قبل سنوات زارنا وزير ثقافة أجنبي وحال وصوله الى المطار وجد سيارة وزاريّة في استقباله وحسب التعليمات ستكون الوجهة الأولى هي النزل المخصّص للضيف المبجّل هكذا قال السائق للوزير الضيف.. الاّ أنّ ضيف تونس كان له وجهته المغايرة طلب التوجّه مباشرة الى المكتبة الوطنيّة التونسيّة نعم اختار الذهاب الى الكتاب الى الكتب فهي مرآة البلاد ويجب زيارة المكتبة الوطنيّة قبل كلّ شيء فالكتاب أساس الحياة وهو الثقافة والمعرفة في كلّ بلد. وحديثنا قياس فمشكلة منوعاتنا التلفزية وبرامجنا العداء الكبير من المنشّطين للكتاب فكلّ منشّط يحرص على اقصاء الأدباء والكتّاب وأهل الأدب. المنشّط التونسي يبرمج من هبّ ودبّ يبرمج الشطيح والرديح يبرمج قلّة الحياء وقلّة الأدب وقلّة الذّوق وقلّة الثقافة كلّ قلّة يحسب لها ألف حساب في منوعته ويقصي عن قصد استضافة الشاعر أو الروائي أو القاص ففكره محدود وذوقه لا يورّيك ولا يروعك لذلك يعتقد أن استضافة كاتب جريمة لا تغتفر في حين وحسب اعتقاده الرثّ المشاهد يعمل 66 كيف على تخلويض وعلى الهزّان والنفضان..