شهدت خشبة المسرح الرماني بقرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية مساء الجمعة احتفالية ضخمة بتراث مختلف المناطق التونسية وذلك في العرض الافتتاحي للدورة 43 لمهرجان قرطاج الدولي. وقدم نحو 200 فنان تراوحت اعمارهم بين 20 و80 عاما امام عشرة آلاف متفرج عرضا بعنوان "اصوات تونس" اشتمل على سبع لوحات جسدت التراث الثقافي التونسي من خلال الموسيقى والرقص والاغاني والانشاد الديني الذي يميز مختلف المناطق التونسية. وحول الهدف من هذا العرض قال محمد رجاء فرحات مدير المهرجان الذي يستمر حتى 16 اب/اغسطس المقبل لوكالة فرانس برس ان "التراث الموسيقي التونسي مهدد دائما بالنسيان والتشتت لان في ذهن الكثيرين من الناس هو مادة متحفية" وبالتالي فان هذا العرض جاء اسهاما في احياء هذا التراث. واعتبر فرحات هذه المناسبة "فرصة لجعل التونسي اكثر حرصا على لهجته الموسيقية المحلية وموروثه الموسيقي الغني ودفعه للاستلهام منه وعدم الاستخفاف به قبل فوات الاوان" لان "التقليد له حدود في حين الابداع لا حدود له". واخرج عرض "اصوات تونس" الموسيقار مراد الصقلي وهي المرة الثالثة التي يفتتح فيها مهرجان قرطاج. وكان قدم في 2003 اوبيرت "غموق الورد" وفي 1999 اوبيريت "حكاية طويلة". ويدير الصقلي منذ سنوات مركز الموسيقي العربية والمتوسطية +النجمة الزهراء+ في سيدى بو سعيد في الضاحية الشمالية للعاصمة. ويحتوى المركز على خزينة الموسيقي التونسية تحتوى على الاف الساعات من التسجيلات القديمة النادرة. ومن الفرق العديدة التي شاركت في العرض الافتتاحي "عيساوية بني خيار" و"اسطمبالي وسلامية تونس" و"القادرية" من قفصة و"التراسة" من الجريصة و"طبالة قرقنة" و"خيالة الدهماني" و"مالوف تستور" و "الحمارنة من قابس" و"حضرة العوامرية" من صفاقس. وكان للشعراء الشعبيين حضورا مميزا بينهم خليفة الدريدى ومحمد الغزال الكثيرى وعائشة الجباهي والمولدى هضب وحفلت قصائدهم بالحكم الشعبية وبوصف حياة البدو كما تطرقت الى الوطن والهوية والغزل. وجسدت لوحة فروسية نفذت فوق ارضية خشبة المسرح الروماني الملحمة الهلالية وصراع الجازية ضد بوزيد. وازدان المسرح بديكور حفل بالمنتوج التراثي في تناغم بين المصنوعات التقليدية والاحتفاء بالموروث الفني والموسيقي. ويشارك هذا العام الفنانون التونسيون لطفي بوشناق وصوفيا صادق وسنيا مبارك وصابر الرباعي ولطيفة العرفاوي و شكري بوزيان. واختير لسهرة الاختتام عرض غنائي تعرض خلاله مجموعة من الاغاني لكبار الملحنين والمطربين التونسيين الذين فقدتهم الساحة الغنائية. وافرد المهرجان سهرة خيرية "لجمعية بسمة" التي تعني بالمعوقين . غير ان العروض الفنية العربية والاجنبية ليست غائبة عن هذا المهرجان. ومن المشاركين في دورة هذا العام كاظم الساهر وماجد المهندس (العراق) وحسين الجسمي (الامارات) وشيرين وامل ماهر (مصر) ونوال الزغبي (لبنان). كما يحيي الفنان العراقي حسين العظمي والتونسي زياد غرسة سهرة مشتركة وكذلك اللبنانيان فاضل شاكر وامل حجازي والمغربيان كريمة صقلي وابراهيم الصويري. ومن المغرب كذلك يكرم المهرجان الفنان المسرحي الطيب الصديقي. من جهتها ستكون العروض الاجنبية متنوعة من بينها "سهرة الضحك" مع الممثل الكوميدي الفرنسي جاد المالح واخرى غنائية مع داني بريون وتقدم فرقة "بالي موسياف" الروسية وفرقة "الفلامنكو" الاسبانية سهرات تجمع بين الرقص والغناء. ويعتبر العديد من الفنانين مهرجان قرطاج بوابة حقيقية لمنحهم تاشيرة النجومية والشهرة. وعلى مسرحه غنت نجوم لامعة في سماء الاغنية العربية بينها ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز ونجاة الصغيرة ووديع الصافي ووردة وماجدة الرومي ومارسيل خليفة علاوة على عديد نجوم الاغنية الغربية.