برنامج التحكم في النفايات انطلق ونتائجه ستظهر مع وموفى السنة الجارية في تشخيصه للوضع البيئي أقر مدير الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات الطيب رمضان في لقائه ب "الصباح" أن منظومة التحكم في النفايات " لم تحقق الادنى في التعامل مع النفايات والجمع والتصرف فيها". وبين أن "هناك ضعفا في الامكانيات البشرية والمعدات والتجهيزات ففي بعض المناطق لم نحقق الادنى مما يؤدي الى تراكم الاوساخ لثلاثة او اربعة ايام." واوضح رمضان ان "المنظومة تعاني شيئا من الهشاشة وخاصة في مجال الجمع والتصرف في النفايات هذا الى جانب عدم وعي المحيط الاجتماعي والبيئي بالمنشآت المختصة في معالجة النفايات ودورها وقيمتها الامر الذي ادى الى ارباك المنظومة.." وذكر أن هشاشة الحلقات الاولى لعملية التنظيف والنقل يعود الى ضعف الامكانيات المادية والبشرية للبلديات المكلفة بجمع الفضلات بدرجة اولى ثم بدرجة ثانية ضعف الوعي وغياب التصرف الرشيد في انتاج النفايات". وفسر أكثر بالقول:" 70 بالمائة من مكونات نفايات التونسيين مواد عضوية وهذا ما يدل عن غياب الترشيد على مستوى الاستهلاك..الى جانب ان وضع النفايات يتم بطريقة غير منظمة (مواد عضوية ومواد بلاستيكية..) مما يجعل منها نفايات صعبة الرسكلة والانتقاء وسريعة التخمر وافراز الروائح.." الحلول والبرامج عن الحلول التي تأخرت كثيرا قال مدير الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات: "نحن بصدد التحضير لبرامج تشارك فيها كل المؤسسات الفاعلة في القطاع من اجل ازالة كل النقاط السوداء والتصرف فيها بشكل نشيط ثم العمل على عدم رجوعها لأنه في كل مرة نزيلها خلال السنتين الماضيتين تعود ويعود معها المشكل." واضاف:" هناك حرص من الاجهزة التمثيلية لازالة هذه النقاط ومن الاجهزة الرقابية للحلول دون عودتها وسيتم تفعيل كل الاجهزة الرقابية للوكالة الوطنية لحماية المحيط لرصد المخالفات حتى وان كانت على بلديات أو مؤسسات عمومية وهي ليست خارج مجال المراقبة وعلى الشرطة البلدية أن تراقبها حتى لا تقوم بالقاء الفضلات بطريقة غير مدروسة." وأشار الى ان "برنامج المراقبة قد انطلق فعليا وقد تكثف العمل عليه منذ أسبوع وتم في ولاية منوبة مثلا تدخل كبير للتخلص من النقاط السوداء خاصة في تخوم المؤسسات التربوية.." واعتبر أن التنسيق بين مختلف الفاعلين وعودة الأجهزة الرقابية للعمل في حد ذاته خطوة جيدة في اطار عودة المنظومة الى العمل.." المنظومة الموحدة.. أكد رمضان على أهمية تركيز منظومة بيئية صحية موحدة وذكر "ما نعمل عليه هو ان تصبح كل الحلقات مترابطة وتحت اشراف هيكل واحد وقد تم رفع الأمر الى اعلى مستوى وكلف مستشار رئاسة الحكومة قاسم الفرشيشي بمتابعة ملف العناية بالنظافة والبيئة والمحيط.. ونحن نعمل على ان ترتقي المسألة البيئية لتتحول الى سلطة على كل المنشآت والادارات والوزارات.." وشدد على ضرورة "تحديد برنامج وطني عام ترصد له الامكانيات اللازمة وان وجب رصد امكانيات اضافية من اجل الخروج من هذه الوضعية البيئية." أما على المستوى المتوسط والبعيد فبين انه تم " الانطلاق في تقيم الاستراتيجية الوطنية للتصرف في النفايات من اجل ضبط برنامج وطني وتطوير المنظومة بكل ابعادها الهيكلية والتشريعية والتقنية." ومن المنتظر ان نلمس نتائج هذا البرنامج في افق موفى السنة الجارية.." نفايات البناءات.. فيما يخص نفايات البناء قال مدير الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات أنه "شأنها شأن الانفلات الذي وقع في البلاد بعد الثورة انتشر البناء الفوضوي وغابت الهياكل الرقابية التي من دورها فرض القانون للتصرف في هذا النوع من النفايات.." وكاجراء استعجالي "قامت وزارة التجهيز والبيئة بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لحماية المحيط بصفقة اطارية قيمتها 5 مليون دينار من أجل التخلص من النفايات المتناثرة في البلاد وسيتم الانطلاق في تفعيلها خلال ايام." واضاف:" ان الوكالة بصدد ضبط منظومة لرسكلة مواد الهدم والبناء لاستغلالها في مجالات جديدة على غرار الردم والطرقات بالاشتراك مع المصالح المعنية." مصبات جديدة.. بالنسبة للمناطق الداخلية أوضح أنه "تم اخذ بعين الاعتبار في البرنامج الوطني للتصرف في النفايات القرى الصغرى والمجالس القروية وهناك انجازات مشاريع رصدت لفائدتها على غرار مراكز التحويل والاسطبلات وفيها ما هو مفعل وما هو بصدد التفعيل.." أما فيما يخص منظومة الجمع والمصبات اوضح الطيب رمضان ان "المصبات لم تكن مراقبة كانت كلها عشوائية وقد تم في الاطار استصلاح مصب برج شكير الذي توفر فيه الادنى كما تم تدعيمه بمص ثاني.. في اطار احداث مصبات جديدة مراقبة مدعمة بمراكز تحويل..الامر الذي سيمكن من تحقيق اكبر عدد من دورات التجميع" وفي نفس البرنامج بين أنه: "تم اقامة 9 مصبات موزعة على ولايات الجمهورية بنفس منظومة العمل كخطوة اولى ومن المنتظر ان يقع تعميمها على ال 24 ولاية خلال تنفيذ الجزء الثاني من البرنامج.. مع دعمها بعقلية جديدة ستكون عنصرا اساسيا في كل المشاريع وهي عقلية الرسكلة والتثمين ستعطي بدورها اكلها خلال سنة وتنطلق خلال ايام."