كان من المنتظر أن تحتوي الندوة الصحفية التي دعت إليها قناة تونسنا تعريف شامل و تفاصيل البرمجة و التوجه و الخط التحريري و المحتوى الذي ستعرضه القناة الجديدة التي ظهرت للمشاهدين مكان قناة التونسية تي في لكننا تفاجأنا بتوزيع السيرة الذاتية لمؤسس القناة السيد عبد الحميد بن عبد الله لا غير كما فوجئنا أيضا بغياب أي لافتة تحمل شعار القناة أو عرض للتعريف بالبرمجة أو ديكور للقناة. المتحدث الوحيد في الندوة السيد عبد الحميد بن عبد الله مؤسس القناة لم يخف في مداخلته أن بعثه للقناة له أهداف تجارية و أنه إتخذ قرار حجز التردد في وقت وجيز بعد أن قررت الشركة الأردنية التخلي عن سامي الفهري و أكد أن إطلاقه لقناة تونسنا على نفس تردد قناة التونسية ليس ضربة في ظهر سامي الفهري بل أنه قانون "البزنس" و أن الشركة الأردنية تلقت 4 طلبات من تونس لحجز التردد في نفس اليوم الذي حجزت فيه تونسنا التردد و قال بن عبد الله أن القناة ستكون صوت كل شرائح المجتمع و لم يوضح خلال المداخلة سوى معلومات شحيحة عن القناة حيث أكد أنه سيتم تحديد الخط التحريري و البرمجة و سيتم تجهيز الأستوديوهات و إنتداب صحفيين لاحقا ليكون الإطلاق موفى السنة الجارية ، كما أكد أن القناة ستنسج على منوال قنوات عالمية في تقديم برامج سياسية و ثقافية ذات مستوى رفيع و أوضح أن اللقاء هو مصافحة أولى مع الصحفيين و أن اللقاءات القادمة ستحمل مزيدا من التفاصيل حول القناة. هذا ما حمله السيد عبد الحميد بن عبد الله بخصوص قناته الجديدة الشيء الذي أثار حفيظة عديد الصحفيين و جعلهم يتساءلون حول أهداف الندوة خاصة إذا علمنا أن مؤسسها مترشح على رأس قائمة مستقلة في إحدى الدوائر داخل الجمهورية و أحد رجال الأعمال الأثرياء الذي قرر في العهد السابق الاستثمار في الخارج خاصة في فرنسا بحكم علاقته المتينة بجاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق لتتحول الندوة في وقت من الأوقات لحوار مفتوح حول علاقة الأهداف السياسية للسيد عبد الحميد بن عبد الله و الندوة الصحفية في هذا الوقت بالذات حيث أوضح في هذا الصدد أن ترشحه جاء بتأثير أبناء جهته الذين ناشدوه للترشح من أجل خدمة تونس و عرج على الأهداف من ترشحه للمجلس التأسيسي و نفى نفيا قاطعا أن تكون الندوة لها خلفيات سياسية أو أنه سيستعمل القناة لأهداف سياسية أو للبحث عن الشهرة و أكد أنه لم ينسج على منوال الأحزاب في الحملة الإنتخابية و أنه لم يكن له أي حديث صحفي في أي صحيفة أو تلفزة في هذا الصدد بينما كان بإمكانه ذالك. ما يمكن أن نسوغه من الندوة الصحفية لقناة تونسنا أو بالأحرى للسيد عبد الحميد بن عبد الله هي نقطة تعجب حول إختيار توقيت الندوة خاصة و أننا في الفترة الأهم من الحملة الإنتخابية و أن إسم السيد بن عبد الله موجود طوال الوقت على شاشة القناة و أن الندوة ستبث بشكل متواصل على القناة و أن 3 كاميراهات كانت موجهة لمؤسس القناة و واحدة موجهة للحضور و أن أعضاء قائمة السيد عبد الحميد بن عبد الله من بين الحضور و الأهم أن الندوة عرفت بمؤسسها أكثر من القناة .