انتشال 12 جثة وإنقاذ 25 مهاجرا غير نظامي بعد غرق مركب بحري بسواحل جزيرة جربة    وزير الشؤون الخارجية يلتقي نظيره الكوري    اليوم بمقر وزارة الفلاحة : الانطلاق في إستغلال خط تمويل جديد لصغار الفلاحين بنسبة فائدة تفاضلية 5%    محمد محجوب: حكم الدربي سرق الملعب التونسي .. والتحكيم في تونس دائما ما يخدم مصلحة الأربعة فرق الكبرى    استعدادا لبطولة العالم 2025 - المنتخب التونسي لكرة اليد في تربص تحضيري بالحمامات من 1 الى 5 اكتوبر    توزيع أكثر من 58 ألف لتر من الحليب يوميا في هذه الولاية    بطولة كرة السلة: تعيينات منافسات الجولة الثالثة ذهابا    مصر: سيدتان تدفنان دجالا في غرفة نومه لهذه الأسباب    قطاع الطاقة الشمسية: مستقبل واعد في مجابهة التحديات    استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم ال360 وارتفاع حصيلة القتلى الصحفيين إلى 175    صفاقس لا صحة لخبر توقف الدروس في كلية الحقوق.    عاجل/ يُقل 60 شخصا: غرق مركب "حرقة" قبالة جربة وانتشال 12 جثة الى حد الآن    14.5 مليار دينار دعم سنوي لمنشآت الدولة    البنك المركزي التونسي ونظيره المصري يوقعان مذكرة تفاهم تشمل مجالات تقنية واسعة    الحماية المدنية تسجيل 330 تدخل    جندوبة: اصابة 07 أشخاص في اصطدام بين سيارتين    ماراطون برلين الدولي : تتويج الإثيوبي مينجيشا بلقب النسخة ال50    عاجل/ في أول ظهور له بعد استشهاد نصر الله: نائب أمين عام حزب الله يلقي كلمة بعد قليل..    عاجل/ اسرائيل تقصف قلب العاصمة بيروت..    مباراة ودية: مستقبل المرسى يفوز على الأولمبي الليبي    بعد استدعائه للتحقيق معه: هذا سبب عدم مثول عبد اللطيف المكي أمام هذه الفرقة..    اتحاد الفلاحة بنابل: 'الوضع المائي مازال كارثيًّا'    دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين    بعد احتراق طفل في كوم تبن بفرنانة: النيابة العمومية تأذن بفتح تحقيق..#خبر_عاجل    وفاة الممثل ونجم موسيقى الكانتري كريس كريستوفرسون    طقس الاثنين: الحرارة في استقرار    دولة الاحتلال تستهدف قلب بيروت وتغتال قائد حماس بلبنان    حذر نصر الله من اغتياله، من هو محمد علي الحسيني رفيق المقاومة مع "السيد"؟    تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال نصر الله..    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة قتلى إعصار "هيلين" إلى 111 شخصا    وسائل إعلام عبرية: الجيش الإسرائيلي يستكمل استعداداته لغزو لبنان    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان التشكيلي إسماعيل بن فرج    صالون المياه والري    مخزون المياه في السدود    مع الشروق .. «حجارة من سجيل »    مع الشروق .. «حجارة من سجيل »    عبد الكريم ..طبعا مستاء ..وجدّا ….    الليلة: بعض السحب والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الثلاثاء القادم.. تونس تحتفى باليوم العالمي لكبار السن    الرابطة 1 : الفوز الثالث على التوالي للاولمبي الباجي والترجي الجرجيسي والاول للنجم الساحلي    حي التضامن: نجاح عملية أمنية وحجز كمية من المواد المخدرة    احتراق طفل في كوم من التبن بجندوبة: الأسباب والتفاصيل    منذ منتصف الشهر: توافد الرضع المصابين بالبرونكيوليت على مستشفى باب سعدون    هزيمة مستحقّة لفريق بدون روح ولا فكر كروي    اعتداء مروع على لاعب كرة قدم مصري بقطع يده والأمن يلاحق الجناة    مدنين: صابة الزيتون قد تتجاوز صابة الموسم الفارط بنسبة 220%    تونس ضمن البلدان الرائدة افريقيا في مؤشر الادارة الالكترونية لسنة 2024    سيناريو حاتم بالحاج وبطولة عدد من النجوم: "سلة سلة" على الوطنية الأولى قريبا    الشاعر بوبكر العموري.. القضاء على الفساد وبناء الدولة رهين مشروع ثقافي    حسن نصر الله...مسيرة الجهاد والشهادة    مشروع تونسي عن الرقمنة والوساطة الثقافية في قصر النجمة الزهراء ضمن القائمة القصيرة للأعمال المرشحة لجائزة إيكروم الشارقة لحفظ وحماية التراث في المنطقة العربية    بيّة الزردي : مانيش بطالة والظهور ككرونيكوز كان لمتطلبات مادية    قرمبالية: قافلة صحية متعددة الاختصاصات بالمدرسة الابتدائية ببلحسن    وزير الشؤون الدينية يدعو إلى التقيّد بتعاليم الإسلام في المحافظة على المياه وعدم الإسراف في استعمالها    أبرز مباريات اليوم السبت في الدوريات الأوروبية.    نادرة التومي تتحصّل على جائزة أفضل أداء نسائي دور أول ضمن فعاليات الدورة 14 من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حينما ينتقل الفساد إلى صحة المواطن ...
