهورية أن تونس مثلما نجحت في تجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية والمصادقة على الدستور سيكون أن التحدى هوالعمل على إيجاد حلول لدفع التنمية والتشغيل في تونس. وكان قبل ذلك لقاء لرئيس الجمهورية مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة تم خلاله تحاث عديد النقاط والمسائل ذات الاهتمام المشترك ودفع الشراكة بين تونس والأمم المتحدة في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة اساسا بمقاومة الفقر والتعليم للجميع. كما تم التطرق الى موضوع بعث محكمة دستورية دولية حيث بين رئيس الجمهورية أهمية هذه المبادرة في إجراء رقابة قضائية على مدى احترام مبادئ الديمقراطية من قبل الدول ومساعدتها على تضمين هذه المبادئ عند سن دساتير وتشريعات جديدة. كما عرض رئيس الجمهورية خلال هذا اللقاء فكرة انعقاد الدورة الثالثة للندوة العالمية لحقوق الانسان سنة 2018 بتونس.