بعد انطلاقة متعثرة لأولى جلسات الحوار الوطني حصل المراد وقبل ضلعا "الترويكا" حزب التكتل وحركة النهضة بالإمضاء على مبادرة الرباعي باستثناء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي رفض الإمضاء. والحقيقة سواء وافق حزب المؤتمر على الإمضاء أو لا فان ذلك لن يكون فعليا حجرة عثرة أمام انطلاق الحوار الوطني غير أن الإشكالية تكمن في مضمون المبادرة التي أثارت حفيظة البعض وامتنعوا بدورهم عن الإمضاء على غرار حزب الإصلاح والتنمية وتيار المحبة. ومن هذا المنطلق ترجح بعض الاطراف المطلعة بان الاسابيع المقبلة قد تشهد اختلافات حادة بالنظر الى ان الامضاء في ظل بعض التحفظات قد يؤدي الى تاجيج الخلافات القديمة الجديدة حول موعد استقالة الحكومة وتحديد صلاحيات المجلس الوطني التاسيسي. ليعود بنا الحوار الوطني الى مربعه الأول. تعليقا عن ذلك يشير المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في تصريح ل "الصباح" ان انطلاق الحوار لا يعني ضمان النتائج وخاصة انه وضح من قبل أن ينطلق أن هنالك مسائل لا تزال تصر حركة النهضة أو أطراف داخلها على مراجعتها لا سيما فيما يتعلق باستقالة الحكومة وذلك حين اصر علي العريض على ضرورة استمرار عمل الحكومة كجزء من مؤسسات الدولة وهي نقطة خلافية جوهرية مع المعارضة وتتعارض مع النقطة الاولى من مبادرة الرباعي .كما ان الاختلاف بين "الترويكا" والمعارضة يكمن حول مسالة تحديد صلاحيات المجلس. وقال:" نحن أمام خلافات عديدة لا تزال قائمة ويصعب التكهن بنتائجها" مشيرا في السياق ذاته إلى انه من الخطأ استباق الأحداث وتوقع فشل الحوار لأنه لا يوجد مصلحة لحركة النهضة ولا لخصومها أن تتحمل شعبيا مسؤولية فشل هذه المبادرة." من جهة أخرى يرى المحلل السياسي مصطفى التليلي في تصريح ل "الصباح" ان لا مؤشرات ايجابية تذكر بالنظر إلى فحوى النقاشات خلال هذه الجلسة الافتتاحية. وذكر التليلي في هذا الإطار وتعليقا على خطابات الرؤساء الثلاثة: "إن خطاب رئيس الجمهورية يعتبر "إنشاء" لا معنى لها وليس لها أي التزام لأدنى قضية كانت. كما ان خطاب رئيس المجلس الوطني التاسيسي هو مجرد نوايا لا علاقة لها بخطورة الوضع الذي تعيش على وقعه البلاد." أما الكلمة التي تحط من العزائم -على حد تعبيره- فهي كلمة رئيس الحكومة التي تعارض الأوضاع القائمة على اعتبار أنه انكر وجود ازمة قائمة الذات ترزح تحت وطأتها البلاد منذ مدة كما تحدث عن وجود تحسينات مشيرا إلى أن حديثه مخالفا تماما لما يعيشه الواقع التونسي وهي ذات السياسة التي يواصل العريض انتهاجها منذ اغتيال الشهيد محمد البراهمي. وأوضح التليلي أن هذه الخطابات الثلاثة تتعارض مع خطابات المنظمات الراعية التي سلطت الضوء على خطورة الوضع وتضمنت دعوة جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم. ورغم انه عبر ان نظرته تشاؤمية بالنظر الى ما ورد في خطاب الرؤساء الثلاثة الا انه يامل ان تتغلب روح المسؤولية على الجميع.