على خلفية ما صدر عن أحد زملائهم من المحسوبين على أحد التيارات السياسية بالبلاد من عبارات نابية تجاه عدد من الصيادلة وإطار شبه الطبي وأعوان إداريين من مكوّنات إطارات وعملة المستشفى الجهوي الجديد بطبرقة، نظّم هؤلاء أول أمس الإثنين وقفة إحتجاجية أمام مقر المستشفى بحضور عدد من مواطني عاصمة المرجان وممثلين عن الاتحاد المحلي للشغل توّجت بمسيرة سلمية جابت شوارع وأنهج المدينة حيث رفعوا شعارات تندّد بالممارسات المهنية المهينة وبالنقص الحاد في الإطارات الطبية حيث يضمّ المستشفى طبيبا جرّاحا وحيدا يباشر عمله بالمستشفى يوما فقط في الاسبوع ثم يعود إلى تونس كما يفتقر المستشفى لطبيب عيون وطبيبة توليد معتبرين هذا المستشفى الجديد مجرد ديكور دون خدمات ذات جودة كما نددوا بإختيار بنائه خارج مناطق العمران لبعده عن المدينة ممّا يثقل روّاده من المرضى بمصاريف التنقل لإجراء الفحوصات كما أن العلاج الخارجي ظلّ حكرا على المستشفى القديم غير اللائق كما طالب المحتجون بفصل إقامة المرضى من النساء على إقامة المرضى من الرجال وتواصلت المسيرة إلى حدود مقر معتمدية المكان أين إستمرت هذه الوقفة الاحتجاجية التي عبّر خلالها المحتجون عن إستيائهم من عدم الاصغاء لهم من قبل السلط المحلية التي رفضت قبولهم والحوار معهم حول ما يعانيه المستشفى من نقص حاد في الاطارات الطبية المختصة والاطارات شبه الطبية والعملة والسوّاق معبرين عن رفضهم مواصلة العمل بالمستشفى مطالبين بنقلة زميلهم الطبيب الذي تلفّظ ضدهم بألفاظ نابية. مكسب صحي هام.. وجدير بالتذكير أن هذا المستشفى تمّ تدشينه خلال آواخر جويلية الماضي خلال زيارة عمل أدّاها وزير الصحة العمومية إلى ولاية جندوبة إستهلها بمعاينة قطعة أرض مقترحة لبناء مستشفى جديد صنف "ب" بمعتمدية غار الدماء ثمّ أشرف على حفل تدشين وإفتتاح المستشفى الجهوي الجديد بطبرقة وختم زيارته بتناول الإفطار رفقة والي الجهة مع الإطار الطبي وشبه الطبي بهذا المستشفى الجديد بطبرقة الذي إنطلق يومها في تقديم خدماته للمرضى بعد أن تمّ تأثيثه وتجهيزه بعدد من المعدّات الصحية العصرية حيث تمّ نقل المرضى المقيمين بأقسام طب النساء والأطفال وطب الأسنان من المستشفى القديم إلى المستشفى الجديد بعد أن تمّ تحويل الصيدلية والمخابر وقسم الأشعّة، وحسب تصريحات الدكتور سهيل بالي المدير الجهوي للصحة بجندوبة فإن الكلفة الجملية لإنجاز هذه المؤسسة الصحية الجديدة بلغت 10 مليارات منها 70./. مموّلة من البنك الأوروبي للإستثمار كما أفادنا أن القبول الوقتي لأشغال البناء تمّت خلال شهر جوان الماضي على مساحة جملية تقدّر ب6 آلاف هكتار وأضاف أن هذا المستشفى يشتمل على قسم للعيادات الخارجية وقسم إستعجالي يضمّ 4 أسرّة للمراقبة وقسم التخدير والإنعاش والعناية المركّزة وقسم الأشعّة وقسم للمخابر وبنك الدم وقسم إداري وقسم الوحدات الفنية وبيت الأموات وصيدلية ليستوعب بذلك 82 سريرا. تصعيد.. كما أكّد لنا أنه صدر هذه الأيام إعلان طلب عروض لإنجاز أشغال بناء مطبخ وبيت غسيل وورشة صيانة بالمستشفى وخلال حفل التدشين تحدّث الوزير عن جدوى هذا المستشفى الجديد حيث أكّد أهمية هذا المنجز الصحي الجديد الذي ينضاف إلى رصيد المكتسبات الصحية بولاية جندوبة إعتبارا لأهميته في التخفيف من الضغط اليومي على المستشفى الجهوي بجندوبة وخاصة بتقديم خدمات صحية لفائدة مرضى المعتمديات المجاورة على غرار عين دراهم وفرنانة وأضاف أن هذا المستشفى سيقدّم الخدمات الإستعجالية الطارئة خاصة للسيّاح الوافدين وبنسبة كبيرة من القطر الجزائري كما سيمكّن هذا المكسب الصحي عددا من خريجي المؤسسات الصحية العمومية والخاصة من الحصول على عمل قارّ وبالتالي المساهمة في الحدّ من ظاهرة البطالة المتفاقمة بالجهة خاصة بطالة أصحاب الشهائد العليا وخريجي الجامعات التونسية وبالمناسبة أكّد لنا الوزير انه سيتم قريبا تزويد المستشفى الجهوي بجندوبة بمعدّات طبيّة لأقسام أمراض القلب والشرايين وطب الأطفال والأمراض السرطانية والطب العام بحساب السنة المالية 2013. يذكر أن أعوان الصحة العمومية بالمستشفى الجهوي بجندوبة نفّذوا في نفس الفترة وقفة إحتجاجية أمام بهو المستشفى إحتجاجا على خصم يوم إضراب إنتظم يوم 12 جوان الماضي كما طالبوا خلال هذه الوقفة الإحتجاجية بالإسراع بصرف المنح الإجتماعية وبإصدار قانون المراقبة الصحية للأعوان كما عبّر المحتجون عن نيتهم مزيد التصعيد حتى يقع تلبية مطالبهم.