قرّر المجلس الوطني التأسيسي تأجيل الجلسة العامة المقررة يوم أمس لتداول مسألة العنف السياسي إلى يوم الاثنين القادم، ونكّست الأعلام حدادا على الشهيد محمد البراهمي، وأوصدت البوابة بالأقفال وسط اجراءات أمنية مشددة ولكن رغم ذلك تمكنت الحقوقية ليلى بن دبة من اقتحامه مطالبة بالدخول إلى البهو، وداعية بقية المتظاهرين من شباب الجبهة الشعبية إلى الالتحاق بها وهب المئات من أنصار الجبهة الشعبية ظهر أمس إلى المجلس للاعتصام أمامه وكانوا يتصببون عرقا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. وفي تصريح ل "الصباح" ذكر بيرم العيفة ممثل شباب الجبهة الشعبية أن الهدف من الدخول في اعتصام مفتوح أمام المجلس الوطني التأسيسي هو حله لأنه أصبح السبب الرئيسي للأزمة التي تعيشها تونس وأضاف أن المطلب الثاني يتمثل في تشكيل حكومة انقاذ مهمتها انجاز رزنامة دقيقة وهي المهمّة التي عجز عن تنفيذها المجلس المتحكم فيه على حد تعبيره من منبليزير. وأضاف ان هذا المجلس لم يكن له صوت أمام الجرائم السياسية والاغتيالات والعنف والفوضى التي مارستها الروابط.. وندد العيفة بشدّة باغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي مبينا أن الحكومة فقدت بذلك شعبيتها وشرعيتها ودعا الأمنيين والعسكريين إلى الاضطلاع بمهامهم كأمن جمهوري يحمي الممتلكات العامة والخاصة وحق الشعب التونسي في التظاهر السلمي المدني. ورفع المتظاهرون شعارات عديدة أبرزها "ديقاج" و"يسقط حزب الاخوان يسقط جلاد الشعب" و"العصيان العصيان حتى يسقط الاخوان" وغيرها من الشعارات التي فيها اتهامات لحركة النهضة اِلتفاف وفي المقابل قالت محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي إنها كانت تتمنى أن يلتف الشعب التونسي حول المجلس الوطني التأسيسي ويسنده لأن من قتل هو أحد أعضائه ولأن نوابه ملتاعون لفراق زميلهم الشهيد محمد البراهمي، وبالتالي فإن المجلس هو الذي استهدف وهو الذي يجب الوقوف إلى جانبه، لا الدعوة إلى حله.. وعبرت العبيدي عن حزن جميع النواب لفقدان الشهيد محمد البراهمي، وأضافت أن النواب تربطهم علاقات طيبة ووطيدة ويكنون لبعضهم البعض احتراما كبيرا وليس هناك انقساما بين معارضة وأغلبية خلافا للصورة النمطية التي يروجها الاعلام عنهم، كما لا توجد صراعات بين شقين وتعليقا عن الدعوات المتعددة لحل المجلس الوطني التأسيسي، بينت العبيدي أن الكل يتفهم أسباب تظاهر التونسيين بعد حادثة الاغتيال، ولكن ما لا تفهمه هو علاقة هذا الأمر بحل المجلس الذي نكب باغتيال أحد أعضائه، وذكرت أنها تتفهم مطلب ضبط رزنامة واضحة، فهذا ما يجب القيام به ولكن أن تقع الدعوة إلى حل المجلس فهذا سيفسد كل شيء، لأن المجلس يعيش حاليا موسم حصاد حصيلة أعماله، وقريبا سيشرع في مناقشة الدستور فصلا فصلا بعد انهاء لجنة التوافق أعمالها كما سيقع بعث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، كما انتهت اللجان التأسيسية من مناقشة مشروع قانون العدالة الانتقالية.. وقالت :"يجب استكمال العمل والسعي إلى المصالحات والتوافقات مع تجاوز الحسابات الضيقة" وبينت أنها تتفهم ردة فعل النواب الذين أعلنوا استقالاتهم من المجلس خاصة النائب مراد العمدوني لأن المصاب جلل ووقع الصدمة كبير وأكدت أنها بصدد الاتصال بجميع النواب لمواساتهم وطمأنتهم لان المطلوب منهم الآن مواصلة العمل وايصال الأمانة للتونسيين، وأضافت أن البراهمي كان معارضا شرسا ولكنه كان يتمتع بأخلاق عالية وكان عضوا في لجنة فرز الترشحات للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وقد عمل بجدية من أجل التوصل إلى انشاء هذه الهيئة