نشر في الصريح يوم 05 - 04 - 2018

موضوع محاربة الفساد في تونس بعد الثورة هو موضوع مرهق و خطير في الآن نفسه وهو موضوع اتضح أنه مقلق وصعب وليس بالسهل كما كان يعتقد ويظن وهو كذلك موضوع اتضح بالكاشف أن من يتقدم ويتولى التصدي له ويعلن الشروع في معالجته فإنه يعرض نفسه إلى الكثير من الصعوبات والتضييقات والمتاعب لوجود حزام يحميه ولوبيات ترعاه وتدافع عنه والأخطر من ذلك وجود ثقافة تحضنه وتبرره وهنا لا نتحدث عن الفساد الصغير من أخذ رشوة وغيرها والذي أوضحت الاحصائيات التي أجريت خلال سنة 2016 أن 78% من التونسيين قد صرحوا أن الفساد الصغير قد اتسعت دائرته بعد الثورة وأن تقديم رشوة للحصول على خدمة أو قضاء شأن خاص أصبح أمرا طبيعيا وعاديا والخطورة في هذا النوع من الفساد في التشريع للتعايش معه وتبرر القبول به وتكييف الأفراد حياتهم معه والحال أنه معول هدم ينخر جسد المجتمعات ويعيق كل إصلاح.
ما نقصده هنا ليس هذا الفساد الذي اصطلح علي تسميته بالصغير وإنما الذي نعنيه هو حالات الفساد التي يهدد الدولة في وجودها وتفسد مقومات الحكم الرشيد وأسس الدولة الصالحة ما نقصده هو الفساد الذي نجده صلب هياكل الدولة وفي مؤسساتها العمومية التابعة لها والتي من المفروض أن تكون في منأى عن كل انحراف وتكون منصة للأمثلة السوية ما نعنيه من الفساد الكبير هو الصور الكثيرة التي تمثل سرقات واضحة لأموال الدولة ولأموال الشعب وتهدد سمعة البلاد وتشوه صورة القائمين على الشأن العام.
ما نقصده هو حالات الفساد التي يكون وراءها الموظف في الإدارة والمسؤول في المؤسسة العمومية والتي يتعرض فيها المال العام إلى السرقة والتلاعب أو الحالات التي يتم فيها توظيف واستعمال النفوذ والملك العام للحصول على منافع شخصية فهذا الفساد هو الذي يتم فيه توظيف أجهزة الدولة واستغلال المنصب والمكانة والوظيفة لتحويل منافع من الصالح العام إلى الصالح الخاص وفي هذه الحالة يكون الفساد أكبر وأخطر من مجرد حصول موظف على رشوة من مواطن لقاء خدمة يسديها.
