"إنني أموت .. قارورة الأوكسجين فرغت إنني أنادي وأصرخ ولا مجيب .. ساعدني يا أخي إنني أموت .. "هذه الكلمات الاخيرة التي قالها شريف العمري الذي قتلته الكورونا و خاصة الاهمال حسب عائلته التي دعت لفتح تحقيقين عدلي و اداري في ملابسات وفاة ابنها الذي لقي مصيرا بائسا فجر السبت 17 اكتوبر 2020 في احد غرف المستشفى (الجامعي) بنزرت لان المستشفى المحلي المتواضع في مدينته الاصلية ماطر التي تعد اكثر من 60 الف ساكن لا يحتكم على العدد الكافي من اسرة الانعاش فيما صرح خالد حجي مدير مستشفى بنزرت لإذاعة بنزرت فم " ان وفاة شريف العمري كانت بسبب عدم توفر سرير انعاش بقسم كوفيد 19 و أضاف أن المريض تعكرت حالته ليلة أمس و تم الاتصال بوزارة الصحة لتوفير سرير إنعاش في اي ولاية أخرى لإيواء المتوفي دون جدوى. معاناة شريف تواصلت حيا و ميتا حيث رفضت ادارة المستشفى بقاء جثته في بنزرت و لم تقبله الى حدود عصر امس بلدية مدينته لأنها لا تدفن اكثر من شخصين يوميا وفق البرتوكول الخاص بضحايا الكورونا لضعف امكانيات جماعة محلية عمرها 122 سنة... بعد تدخلات و اتصالات وعد والي بنزرت النائب علي الطياشي بفتح تحقيق في الواقعة وهو ما تم وسط الاسبوع الماضي في المستشفى الجامعي (سابقا ) منزل بورقيبة بعد تبديل جثة لكن هل سيعيد التحقيق عمرا لشريف قطعا لا ..و لكن صرخته "انا اموت " هي في الواقع ترجمة لواقع مدينة ماطر التي تحتضر.