اكتفى النادي الإفريقي بالتعادل دون أهداف ضد ضيفه ترجي جرجيس عشية اليوم في المنزه في لقاء متقدم من الجولة التاسعة للبطولة. وباستثناء كرتين ثمينتين واحدة على القائم الأيسر من المويهبي وواحدة على القائم من إيزيكيال، كان الإفريقي اليوم خارج الموضوع تماما وقدّم أسوأ مستوى له منذ أشهر طويلة. وكالعادة، لعب الفريق دون خطة أو استراتيجية أو فكر وفعل كل لاعب ما يحلو له وباستثناء المدافعين سيف الدين العكرمي وبلال العيفة وبدرجة أقل اسكندر الشيخ، قدّم بقية لاعبي الإفريقي مستوى لا يليق باسم النادي الذي يحملون ألوانه. ولا ندري ما يفعله عبد الكريم النفطي الذي لم يمرر كرة صحيحة واحدة لزملائه وسدد مرتين، في الشوط الأول، خارج مرمى خال تماما. أمّا أمير الحاج مسعود، فمجرد مشاركته مع الفريق يعتبر فضيحة بمعنى الكلمة وكان فعلا خارج الموضوع وعالة على الفريق ولم نجد تفسيرا لما يفعله على الميدان. أمّا غريبة الغرائب اليوم، فهي اختيار الجزائري عبد الحق بن شيخة أن يلعب دون وسطأي وسط ميدان دفاعي واللعب، مقابل ذلك بأربعة لاعبين (نعم 4) متوسطي ميدان ذوي نزعة هجومية وهم النفطي والشيخ والمويهبي والزيادي والنتيجة أن تاه جميعهم واختلطت عليهم الأمور ولم يقدروا على فعل شيء. ولو آمن ترجي جرجيس اليوم أكثر بحظوظهم وإمكانياتهم لفازوا بسهولة على الإفريقي في عقر داره. ولمّا نعلم أن الفرنسي باتريك ليويغ، الذي ترك بصمة واضحة في الملعب التونسي وفي مباراتين أدار فيهما الفريق بعد إقالة فوزي البنزرتي، كان يتابع المباراة (مشدوها) من المدرجات، فلا يسعنا إلاّ أن نتساءل عمّا فعله المسؤولون بفريقهم وعن الغاية أو الغايات التي كانوا يبحثون عنها بانتداب بن شيخة. ولمّا نعلم أيضا مدى الغضب وحالة الاحتقان التي يعيشها جمهور النادي الإفريقي منذ أسابيع لفهمنا ما ينتظر الفريق في قادم الأيام من ردود أفعال هو في غنى عنها لكنها ستطيح بالتأكيد بأكثر من رأس في الفريق. والأكيد أن الساعات القادمة ستحمل تطورات على أكثر من صعيد في هذا الإطار.
ذكاء الغرايري ولا يمكن الحديث عن هذه المباراة دون إعطاء ترجي جرجيس ومدربه غازي الغرايري حقهما. وكان واضحا أن الغرايري يعرف عن ظهر قلب نقاط ضعف الإفريقي (لا ندري إن كان له نقاط قوة). فقد أحكم ترجي جرجيس اليوم الانتشار حسب مستوى لاعبي الإفريقي فضيق الخناق على الرواقين وعلى المدافع الأيسر العكرمي وعزل هجوم الإفريقي فأجبره على لعب الكرات الطويلة العشوائية. وحقق ترجي جرجيس ما جاء من أجله أي نقطة التعادل بأداء محترم إجمالا بالنظر للرصيد البشري المتوفر خصوصا على مستوى الكيف. والواضح أن مستوى ترجي الجنوب في تحسن مستمر وقد ظهرت اليوم قيمة العمل الذي يقوم به الإطار الفني.
