عقدت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي صباح أمس بأحد نزل العاصمة لقاء اعلاميا للحديث عن سهرتها على ركح مسرح قرطاج الأثري ليلة 5 أوت القادم.. الندوة الصحفية للفنانة ماجدة الرومي طغت عليها السياسة ولم يحظ الجانب الفني وهو المحور الأساسي للقاء إلا بالقليل من اهتمام الحاضرين، حتى أن إجابة المطربة اللبنانية كانت نفسها لأغلب الأسئلة المطروحة، حيث أكدت فيها عن إيمانها بأن السلام هو الحل لكل المآسي التي يعيشها الوطن العربي من فلسطين ولبنان والعراق إلى دول الثورات العربية كما وصفت ماجدة الرومي حالنا اليوم بالشتاء العاصف آملة في قدوم الربيع قريبا وأعربت عن الحرقة التي تجتاح كيانها بسبب الوضع في سوريا ومصر. ماجدة الرومي- وهي من أبرز الفنانين المكرمين في آخر أيام بن علي- تسلحت بالذكاء واللباقة والرقي في التعامل مع الإعلاميين التونسيين فلم تفلح بعض الأسئلة المحرجة سياسيا في زحزحة هدوئها العميق فيما اكتفت أسئلة أخرى بمجاملتها بعد أن تحدثت المطربة اللبنانية عن حبها الكبير لتونس، التي احتضنت موهبتها وهي في البدايات وفي هذا السياق اعتبرت ابنة الموسيقي الكبير حليم الرومي أن تكريم الرئيس المخلوع لها لم يكن باسمه الشخصي بل هو تكريم من الشعب التونسي ووزارة الثقافة التونسية كما أدرجت زيارتها لقبر الشهيد شكري بلعيد في إطار احترامها لنضالات هذا الرجل السياسي الذي ضحى بنفسه في سبيل حبه لوطنه نافية أنها تغازل الجمهور التونسي أو تبحث عن مزيد من الشعبية من خلال هذه الأنشطة وإنمّا زيارتها لبلادنا هذه الأيام تندرج في إطار استعداداتها صحبة الاركستر السمفوني التونسي لسهرة قرطاج. ماجدة الرومي الفنانة المثقفة والمطلعة سياسيا تضعها مواقفها في بعض الأحيان في مأزق التناقض فقد سبق لها أن انتقدت السياسة الأمريكية في تعاملها مع لبنان وبقية دول وطننا العربي ومع ذلك غنت لجورج بوش الأب خلال زيارته للبنان واصفة إياه بضيف بلادها..كنا نتمنى أن تكتفي المطربة اللبنانية خلال زيارتها لتونس بالجانب الفني فنحن في حاجة كبيرة للفعل الثقافي والفني ونخبته - على غرار ماجدة الرومي- في هذا الزمن أكثر من حاجتنا لمواقف سياسية من فنانين أغلبها مجرد كلمات دبلوماسية ولئن لونت بالمشاعر الإنسانية وهنا تذكرنا هذه المواقف بكلمات أغنية "وعدتك" للفنانة ماجدة الرومي من احدث ألبوماتها "غزل"، وهي من الحان كاظم الساهر وشعر نزار قباني حين تقول فيها:"فقد كنت أكذب من شدة الصدق".. نحن ندرك حب ماجدة الرومي لبلادنا والذي أكدته أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة لكن لسنا في حاجة لمجاملات تناقض الواقع وتؤثر سلبا على شعبية الفنانة اللبنانية فحين تؤكد ماجدة الرومي على سبيل المثال أنها لا تبحث عن الأجر المرتفع حين تتفاوض إدارة أعمالها على إحياء حفلات في تونس نتفاجئ بتصريحات معاكسة من مديري المهرجانات الذين رغبوا في برمجتها بعد الثورة مباشرة ؟؟ ما يحسب للمطربة اللبنانية في الندوة الصحفية ولئن خالفناها بعض المواقف- قدرتها على حسن التعاطي مع الإعلام وذكائها ودبلوماسيتها. وعن خشية ماجدة الرومي من الأوضاع الأمنية بتونس، شدّدت المطربة اللبنانية في إجابتها "للصباح" أنها تغني لتونس مهما كان الوضع الامني أو سياسي فمكانة هذا البلد في قلبها ومسيرتها كبيرة ولا ترفض القدوم لتونس مهما كانت العوائق فيما نفت لنا رفضها غناء شارة مسلسل "الداعية" - وهو أهم وأضخم انتاجات الدراما المصرية لهذا الموسم- خشية من ردود الأفعال على هذا العمل الذي يروي حكاية داعية يقع في حب عازفة مشيرة إلى أنها ضد التعصب مهما كان دينيا أو سياسيا أمّا عن سهرتها ضمن الدورة 49 من مهرجان قرطاج الدولي فبينت ماجدة الرومي أن ستغني أحدث انتاجاتها وهو ألبوم غزل الصادر في 2012 والذي كتبت بعض أغانيه كما يحمل أعمال من إمضاء كبار الموسيقيين العرب على غرار ملحم بركات وعبد الرب ادريس وكاظم الساهر. من جهة أخرى نذكر أن الندوة الصحفية للفنانة ماجدة الرومي عرفت بعض الفوضى، حيث يبقى تنظيم الندوات الصحفية وللأسف- من الثغرات المزمنة لمهرجان قرطاج الدولي وهذا ما ينافي تصريحات مدير الدورة 49 لمهرجان قرطاج الدولي الموسيقي مراد الصقلي الذي شدد على أن الأولوية في الدورة الجديدة للمهرجان ستمنح للجانب التنظيمي. تجدر الإشارة إلى أن المايسترو ايلي العليا يرافق الفنانة ماجدة الرومي في رحلتها هذه الأيام لتونس حيث يشرف على البروفات مع الأركستر السمفوني التونسي بمعهد الموسيقى بشارع باريس فيما تهتم المطربة اللبنانية ببعض الأنشطة الخيرية والاجتماعية منها زيارة مستشفى الأطفال بباب سعدون ولقاء أرملة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي.