لم اتصوّر لحظة أن التقي في مدخل هذا المقهى الموجود باحد أفخم فنادق باريس " الفور سيزن " الواقع باجمل شارع في العالم " الشان ايليزي " وهو بالمناسبة الفندق الذي جمع لقاء الشيخين واسّس للتقارب بالاحرى التحالف بين النداء والنهضة وهو كذلك الفضاء المفضّل للقاءات اغلب السياسيين التونسيين ، لم اتصوّر لحظة ان التقي هذا الرّجل غير العادي تماماً ، الذي يأمل ويسعى إلى الاجتماع به جلّ قادة العالم و ساسته ، أنّه " كدار " كما يكنّى هنا بباريس ، لكن اسمه الحقيقي عبد القادر ، شاب سينغالي ، اشتهر بقدراته العجيبة والغريبة وحتى " معجزاته ". " كدار " يقرأ الكفّ ، يكشف الطّالع وينبئ بما يرغب الإنسان بمعرفته حول مستقبله ومصيره .. سألته عن سرّ تواجده هنا بفرنسا أشار إلى مواعيد عمل مهمّة ..! بطبيعة الحال في مجال العرافة ، بلا شكّ سيكون حرفاؤه من مرشّحي استحقاق الرئاسية الفرنسية القادمة ... بالمناسبة من يذكر ذلك العرّاف التونسي طالب عمّار الذي زاره شيراك ببيته بتوزر و" تنبّأ " له بأنّه سيكون رئيس فرنسا القادم . أقام " كدار " قبل فترة بيننا في تونس ، كانت له لقاءات وزيارات عديدة لوجوه بارزة في البلاد وقتها . يعلم من الأسرار ما قد غاب عن الكثيرين ، كشف لي عن بعضها في سياق الدردشة الخفيفة التي كانت لي معه ! مجال العرافة والتنجيم بفرنسا يوفّر مداخيل هامة للدولة ، لا ينافسه في ذلك الاّ القمار وألعاب الحظّ . حتى في الأسواق التي روادها أساسا من المهاجرين تباع خلطات وأعشاب ، وحيوانات اغلبها زواحف محنّطة ، تجلب من بلدان إفريقية لطرد السّحر والنّحس والتابعة وجلب الحظّ . في واجهة إحدى المحلاّت وضعت صناديق كرتونية صغيرة كتب عليه " شمبوان حلال "، أضيفت تحتها جملة أخرى وهي " طارد للجنّ "!! دفعني فضولي الى دخول المحلّ و سؤال صاحبه عن معنى كلمة " حلال " في سائل تنظيف للشعر ، أجابني بأنّه خال من تلك المواد المحرّمة التي تضاف عادة لمواد التّجميل كشحوم الخنازير أو أنواع الكحول ...وبخصوص طرد الجنّ قال أنّ مادة سحرية تخلط بهذا " الشمبوان " وعندما تصل الرّاس فإنّها تنفّره ..! و بالتالي تحصّن الإنسان منه ..!