اتّصل صباح اليوم الإثنين عثمان الجرندي وزير الشؤون الخارجية، هاتفيّا ب «جون بول ادام » وزير خارجية جمهورية السيشال وذلك إثر تصريحاته الأخيرة في إحدى الإذاعات الدّولية. ويأتي هذا الاتصال في إطار متابعة مسألة منح السلط السيشالية ترخيصا للإقامة بسنة لفائدة "صخر الماطري" الصادرة في حقّه بطاقة جلب دوليّة، حسب ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الخارجية تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه. وجدّد الوزير مطالبة السلطات التونسية بإيقاف المعني بالأمر وتسليمه وفقا لبطاقة الجلب الدّولية الصادرة عن السلط القضائية التونسية. كما أعرب لنظيره السيشالي عن استغراب تونس واستيائها من قرار بلاده والتصريحات التي أُطلقت حول غياب ضمانات محاكمة عادلة للمتّهم، وهو ما ترفضه تونس وتستنكره كما جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ 19 أفريل الجاري. ومن جهته، أفاد الوزير السيشالي أنّه يتفهّم أهمّية الموضوع بالنسبة لتونس، مُبرّرا موقف بلاده بعدم وجود اتفاقيات تعاون قضائي مع تونس لتسليم المتّهمين والمجرمين، وأنّه لم يتمّ منح المعني بالأمر اللجوء السياسي كما طلبه في البداية، وإنّما ترخيصا للإقامة بسنة. وقال "ادام " أنّ السلطات السيشالية لا تزال بصدد درس كلّ جوانب الملفّ. وقد شدّد عثمان الجرندي في ختام المكالمة على موقف تونس وتمسّكها بتسليم المعني بالأمر، وأكّد على قانونية هذا الطلب وشرعيّته، مُوضحا لمخاطبه أنّ السند القانوني لتسليم المتّهم يتمثّل في الوفاء بالتزامات الدّول تُجاه منظمة الإنتربول الدّولية التي تنتمي إليها السيشال وتونس، وفق نفس البلاغ. ودعا الوزير نظيره السيشالي إلى تغليب منطق التعاون البنّاء بين دولتين إفريقييتين شقيقتين، والتعامل الإيجابي مع مطلب له مستنداته القانونية الواضحة، فضلا عن صبغته الوطنية الهامّة وارتباطه بمسار تحقيق العدالة الانتقالية ببلادنا.