نشر موقع «بيزنس ويك» الاقتصادي الأمريكي تقريرا مطولا يكشف كيف ضاعت أموال العقيد الليبي (الراحل) معمر القذافي ومقرّبين منه، وكذلك رحلة ضياع الأموال بالخارج بعد أن استثمرتها هيئة الاستثمار الليبية لدى تسع شركات، بالتعاون مع سياسيين بارزين، وذلك من خلال رسائل بريد إلكتروني وشهادات لأشخاص شهدوا بعض مراحل رحلة الأموال, مضيفا أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير متورط في الاستيلاء على مليارات نظام القذافي. ورصد التقرير زيارات بلير المتكررة إلى ليبيا بعد انضمامه عام 2007 لبنك «جي بي مورغان تشيس» والتي التقى خلالها سيف الإسلام القذافي، الذي أشرف على 70 مليار دولار تديرها هيئة الاستثمار الليبية مع مصطفى زرتي نائب رئيس الهيئة، وذلك على الرغم من نفي بلير انطواء زياراته لليبيا على إجراء صفقات مع هيئة الاستثمار الليبية. وزار بلير ليبيا ست مرات لم يدرج أيا منها على موقعه الرسمي، الذي ينشر عادة تفاصيل زياراته الخارجية حسب صحيفة «ديلي تليغراف». ويكشف التقرير عددا من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين «بنك جي بي مورغان تشيس» ومصطفى زرتي، طلب البنك في إحداها من زرتي الحضور للبنك قبل زيارة بلير الى ليبيا في 22 جانفي، للانتهاء من تفاصيل اتفاقيات، وكذلك راسل مكتب بلير الخاص سفارة بريطانيا بطرابلس لتحديد تفاصيل الزيارة , وعبر بلير عن أمله في أن يلتقي بسيف الإسلام وزرتي، ولم يعقب أي من البنك أو مكتب بلير على الرسائل. ووصف التقرير جهود «بنك جي بي مورغان تشيس» وطوني بلير للتربح من العلاقات مع القذافي، قائلا: إنها قد تكون غير لائقة ولكنها ربما لم تخترق قوانين الولاياتالمتحدة. وتابع التقرير مفصلا الخسائر التي تسببت فيها كثير من المؤسسات التي قاضتها هيئة الاستثمار الليبية مثل «غولدن مان ساكس» و»سوسيتيه جنرال» أمام محاكم لندن، وقاضت وزارة العدل الأمريكية ولجنة الأوراق المالية والبورصة شركات مثل «أوك-زيف» والفريق الاستشاري بمجموعة «بلاكستون» لاختراق قانون ممارسات الفساد الدولي.