إن حركة النهضة وبعد تواصل حالة الانفلات في عدد من مؤسسات الدولة وبعض المساجد يهمها أن تذكر بأن لبيوت الله حرمة وقدسية لا يجوز المساس بها تحت أي عنوان. كما تذكر بأن المساجد لله وحده وليس لطرف استغلالها للدعاية الحزبية أو الفئوية. ولقد طال المساجد ما طال غيرها من المؤسسات من هيمنة الدولة والحزب الحاكم. تسجل الحركة أن ما تشهده العديد من المساجد مردّه رغبة عموم التونسيين في التخلص من رموز العهد البائد الذين طالما ساهموا في الانحراف بالمساجد عن دورها الحقيقي ليحوّلوها إلى منابر للدعاية الفجة للطاغية وتبرير الاستبداد بعد أن أجبر عدد من الاطارات المشرفة على شؤون بيوت الله إلى لعب دور الوشاة والمخبرين... وهي إذ تجدد التأكيد على موقفها الصريح والصارم في النأي بالمساجد عن التجاذبات الحزبية ترفض توظيفها لغير ما أعدت له.. والحركة إذ تسجل بكل اعتزاز الدور الفعال الذي لعبه أبناؤها في صون بيوت الله وحمايتها من كل تجاوز تدعو كل التونسيين لعدم الوقوع في فخ الفوضى وتفادي كل ما يمس من هيبة المساجد وقدسيتها.. والحركة تطالب بهذه المناسبة السلط المعنية للقطع مع سياسات العهد البائد في التعامل مع بيوت الله والاطارات المشرفة عليها وذلك برفع يد البوليس السياسي عنها واعتماد الكفاءة والعلم والمصداقية والاستقامة ورغبة المصلين عند اختيار الأئمة، كما تدعو إلى تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية وحفظ استقلاليتهم وكرامتهم بما يليق بمكانتهم ودورهم في المجتمع.. حركة النهضة راشد الغنوشي