انتصرنا على إسرائيل ولكننا لم نهزمها «زيتون تونس جميل..نخيلها اجمل..عندما تطأ قدماي ارض تونس ..اشعر اني في فلسطين ..اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ... وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَال و«حفر الانفاق» يعش ابد الدهر بين الحفر (طبعا بتصرف)... تونس صدرت لنا في الماضي شعرا خالدا..تونس صدرت لنا الربيع العربي بطريقة نضالية ..تونس مبدعة وسباقة حيث صدّرت أنموذجا للتعايش رغم الاختلاف ..تونس رغم صغرها جغرافيا هي كبيرة بمواقفها ومبادئها تجاه القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية وهو ما تترجم خلال العدوان الاخير ...» ، بهذه التعابير استهل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» كلمته في ندوة نظمها حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» بحضور أمينه العام عماد الدايمي. واوضح خالد مشعل انه قدم الى تونس رفقة وفد من مسؤولي حركة المقاومة «حماس» لشكرها قيادة وشعبا على الدور المتميز الذي لعبته وخصوصا على مواقفها الشجاعة تجاه العدوان الغاشم، مبينا ان تغلب المقاومة على العدو الصهيوني ما هو الا نصر على طريق الانتصار وانه نصر يحسب لتونس ولكل العرب وكل من ساهم من موقعه في دعم الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه المقاومة.وابرز مشعل في ذات السياق ان السبيل لتثبيت النصر حتى يكون منطلقا لانتصارات اخرى على العدو يكمن في 5 خطوات هي الاعمار والاغاثة واستكمال المصالحة واخذ العبرة من غزة وملاحقة جميع القادة الصهاينة مع عزل اسرائيل وجعلها عبئا ثقيلا على المجتمع الدولي والمسيحي واخيرا ان يجعل جميع العرب من معركة فلسطين القضية المحورية والمركزية التي يلتف حولها الجميع. وهنا قال خالد مشعل: «لو بحثنا في المصائب التي تمر بها الامة العربية لوجدنا ان اصابع اسرائيل وراءها ...». وفي حديثه عن الصمود طيلة 51 يوما من العدوان على القطاع، خلال اطول المعارك التي خاضها العرب ضدّ الكيان الصهيوني شدد مشعل على ان الفضل في المقام الاول والاخير يعود لله، مضيفا: «هناك عوامل كبيرة صنعت النصر تمثلت اساسا في الارادة التي تحلّى بها رجال المقاومة الفلسطينية وصمود اهلنا في غزة، اضف الى ذلك الخبرة التي اصبحت تتمتع بها الحركة وجناحها العسكري والقيادة التي تسهر على مشروع المقاومة وكان عامل الارض فيصلا في المعركة فنحن شعب يقاوم على ارضه ..بقي أن اشير الى اننا لم نهزم إسرائيل وانما انتصرنا عليها في جولة ..وسننتصر عاجلا او اجلا». اما عن الأخبار التي يتم ترويجها عن وجود انشقاقات في الحركة بين شقيها السياسي والعسكري فقد خالد مشعل ذلك مشيرا الى ان ما روج ما هو الى مجرد استنتاجات صيغت خلال العدوان الاخير بعد دعوة كتائب القسام للسياسيين للثبات في المفاوضات وتابع : «كتائب القسام هي الجناح العسكري لحركة «حماس» وتمتثل لسياسات الحركة ..ونحن حركة واحدة نقاوم من اجل هدف واحد..». وعلى صعيد آخر كشف خالد مشعل ان التحقيقات تقدمت بخصوص اغتيال محمود المبحوح في الامارات وان النتائج بدأت تظهر لتبقى بعض النقاط غامضة وسوف توضح مؤكدا على ان العدو الاسرائيلي هو القاتل. ولاحظ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ان حركته مع الاعتدال الفكري والتسامح واستعمال السلاح لمقاومة العدو الخارجي وليس لقتال ابناء الوطن والدين الواحد وذلك في تعليقه على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف ب«داعش»، وعن العلاقات مع مصر قال مشعل :«نحن حرصون على علاقات جدية تحترم خصوصية كل طرف...». أحمد فضلي