يوم 3 جانفي، نصب تذكاري للمفقودين في عرض البحر بوارج إيطالية أغرقت العديد من «قوارب الموت» وفضيحة سياسية في الأفق المافيا تجني 4 مليارات يوميا من المتاجرة بأعضاء المهاجرين التونسية (تونس) أكدّ «عادل العيد» وهو تونسي مقيم في إيطاليا، مدوّن وناشط بالمجتمع المدني الإيطالي في اتصال جمعه أمس ب«التونسية»،انّ القضاء الإيطالي قرّر التحقيق في التجاوزات المسجلة في مراكز ايواء المهاجرين، وقال انه تم أمس إفراغ عديد مراكز الإيواء لإمتصاص موجة الغضب، وأكدّ انه تم نقل وترحيل ما لا يقل عن 200 مهاجر من مركز إيواء بلامبيدوزا إلى أماكن أخرى. وأضاف أنه تم نقل بعض المهاجرين الى «بالارموا» وان البقية ممّن إحتجوا على سوء المعاملات وقاموا بخياطة أفواههم سيرحّلون الى تونس والمغرب. وأكدّ انه سيتم قريبا رفع قضية للقضاء الإيطالي لفتح ملف المهاجرين التونسيين المفقودين في إيطاليا وذلك إثر تراكم المعلومات في هذا الصدد. وقال «العيد» ان تحرّك القضاء الإيطالي جاء مباشرة بعد الفضيحة المدوية التي ظهر فيها مهاجرون موقوفون عراة في طقس بارد بتعلّة المداواة من «الجرب» وهو ما يخالف القوانين والنواميس الدولية. كما أكدّ ان المقال الذي سبق ان نشرته «التونسية» في ديسمبر والذي قام بترجمته الى الإيطالية أثار حفيظة عديد المنظمات الدولية وقال إن ما يحدث في مراكز الإيواء أصبح مخجلا للحكومة الإيطالية. وقال «العيد» إن مداخيل عصابات «المافيا» وخصوصا الناشطة في مجال المتاجرة بالأعضاء ووفق معلومات موثقة تقارب ال 4 مليارات من المليمات التونسية يوميا، وأكدّ ان «لامبيدوزا» هي الجزء الأخير من الحقائق المخفية في هذا الملف. عصابات تعمل تحت غطاء سياسي وأضاف العيد ان اغلب الشكوك تحوم حول فترة «برلسكوني» والتي يبدو انها لطّخت الحكومة الإيطالية في محاولة لكشف مدى تواطؤها مع حكومات ما بعد الثورة، وقال انه تم الكشف عن عصابات تعمل تحت غطاء سياسي، وقال «قريبا سيكشف القضاء الإيطالي عن اسماء رموز سياسيين ايطاليين وعن أسماء نافذة جدا في الطبقة السياسية بإيطاليا وحتى بتونس على حدّ قوله كان لها دور في هذا الملف. وقال ان إيطاليا ومالطا تتحملان مسؤولية عدم تقديمهما المساعدات للمهاجرين الذين غرقوا في عرض البحر رغم تلقيهما نداءات النجدة، وكشف انّ من بين المعلومات الجديدة التي تم التوصل إليها ان بعض القوارب التي غرقت في البحر لم يكن غرقها عاديا وان بوارج ضربتها واغرقتها، وأشار إلى أن الموانئ كانت مليئة بالسفن وكان بالإمكان تقديم المساعدات اللازمة للمهاجرين. وقال إنه سيكشف قريبا عن هذا اللغز ،وأكدّ ان هناك عصابات من المافيا كانت على الخط بالتنسيق مع أطراف سياسية. وقال انه تم إستغلال الأوضاع في بلدان الربيع العربي وفي البلدان المطلة على حوض البحر المتوسط للمتاجرة بالبشر. وأكدّ ان عدد المفقودين من التونسيين يفوق الأرقام المصرح بها وأنه يتجاوز ال 3800 تونسي، وقال أن 80 بالمائة من المهاجرين هم من شمال إفريقيا وان نسبة هامة منهم من التونسيين. واعتبر أن فتح هذا الملف وخصوصا فتح ملف مراكز الإيواء أصبح يقلق مضاجع السياسيين في إيطاليا بعد ان أكتشف انها «معتقلات»وليست مراكز إيواء. هيجان في مراكز الإيواء بإيطاليا وقال انه كلما إزدادت أعداد المهاجرين إزدادت المرابيح، وانه لذلك يتم تجاوز مدة الإقامة بمراكز الإيواء، وأكدّ ان الإتحاد الأوروبي كان قد خصّص 210 ملايين أورو لإيطاليا لمعالجة ملف الهجرة ،لكن تبيّن ان هذه الأموال لم تصل إلى مستحقيها سواء بالحد من الهجرة غير الشرعية أو ببعث مشاريع في البلدان التي يتدفق منها المهاجرون أو حتى بتحسين ظروف من يأتون إلى إيطاليا ويصلون إلى اليابسة من حيث رسكلتهم أو الإحاطة بهم. وقال إن مهاجرين قاموا مؤخرا في مركز إيواء بروما وتحديدا في «بورتا قاليان»بخياطة أفواههم تنديدا بما يحصل في مراكز الإيواء الإيطالية خاصة بعد ما تم نشره من مشاهد غير إنسانية في لامبيدوزا. وأضاف ان هناك حالة من «الهيجان» في أغلب مراكز الإيواء وأكد ان المهاجرين يحاولون إيصال أصواتهم خاصة ان الزيارات أصبحت ممنوعة حتى على ممثلي المجتمع المدني الإيطالي. وكشف انه سيتم يوم 3 جانفي 2014 وتحديدا بجزيرة «لينوزا» وهي إحدى الجزر التي تستقبل المهاجرين إقامة ذكرى لأموات البحر المتوسط وهي تظاهرة لتذكير الٍرأي العام العالمي بمن لقوا حتفهم في البحر، وقال انه سيتم وضع نصب تذكاري على شكل سفينة وبها أرواح تناشد العالم لتخليد ذكرى الاشخاص الذين ماتوا. وأكدّ ان المجتمع المدني الإيطالي لن يصمت على التجاوزات التي أرتكبت في حق المهاجرين غير الشرعيين. وعبرّ «عادل العيد» عن أسفه لعدم تدخل كتابة الدولة للهجرة ومساندتها للمهاجرين التونسيين مشيرا الى ان أغلب نشاطاته وتحركاته فردية وتمت عن طريق مجهودات شخصية.