قضت أمس الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس بالتصريح بالحكم في قضية الحرقان التي توفي فيها أربعة حارقين وفقد 15 آخرين وهم من متساكني منطقة الجبل الأحمر كانوا نظموا "حرقة " الى البلاد الإيطالية خلسة , حيث أدانت المحكمة المتهمين الثلاثة وقضت في حق الأول وهو المتهم الرئيسي "الحرّاق" الموقوف مدة 15 سنة سجنا وتخطئته ب 40 ألف دينار وقضت في حق الثاني والثالث المحالان بحالة فرار بالسجن كذلك مدة 15 سنة لكل واحد منهما مع تخطئة كل واحد منهما ب 40 ألف دينار مع الإذن بالنفاذ العاجل في حق هذين الأخيرين . وقد أحيل كافة المتهمين على القضاء لمحاكمتهم من أجل تهمة المشاركة وتكوين وتنظيم وفاق يهدف لإعداد والتحضير لارتكاب جرائم متعلقة بمغادرة البلاد خلسة بحرا والإدارة والإنخراط والتعاون والمساعدة الناتج عنها جريمة موت والإرشاد والتدبير والتسهيل والتوسط ومساعدة وتنظيم مغادرة أشخاص التراب التونسي خلسة وتعمد نقلهم وتوفير وسيلة نقلهم والمشاركة في ذلك . حيثيات القضية تفيد أن المهاجرين غير الشرعيين انطلقوا فجر 30 مارس 2011 من سواحل مدينة صفاقس في اتجاه البلاد الإيطالية بعد أن اتفقوا مع الوسيط والحرّاق الذي نظّم رحلة الموت على مبالغ مالية تتراوح بين 1000 و3لاف دينارلكل واحد من الحارقين ال19 فوفر لهم الحرّاق قاربا متوسط الحجم لا يمكنه أن يسعهم جميعا . وكانت عائلاتهم تظن أن عملية "الحرقان" تمت بنجاح وأن أبناءهم سيعانقون جنّة الأحلام ولكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن وانقطعت أخبارهم منذ إنطلاقتهم ,لتسمع عائلاتهم لاحقا الخبر الفاجعة وهو عثور أعوان الحرس البحري بجهة صفاقس على أربعة جثث إتضح وتأكد أنها لشبان شاركوا في عملية الحرقان المذكورة وتبيّن كذلك أن 15 منهم فقدوا وبقوا مجهولي المصير.