دعا راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الشعب التونسي للقيام بثورة ثقافية لاقتلاع جذور التخلف والدكتاتورية والتكاسل المنتشرة داخل المجتمع، وذلك خلال خطبة يوم أمس الجمعة التي ألقاها بمقر الحركة بتونس العاصمة. وأكّد الغنوشي أنّ مصلحة الناس لا يمكن أن تتعارض مع العقول أو تتناقض مع نظام الكون. وأبرز أيضا تعدّد الخيرات في البلاد بصفة غير مسبوقة حيث سجّلت صابتا الزيتون والتمور تحسّنا ملحوظا في سنتين متتاليتين، مرجعا ذلك إلى بداية تحقق العدل في البلاد بعد اقتلاع الطاغ من الارض. وقد عبّر الغنوشي عن استنكاره لثقافة العمل المتخلفة ولكسل الأشخاص الذين يرغبون في ما أسماه "اللقمة الباردة"، مبرزا عزوف العاطلين عن العمل عن كسب قوتهم من الثروات الزراعية (صابة الزيتون والتمور) وأكّد أنّ صابة الزيتون أصبحت اليوم مهددة بالسرقة، قائلا : "يجي واحد مجرم ميت عنده حس الأخلاق والإيمان يضرب غصن شجرة الزيتون بالتسترة الكهربائية في دقيقة ويحطها في شاحنة ويمشي". وأضاف : "بلادنا تعيش مفارقة عجيبة بين الخيرات التي يفيض بها الله علينا والكفر الذي نجابه به الخيرات من خلال الزهد في العمل الصالح". وقال الغنوشي بأنّ هذه الظاهرة انتشرت في البلاد بعد أن أورثها النظام البائد للشعب بزرعه لثقافة "التبزنيس" والخبزة الباردة " أمام التخلي عن قليل من الأخلاق. كما بيّن بأنّ انتشار هذه الثقافة الفاسدة يعود أيضا إلى تهلهل الوعي الديني وضعف الإيمان الذي يقتضي أن يقترن به العمل الصالح. كما دعا المسلمين إلى إشاعة ثقافة العمل والجدّ والسلام والتحابب وتجنّب الفحشاء والعداوة والقطيعة وقلع المخلفات التي زرعها النظام البائد. وفي سياق آخر، أكّد الغنوشي أنّ الجهاد ضد الكيد وإفشاء السلام وهو طريق لدفع العدوان وليس سبيل لفرض الإسلام على الآخرين كما يظنّ بعض "الجاهلين".