وخطورة الفساد الكبير تكمن في صعوبة معالجته وفي كونه يحتاج إلى إرادة سياسية كبيرة وصبر أكبر على محاصرته وخطورة اخرى في ضرره الذي قد يصل إلى حياة المواطن ويهدد أمنه وعيشه وحتى صحته وهذا ما حصل فعلا بعد الزيارة الفجئية التي قام بها وزير الصحة عماد الحمامي مؤخرا إلى مخزن الأدوية التابع لإدارة الرعاية الصحية الأساسية بمستودع وزارة الصحة بمنطقة باردو حيث كشفت هذه الزيارة عن كوارث كبيرة وعن وضعية كارثية وعن فساد وصل إلى صحة المواطن وإلى دوائه .
في هذه الزيارة التي صدمت الكثير من المواطنين كشف فيها وزير الصحة عن فساد كبير في قطاع الأدوية وعن مخزون كبير من الأدوية تم شراؤها بالعملة الصعبة تقرر اتلافها لانتهاء صلاحيتها بما يعني أن الكثير من الدواء لا يصل الى المستشفيات ومراكز الصحة الاساسية ولا يستفيد ويستنفع به المرضى وكل من يرتاد المستشفيات العمومية من أجل العلاج فيقال له إن الدواء مفقود وهو غير متوفر وعليه شراءه من الصيدليات الخاصة والحال أن الدولة قد وفرته لكن لا يتم توزيعه بالكيفية السليمة .
كما كشف هذه الزيارة عن مخزون آخر من الدواء وضع في للإتلاف والحال أن مدة الصلاحية تنتهي في سنة 2019 بما يشير إلى أن هناك شبهة فساد وتلاعب وشبهة بيعه خارج المستشفيات بعد اعتباره فاقد الصلاحية وقد قدرت قيمة الادوية التي انتهت صلاحيتها والأدوية التي سوف يتم اتلافها بمليار دينار من المليمات وهو مبلغ غير هين تم اهداره من ميزانية الدولة ومن أموال دافعي الضرائب والغريب في كل هذا الموضوع هو ان هذا المستودع للأدوية والذي يتولى توزيع الدواء لكل مستشفيات الجمهورية لا يتوفر على منظومة معلوماتية تضبط الدواء الذي يتم توزيعه والجهة التي تتحصل عليه والدواء الذي يتم شراؤه ومدة صلاحيته ومشكلة عدم توفر تطبيقة إعلامية هي مشكلة غير مفهومة في مؤسسة هامة كوزارة الصحة وهو خلل فادح يفتح الباب للفساد الواضح والغريب أن الامر ضل مسكوتا عنه ودون معالجة إلى أن أدلى وزير الصحة الحالي بهذه الزيارة التي كشفت عن فساد كبير في الأدوية وتلاعب أكبر في هذا القطاع الذي وفرت له الدولة كل الدعم المادي ووفرت الدواء للمرضى ولكن سوء التصرف و السرقات التي تحصل فيه والتلاعب الذي يعرفه جعلت الانطباع العام أن مستشفياتنا لا يتوفر بها الدواء والحال أن الدواء متوفر وبكميات معقولة ولكن الفساد هو الذي أضر بالقطاع وأعطى صورة سلبية عن قطاع الصحة.
في هذه الزيارة كشف الوزير عن فساد آخر وجده بالصدفة تمثل في احتواء مستودع الأدوية إلى جانب كميات الكبيرة من الدواء الذي انتهت صلاحيتها ودواء آخر مازال صالحا ولكنه اعتبر في عداد الدواء الذي سوف يتلف على عدد كبير من أجهزة الحاسوب لم يقع توزيعها على المستشفيات ولا تزويد الاقسام الطبية بها وهي أجهزة موجودة في المستودع منذ سنتين وهو مال آخر مهدور ومال آخر الدولة تنفقه من أجل تحسين الخدمات الصحية لكن سوء التصرف وغياب الرقابة والمحاسبة سمح بمثل هذه الأجهزة أن لا يقع الاستفادة منها .
ما أردنا قوله هو أن هذه الزيارة قد كشفت عن فساد كبير في قطاع الصحة وعن فساد في مستودع الادوية المزود لكل مستشفيات الجمهورية يعمل بطريقة عشوائية ودون رقابة ولا محاسبة وهو فساد تعلق بصحة المواطن وسلامته الصحية وهو فساد وراءه اخطبوط من الفاسدين الذين يتاجرون في قطاع الدواء من خلال شبكات تهريب لبيعه خارج المستشفيات بعد اعتباره منتهي الصلاحية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.