قال وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، إن "تونس تشهد تحديات أمنية وكذلك تحولات داخلية على أكثر من صعيد، بسبب تدهور الأوضاع في المنطقتين المغاربية والعربية وفي الساحل الإفريقي والصحراء وفي غرب البحر الأبيض المتوسط وغيرها من بؤر التوتر في العالم". وأشار الوزير إلى أن "من أبرز هذه التحديات، الإرهاب وعلاقته بالتهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية وانتشار الأسلحة على الحدود"، وذلك لدى إشرافه صباح اليوم الثلاثاء على حفل تخرج الدورة الوطنية الثانية والثلاثين لمعهد الدفاع الوطني، ببرطال حيدر (باردو) والتي تدارست موضوع "إرساء منظومة استعلامات وطنية لدعم عمل المؤسستين الأمنية والعسكرية". وأكد أنه بات من الضروري، أمام هذه التحديات، أن تنصرف الجهود إلى "ضبط سياسة دفاعية تحدد الأولويات والمحاور، في مجالات تطوير القدرات العملياتية والتوقي والتهيؤ والإستباق والإستشراف تكون فيها المنظومة الإستعلاماتية الوطنية، إحدى ركائزها الأساسية، على غرار ماهو متعارف عليه في السياسات الدفاعية في البلدان الديمقراطية". كما أعلن أن وزارة الدفاع شرعت في القيام بالإجراءات العملية اللازمة لإحداث مركز للبحث العلمي والدراسات الإستراتيجية العسكرية، وذلك بعد الإحراز على موافقة رئاسة الجمهورية، لتعميق الرأي حول القضايا الأمنية والدفاعية وترسيخ تقاليد في مجال البحوث والدراسات الإستراتيجية. وبين الحرشاني أن الهدف من بعث هذا المركز هو "دعم البحوث والدراسات في المجالات التي تستجيب للحاجيات الخصوصية للمؤسسة العسكرية وتطوير الدراسات العسكرية ذات الطابع الإستراتيجي وضبط البيانات الدفاعية للبلاد"، موضحا أن هذه المؤسسة ستكون مفتوحة أمام الضباط القادة والضباط السامين المتقاعدين والباحثين والأكاديميين والخبراء، للاستفادة من خبرتهم وإثراء معارفهم في هذا المجال. وتضمن برنامج الدورة التي شارك فيها 37 دارسا من بينهم 13 ضابطا سام، عديد الأنشطة على مدار السنة، على غرار إلقاء محاضرات من قبل أعضاء المجلس الأعلى للجيوش والأساتذة الجامعيين، فضلا عن تنظيم ندوات وأيام دراسة وزيارات لعدد من المؤسسات والمنشآت العسكرية ورحلة دراسية إلى واشنطن لفائدة الدارسين. وحضر حفل الإختتام بالخصوص أعضاء المجلس الأعلى للجيوش وثلة من الضباط والإطارات السامية بوزارة الدفاع الوطني.(وات)